حيا جنوب السودان الذكرى الرابعة لانفصاله عن السودان، اليوم الخميس، لكن شبح الحرب ظل يطارد الاحتفال فيما أبدى متحدثون وجماعات دولية أسفهم إزاء استمرار الحرب الأهلية الدائرة منذ 18 شهرا التي حصدت أرواح آلاف الأشخاص. وقال الرئيس سلفا كير مخاطبا الجمهور في ملعب رياضي في جوبا ان الصراع بين الحكومة والمتمردين الذين يتزعمهم نائبه السابق ريك ماشار أشاعت الاضطراب في المجتمع وحالت دون وصول الخدمات الرئيسية مثل التعليم. وقال "أطفالنا في هذه المناطق (التي دار فيها القتال) أضاعوا عامين من التعليم". ودعا سكان جنوب السودان إلى "فتح صفحة جديدة" وتعهد أنه لن "يهدأ حتى يتحقق السلام" في البلاد. وقال الأسقف الكاثوليكي يولينو لوكودو لورو في كلمته إن "حكم القانون يتلاشى... الشر سيطر على بلادنا". وانزلق الصراع على السلطة بين كير وماشار إلى العنف في كانون الاول/ديسمبر .2013 وذكرت مجموعة الأزمات الدولية أن الصراع حصد أرواح 50 ألف شخص. وتقول الأممالمتحدة إن مليوني شخص أصبحوا فى عداد المشردين وان 6ر4مليون شخص يحتمل أن يواجهوا المجاعة. ولوح كير والزعيم الاوغندي يوري موسيفيني بايديهم للجمهور وهما يستقلان سيارة لاند كروزر بيضاء مكشوفة. وموسيفيني الذي يقدم دعما عسكريا لكير هو رئيس الدولة الاجنبية الوحيد الذي حضر الاحتفالات. وأثناء المراسم قاد بعض السكان سياراتهم عبر الشوارع ولوحوا في الغالب بأعلام جنوب السودان وهتفوا بشعارات مؤيدة للانفصال والحزب الحاكم. وقال بعض السكان ان الذين يحتفلون بالذكرى استأجرتهم الحكومة. وفى هذا الصدد اشار لام اكول زعيم المعارضة الى أنه ليس هناك الكثير مما يجب الاحتفال به بعد أربع سنوات على انفصال جنوب السودان عن السودان في التاسع من يوليو عام .2011 الذي انهى عقدين من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. وشاب الصراع الحالي انتهاكات هائلة لحقوق الإنسان وتحدثت تقارير للأمم المتحدة ومنظمات لحقوق الإنسان عن مذابح على أساس عرقي وعمليات اغتصاب واسعة النطاق. وقال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في بيان ان "الأمل ضعيف (في جنوب السودان حيث) يواجه السكان المعاناة ومستويات غير معقولة من العنف وانتهاكات جنسية لا توصف". وأكد على أن الصراع ليس له حل عسكري ودعا الى حل سياسي. وقالت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق افريقيا (إيجاد) التي توسطت بين الأطراف المتناحرة أن "الحرب التي بلا معنى... بددت مكاسب البلاد من الانفصال". وجاء في بيان للمنظمة "القصص المروعة عن الأعمال الوحشية الواردة من مناطق الصراع توضح أن الحرب في جنوب السودان وصلت مستوى جديدا يهدد بتمزيق الأمة من جديد ويجرفها نحو المزيد من الدمار والبؤس". وقالت سوزان رايس السفيرة الأمريكية في جوبا "ما وصل إليه جنوب السودان اليوم يدمى قلبي". وأضافت إن "الرئيس كير وريك ماشار يفضلان المساومة على السلطة والثروة بدلا من الاتفاق على حلول" واتهمت الحكومة بانها "تتخلى عن مسؤوليتها". وجاء في بيان لفديريكا مورغريني منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي وكريستوس ستيليانيدس مفوض التنمية في الاتحاد الاوروبي أن جهود السلام "قليلة للغاية وبطيئة للغاية". وذكر البيان "مازالت الحكومة وزعماء المعارضة غير مستعدين للمشاركة بجد أو التوقف عن استخدام العنف باعتباره أداه لتحقيق أهدافهم" وطالب البيان بمحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان.