عقارب الساعة تجاوزت الثالثة بعد منتصف الليل ويستعد المقدم محمد أمين رئيس باحث قسم شرطة إمبابة لمغادرة مكتبه لأخذ قسط من الراحة بعد عناء يوم طويل ملئ بالمشاجرات وجرائم القتل اثناء ذلك يتلقي بلاغ من مستشفى إمبابة العام يفيد بوصول قتيل يبلغ من العمر 50 عاما مصاب بعدة طعنات بالجسد وعلي الطرف الاخر يخبره احد المخبرين بوجود مشاجرة بإمبابة ووقوع مصابين وقتيل. وبانتقال أحد المعاونين الي مكان المشاجرة تبين ان وقوع مشاجرة كبيرة بين ترزي ونجله وسائق توكتوك من ارباب السوابق ويمسك في يده سكين وفرد خرطوش وعلي الطرف الاخر عدد من اهالي المنطقة يحاولون التصدي للسائق البلطجي، وقتها ايقن رئيس المباحث ان المشهد لا يمكن التدخل فيه لإنهاء المشاجرة لكن تصرف بحكمة وقام بإطلاق عدة اعيرة نارية في الهواء لتفريق طرفي المشاجرة وبعد دقائق بدأت الامور تهدأ ووقتها تدخل عدد من معاونين المباحث والقوة المرافقة لإنهاء المشاجرة . وبإجراء التحريات تبين ان سبب المشاجرة مشادة كلامية بين ترزي وسائق توك توك قام احدهما بإطلاق النار علي الاخر من فرد خرطوش كان بحيازته . ووقتها تبين للمقدم محمد امين رئيس المباحث ان المجني عليه القتيل تم نقله الي مستشفى إمبابة العام في حالة سيئة ووقتها ايقن ان البلاغ الثاني الوارد من المستشفي هو نفس بلاغ المشاجرة . انتقل رئيس المباحث ومعاونه الي المستشفى لمناظرة الجثة بعد هروب المتهم . وبمناظرة الجثة تبين انها لرجل يدعي "م . م" 50 عاما يعمل ترزي ونجله 23 عاما مصاب بعدة طعنات بذراعه الايمن . وبإجراء التحريات مع نجل القتيل تبين ان المتهم سائق توك توك وفي ظهر يوم المشاجرة حاول وقوف التوك توك امام المحل الخاص بهم وعندما طلب الترزي المجني عليه من السائق الوقوف في مكان اخر رفض المتهم وبدأ يسب وينهر في الترزي وقتها تدخل نجله وحاول الحديث مع السائق الا انه نال نفس السباب والإهانة التي نالها والده وقتها جن جنون نجل الترزي، خاصة ان المتهم لم يراعي سن المجني عليه وقام بالتشاجر مع السائق وسرعان ما تحول المشهد من مشاجرة الي تشابك بالأيدي وكانت نهايتها قيام المتهم باستخراج سلاح ناري من بين طيات ملابسه وسكين كبير الحجم وقام بطعن الترزي ونجله وعندما حاول اهالي المنطقة التدخل لانقاذ الترزي قام المتهم بإطلاق عدة اعيرة نارية لإرهابهم حتي تمكن من الهروب. بعد كشف غموض الحادث قام المقدم محمد امين رئيس مباحث قسم شرطة إمبابة بإخطار اللواء مجدي عبدالعال مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة الذي امر بتشكيل فريق بحث بقيادة العميد محمد عبدالتواب رئيس قطاع شمال الجيزة تحت إشراف العقيد ايهاب شلبي مفتش مباحث قطاع الشمال لسرعة القبض علي المتهم الهارب . وقتها قام معاوني المباحث بجمع التحريات اللازمة لمعرفة المتهم بارتكاب جريمة القتل واسفرت التحريات المبدئية ان المتهم شهرته حمو ويدعي ( ع . ح ) سائق توك توك ويبلغ من العمر 29 عاما ومقيم شارع "أ. م" بدائرة قسم إمبابة . وبعد تحديد مكان سكن المتهم قام رئيس المباحث بمداهمة منزله وهناك اسرته اخبرت رئيس المباحث ان المتهم مختفي من وقت وقوع الحادث . امر المقدم محمد امين رئيس المباحث معاونيه بإعداد عدة اكمنة بالقرب من منزل المتهم في محاولة للقبض عليه، بالإضافة الي أكمنة اخري بمداخل ومخارج إمبابة وعند مداخل ومخارج الطريق الدائري من ناحية الوراق لإغلاق جميع الطرق امام محاولة المتهم بالهروب . مر علي هذا الحال عدة 48 ساعة ومازال المتهم حر طليق يمارس حياته بشكل طبيعي دون تأنيب ضمير وعلي الطرف الاخر فريق البحث مازال يبحث عن المتهم عند اصدقائه واقاربه . علي الطرف الاخر بلاغ للمقدم محمد امين من أهالي المنطقة يفيد بمشاهدتهم للمتهم اثناء توجه الي منزله في ساعة متأخرة من الليل وقتها انتقل رئيس المباحث الي مكان البلاغ وتمكن من القبض على المتهم الذي اعترف بارتكاب الواقعة وتم اقتياده وسط حراسة امنية مشددة نظرا لخطورته لكثرة سوابقة الإجرامية الي قسم شرطة إمبابة . بدأ المتهم اعترافات قائلا: "اسمي "ع . ح" وشهرتي " حمو " سابق اتهامي في عدة قضايا ايوة انا اللي اقتلت الترزي علشان استفزني بالإضافة الي انه حاول يضربني هو وابنه وقتها جن جنوني عندما سبني بأمي ولم افق بنفسي الا وانا اقوم باستخراج سلاح ناري من بين طيات ملابسي وسكين وقمت بإطلاق النار عليه وعندما حاول نجله اعتراض طريقي قمت بطعنه عدة طعنات وتمكنت من الهروب وبعد 48 ساعة قام رئيس المباحث بالقبض علي اثناء تواجدي بشقتي لأخذ بعض متعلقاتي". وفي النهاية قام رئيس المباحث بإخطار اللواء طارق نصر مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة الذي أمر بإحالة المتهم الي النيابة للتحقيق التي امرت بحبسه 4 ايام علي ذمة التحقيقات .