قرية العور بالمنيا اختارها القدر ليورثها الحزن العميق، بعد اختطاف تنظيم ''داعش'' بليبيا، ل 21 عاملا قبطيا من أبناء قري مركزي سمالوط ومطاي في المنيا، 13 منهم من العور وحدها. القرية المكلومة تبعد نحو 10 كيلومترات فقط عن مركز سمالوط، ونحو 45 كيلومترا عن مدينة المنيا عاصمة الإقليم، يقطنها أقل من 500 أسرة تضم نحو 2500 نسمة نصفهم من المسلمين والنصف الآخر من المسيحيين، لكنها لم تعرف مشاجرة أو نزاع طائفي واحد على مدار تاريخها. إلا أن 13 من شباب القرية الأقباط كانوا علي موعد قبل شهر ونصف من الآن مع غدر ''داعش'' بليبيا الذين اختطفوا هؤلاء البسطاء متوعدينهم بالانتقام دون ذنب اقترفوه إلا أنهم مصريين تصادف أن يكونوا أقباط. و بدت شوارع القرية شبه خاوية بعد كانت مملوءة بالبسمة والتفاؤل، يزرعها البسطاء بالنشاط والحركة، حزينة بعد اختطاف 13 بريء ترك أكثر من 100 رجل من أقاربهم وأشقاءهم أعمالهم وزراعتهم، وتفرغوا لمناشدة المسئولين بالمنيا والقاهرة عن مصير ابنائهم. أصبحتحقول القرية تكسوها خضرة باهتة تنظر من يهم لريها، لم تعد مقبلة علي الحياة بعد أن حاصر الإرهاب 13 من خيرة شبابها، كانت أسرهم تعلق عليهم أمالا عريضة في رفع مستوي معيشتها. وأمام بطء أجهزة الدولة كرر أقارب الضحايا المختطفين خلال الأسابيع الماضية إرسال رسالة استغاثة بالرئيس السيسي قالوا فيها: ''نرسل لسيادتكم رسالة من قلوب تنزف دماً بالألم والحزن، من أمهات تعتصر قلوبهن وجعاً.. من أطفال لا تكف عن البكاء حزناً على آبائهم المختطفين، من منازل فقيرة تفتقد ما يحفظ كرامة الإنسان، من عيون لا تعرف النوم''. وتابعوا في الرسالة:'' رئيسنا المحبوب .. نحن كمصريين دفعنا ثمناً غالياً بسبب المتغيرات السياسة خلال الأعوام الماضية، وكان استهدافنا كمسيحيين واقعاً شاهده العالم أجمع، في اليوم الذي لم تقم الدولة بدورها في توفير الحياة الكريمة لأبنائها ولاسيما في صعيد من مصر من فرص عمل وخدمات، فاضطر أبناؤنا للمخاطرة بحياتهم من أجل لقمة العيش وتوفيراً لأقل ما يحفظ كرامتنا ويطعم أبناءنا، ويأتي اليوم الذي تزداد فيه مأساتنا بخطف 20 من أبنائنا''. وتابعوا في رسالتهم :'' نناشدكم بالالتفات لفقراء الصعيد من أبنائكم أسر المختطفين لاسيما وأن جميع أعمالنا متوقفة ولا يوجد رصيد لنا للإنفاق على أبنائنا ولم تقوم الدولة بدورها برعايتنا في هذه المحنة، ولدينا بعض المرضى وتلاميذ المدارس، فنحن نعيش على العمل اليومي بحثاً على الرزق في أعمال الزراعة، ولكن الآن كيف لنا أن نعمل وهناك فلذات أكبادنا تحت يد جماعات لا تعرف سوى لغة الدم''.