حذرت نقابة الصحفيين التونسية اليوم الجمعة، الحكام الجدد من العودة إلى مربع الاستبداد داعية النشطاء والمدافعين عن الحريات إلى حماية حرية الصحافة باعتبارها مكسبا اساسيا للثورة. وأصدرت النقابة بيانا اليوم أعربت فيه عن خشيتها من عودة التضييق على الحريات مع اعتلاء حزب حركة نداء تونس إلى سدة الحكم وفوزه المزدوج في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وتأتي هذه الخشية على خلفية انتماء عدد هام من كوادر النداء إلى حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل الذي حكم تونس طيلة 23 عاما قبل الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011. ونددت النقابة اليوم بحادثة جدت بأحد المؤسسات الإعلامية عندما غادر النائب عن حزب نداء تونس خميس قسيلة برنامجا حواريا على المباشر وتلفظ بعبارات نابية ضد صحفيين ودفع مدير القناة الوطنية الحكومية احتجاجا على طريقة إدارة الحوار. وجاء في بيانها إنها ''تستهجن هذا الاعتداء المجاني الصادر عن أحد نواب الشعب والذي طالما ردد أنه يحترم الإعلام والإعلاميين ويناصر قضايا حرية الصحافة والتعبير''. وأضافت أنها ''تخشى أن تكون هذه الحادثة مؤشرا لسلوك سياسي لدى حزب نداء تونس الفائز بأغلبية المقاعد في مجلس نواب الشعب، سيما وأن عددا هاما من نواب هذا الحزب كانوا في ارتباط بنظام الاستبداد الذي عمل لعقود على قمع الحريات وفي مقدمتها حرية الصحافة والتعبير''. وقالت انها ''تحذر الحكام الجدد لتونس، وخاصة أولئك الذين تربوا على ثقافة الاستبداد أن التونسيين وفي مقدمتهم الصحفيين مستعدون لخوض كل المعارك من أجل عدم الرجوع إلى مربع قمع الصحافة''. والحديث عن الحريات هي أحد المحاور الأساسية التي ركزت عليها حملة الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي في الانتخابات الرئاسية إلى جانب مواقف معارضي حزب نداء تونس. ويردد هؤلاء أن صعود النداء يثير تحفظات بشأن الماضي السياسي لعدد من كوادره المنتمين إلى حزب التجمع ما يبعث على القلق من نزعة التسلط والميل إلى إجهاض أحد أبرز مكاسب الثورة وهي حرية التعبير. وأكد قياديو حركة نداء تونس في تصريحاتهم إن حزبهم لن يحكم وحده البلاد ولن تكون هناك عودة إلى الاستبداد. وقالت النقابة إنها ''تهيب بالناشطين والمدافعين عن الحريات إلى اليقظة والاستعداد للدفاع عن حرية الصحافة، المكسب الأساسي للثورة''. يذكر أن حزب نداء تونس كان فاز بالانتخابات التشريعية التي أجريت يوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي واحتلاله 88 مقعدا في البرلمان من بين 217. كما فاز مؤسس ورئيس الحزب الباجي قائد السبسي (88 عاما) بالانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد الماض على حساب منافسه الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي.