مصريات تتألقن في لعب الكاراتيه وتؤكدن على أنه الأفضل لمواجهة التحرش

لم تتوقع شيماء أبو اليزيد رئيس فريق الكاراتيه للسيدات في مصر، وبطلة العالم، أن تغادر مصر لمرة واحدة، أو أن تركب طائرة، أو حتى تراها عن قرب، هذا ما ورد في صحيفة ''جلوبال بوست'' الأمريكية.
ففي تقرير أعدته الصحيفة عن النساء المصريات اللائي حققن نجاحا كبيرا في المجال الرياضي، وألعاب القوى، أشارت إلى أن أبو اليزيد البالغة من العمر 28 عاما، والتي تعيش في شبرا، استطاعت انجاز وتحقيق أشياء لم تتوقع أن تحققهم من قبل.
وأوضحت الصحيفة، أن من بين تلك الأشياء هو سفرها إلى ألمانيا في نوفمبر العام الماضي، من أجل المشاركة في مسابقة كاراتيه، والتي حصل فيها الفريق المصري على مجموعة من الجوائز والميداليات الذهبية، في اللعب الفردي والجماعي.
وقالت الصحيفة إن فارق الكاراتيه النسائي المصري، يمنح بصيصا من الأمل، في الدولة التي تعاني فيها النساء باختلاف أعمارهن، من عدم احترام لحقوقهن، وتعرضهن للتحرش، وللختان.
يذكر، أن النساء بدأن ممارسة الكاراتيه في مصر، منذ عام 1970، وتم تأسيس الاتحاد الكاراتيه عام 1972.
وبجانب قدراتها على القتال ولعب الكاراتيه، فإن أبو اليزيد هي السيدة المصرية الأولى والوحيدة التي عادت للعب مرة أخرى، والحصول على الميدالية الذهبية بعد الزواج وانجاب الأطفال.
ففي عام 2011، ابتعدت أبو اليزيد عن اللعب فترة من أجل الزواج، وأثارت عودتها اندهاش الجميع، ولكن بالكثير من العمل، والمثابرة، استطاعت تحقيق النجاح، بحسب الصحيفة.
وعلقت أبو اليزيد على ذلك قائلة ''لا تعود النساء إلى ممارسة الرياضة، في مصر بعد الزواج، وانجاب الأطفال''، مؤكدة على أنها رغبت في اثبات نفسها قبل أي شيء، واثبات قدرتها على النجاح، وتحقيق انجاز لم يستطع أحد تحقيقه.
وأشارت إلى أن والدها كان يستيقظ من نومه في الخامسة صباحا، من أجل الحضور لمنزلها والاعتناء بطفلها أثناء تواجدها في النادي، من أجل التمرينات.
ووفقا للصحيفة، فإن ابنتها من أكبر وأهم معجبيها، فهي تحضر للنادي برفقتها وتجري بجانبهم أثناء تمرن أعضاء الفريق على الكاراتيه.
وعلقت فاطمة الزهراء يالمظ، زميلة أبو اليزيد في الفريق، على عودتها بعد الزواج قائلة ''أن عودتها أمر مدهش، فلا تقم أي فتاة غيرها بذلك من قبل''، مشيرة إلى أنها لن تفعل ذلك أبدا.
ومن جانبها، أكد الدكتور أيمن عبد الحميد رئيس الاتحاد المصري للكاراتيه، حاجة النساء في المجتمع المصري للعب رياضة مشابهة للكاراتيه، لأنهم يمنحهم المزيد من الثقة بالنفس، مشيرا إلى أن فكرة بقاء المرأة في المنزل واهتمامها بالأعمال المنزلية فقط، لم تعد صالحة في هذا الوقت.
ولفتت أبو اليزيد لعدم منح المجتمع المصري الاهتمام لممارسة النساء للرياضة، مشيرة إلى أن النساء تحرصن على لعب ابنائهم للرياضة، ولكنهن لا يمارسونها، حتى السيدات اللائي تلعبن الرياضة، أغلبهن تبدأن ممارستها بأوامر من الطبيب.
ورأت يالمظ والدكتور عبد الحميد أن ممارسة الكاراتيه تساعد النساء على مواجهة التحرش، لأنه يساعدهن على مواجهة المتحرش، وحماية أنفسهن طوال الوقت، وأكدوا على أنه من أفضل الحلول لمواجهة انتشاره.