يعد معبد الطود الواقع علي بعد نحو 20 كيلو متر من مدينة الأقصر شاهدا على ما تتعرض له "كنوز الفراعنة" التي صمدت لآلاف السنين في وجه عوامل التعرية، الإهمال وتقصير ربما يعجلان باندثارها. المعبد الذي كان مركزا لعبادة الإله "منتو إله الحرب" في عهد الدولة الوسطي، واكتشف العالم الفرنسي بيسون دي لاروك خبيئته عام 1963، بينما الآن تتناثر في أركانه عشرات القطع الحجرية المهملة وسط مقصورات للملك تحتمس الثالث باقية وشاهدة على أهمية هذا الأثر، فأصبح عرضة للانهيار بعدما قضت المياه الجوفية على نقوش ورسوم أحجاره وشوهت جزء كبير منه فضلا عن انهيار سور المعبد المبني من الطوب اللبن. الجزء الأكبر في المعبد يعود لعهدي كل من منتوحتب وسنوسرت الأول الآن أغلبه مهدم إلا أن بقاياه تشير إلى فترة أقدم من عهد الملك أوسركاف من الأسرة الخامسة إلى جانب بعض الإضافات في المنطقة من عهد الدولة الحديثة وعصور تالية والمعبد هو مركز عبادة منتو، رب الحرب فى مصر القديمة وترتبط القطع الأثرية التى تم العثور عليها في هذه المنطقة بهذه الديانة والتي بدأت في الدولة الوسطى وقد شيدت هذه الأثار خلال عصر "نب حبت رع" منتوحتب الثانى وسنوسرت الأول، ولكنهم محطمين حاليا، فيما عدا المقصورة التي شيدها الملك تحتمس الثالث والتي مازالت أجزاءها محفوظة. ورغم أن تقريرا للمجلس المحلي لمدينة الأقصر قد حذر في أغسطس عام 2009 من حالة الإهمال التي يتعرض له المعبد والتي أسفرت عن تدهور حالة المعبد وحاجته لترميم عاجل بجانب تقوية أسواره وتبليط أرضياته إلا أن الأوضاع ظلت علي ما هي عليه حتي كتابة هذه السطور . يروي محمود فرح، مرشد سياحي تاريخ معبد الطود قائلا:" يقع معبد الطود على الضفة الشرقية للنيل وتعود أصوله للأسرة الخامسة وكان مخصص لعبادة المعبود" مونتو" إبان عهد الدولة الوسطى اكتشفت خبيئته عام 1963 بواسطة العالم الفرنسي بيسون" Fernand Bisson " أسفل كنيسة تعود للقرن الخامس الميلادي". يطالب فرح بإعادة فتح بوابات المعبد الأصلية ورصف الطريق المؤدى له، وإعداده للزيارة، ووضعه على الخريطة السياحية للأقصر، وإنشاء سور يحميه وإنقاذه من المياه الجوفية، وإزالة المباني المحيطة بة وكشف بانوراما المعبد، وإنشاء مخزن متحفى بالمنطقة لحماية القطع الأثرية المكتشفة من عوامل التعرية والتقلبات الجوية.