قضية الغواصات النووية تثير جدلا في بريطانيا

يسعى وزير الخزانة البريطاني جورج أوزبورن ،لعرقلة برنامج تجديد الغواصات النووية الذي يتكلف 40 مليارجنيه استرليني.
وذكرت صحيفة " التايمز " أن الوزير أوزبورن أرسل انذارا بهذا الخصوص إلى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون يبلغه بأنه سيوافق على تمويل البرنامج لتجديد الغواصات التي تحمل صواريخ "ترايدنت " النووية اذا تم منح المشروع لهيئة جديدة تقدم تقاريرها مباشرة الى وزارة الخزانة.
ويترك عدم تجديد البرنامج في هذا التوقيت بريطانيا دون رادع نووي في البحر وذلك لأول مرة منذ عام 1969.
وأضافت الصحيفة أن هناك عملية شد وجذب بين وزارة الدفاع ووزير الخزانة وأن وزارة الدفاع تريد الإبقاء على البرنامج داخل الوزارة .
وتشير هذه الخطوة إلى رغبة أوزبورن في تعزيز سيطرته على السياسات المحلية، باعتباره أحد أقوى المرشحين لخلافة ديفيد كاميرون على زعامة حزب المحافظين، وهو ما قد يثير غضب وزارات أخرى في "وايت هول" (منطقة الحكومة في لندن) طبقا للصحيفة.
وأشارت إلى أن وزير الخزانة يريد إجبار شركتي "بي ايه اي سيستمز" و"رولز رويس"، وهما الشركتان الرئيسيتان اللتان تقومان ببناء الغواصات النووية على الحفاظ على جدول زمني مدته عشر سنوات لبناء القارب الأول.
ومن المقرر أن تقدم "هيئة تسليم الغواصات" تقريرها مباشرة الى وزير الخزانة ومكتب رئيس الوزراء في انتقاص كبير من سلطة وزارة الدفاع.
وتثير قضية استبدال الغواصات النووية جدلا كبيرا في بريطانيا مع رفض حزبي العمال والقومي الاسكتلندي البرنامج في اسكتلندا، بينما يؤيده حزب المحافظين وأغلب أعضاء حزب العمال، رغم أن زعيم الحزب، جريمي كوربين، يقف معارضا شرسا له.
يذكر أن حزب العمال الاسكتلندي كان قد صوت بداية نوفمبر الجاري بأغلبية ساحقة على عدم تجديد برنامج "ترايدنت " للصواريخ النووية ، إضافة إلى الضغط على الحكومة والقادة السياسيين في وستمنستر (البرلمان البريطاني) لمراجعة سياستها الدفاعية المؤيدة للأسلحة النووية.