يحتفل المصريين اليوم الاثنين، بالذكرى الحادية والأربعين لذكرى نصر أكتوبر المجيد، والتي تطل علينا بأبطالها البواسل الذين ضحوا بأرواحهم في ملحمة عسكرية تاريخية، تمكنوا خلالها من استرجاع سيناء بخطوات منظمة، وببراعة الجندي المصري تم القضاء على الأسطورة الإسرائيلية في 6 ساعات. بنبرة يملأها الفخر والاعتزاز، وبسمة ترتسم على وجهه، استقبلنا حكمدار طاقم صواريخ فهد الفرقة 16 مشاه إبراهيم السيد عبد العال، ابن قرية نوب الطريف التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، والملقب بصائد الدبابات، لنتذكر معه أبرز محطاته التاريخية خلال الملحمة الكبرى، وتفاصيل الساعات الأخيرة للعبور. يقول عبد العال "التحقت بالجيش المصري عام 1969 وكان عمري 16 عامًا، وتم اختياري لتأدية الخدمة بالتل الكبير، وبعد ثلاثة أشهر تم تشكيل خمس كتائب صواريخ فهد، ووُضعت معايير صعبة لاختيار الحكمدار، فلابد أن يكون مؤهلًا بدنيًا وفكريًا وتعليميًا للعمل على تلك النوعية الجديدة، ونلت هذا الشرف، وتم تشكيل الكتيبة تحت مسمى فهد 35". وأضاف" لم نكن نعلم بموعد الحرب، وكنا نتلقى مواعيد تمويهية تختلف حسب الرتب العسكرية، حتى جاءتنا أوامر في الثانية عشر ظهرًا بالاستعداد، لنفاجأ بسرب من الطيارات المصرية يضم 22 طيارا مصريا، يحلق بالسماء في الثانية إلا عشر دقائق، وبدأنا التكبيرات والدعوات بالتوفيق". وتابع"زالت الرهبة والخوف، وارتفعت الروح المعنوية إلى عنان السماء، وبدأ القصف المدفعي وضم 2000 مدفع تمكنوا من دك حصون خط بالريف، وبعد 10 دقائق بدأنا العبور وتسلق الساتر الرمادي الذي يعتبر من أصعب العوائق التي واجهتنا، لكننا تمكنا من عبوره بالتسلق واستخدام الخرطيم، حاملين الأعلام المصرية، وفور وصولنا لسيناء سجدنا شكر لله ". كما تذكر صائد الدبابات، اجتماعه مع المشير أبو غزاله، والفريق محمد سعيد الماحي، والفريق سعد الدين الشاذلي، قبل المعركة بثلاثة أشهر لوضع النقاط الرئيسية للعبور، وأيضًا وعد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بمنح أعلى وسام في القوات المسلحة لمن يسقط ثلاث دبابات بحد أدنى . وأوضح أن السابع من أكتوبر شهد أولى محاولاته في تدمير دبابات العدو، ونجح في تدمير دبابتين أثناء الهجوم على كتيبته، وتمكن باقي زملائه من تدمير دبابتين آخرتين وفر الباقي، لافتًا أنه تم مهاجمتهم مرة أخرى في اليوم التالي، وتمكن من تدمير ثلاث دبابات. وأضاف قائلًا" التاسع من أكتوبر كان اليوم الأعظم بالنسبة لي، تمكنت خلاله من تدمير 6 دبابات خلال نصف ساعة، ووعدني الرائد بسيوني، قائد سرية المشاه، والمقدم محمد حسين طنطاوي حينذاك، بحملي على الأعناق للرئيس السادات، وكان ردي أن المعركة لم تنته بعد والأصعب قادم فدعونا نلتفت لردع العدو ". وتابع"من العاشر حتى الثاني والعشرين من أكتوبر تمكنت من تدمير 10 دبابات، لتكون المحصلة النهائية 18 دبابة وسيارتين مصفحتين، وحصلت على المرتبة الثانية بعد المقاتل محمد عبد العاطي، ولقبت بصائد الدبابات الثاني، وكرمني الشهيد البطل محمد أنور السادات، ومنحنى وسام الجمهورية من الدرجة الأولى". واختتم صائد الدبابات حواره، بمطالبة الشباب بدراسة تاريخ حرب أكتوبر ليتعلموا معنى الوطنية، والفداء بالنفس من أجل تراب الوطن، والبعد عن التصنيفات السياسية، فالمصريين أخوة مهما كانت ديانتهم، مطالبًا رئيس الجمهورية ووزير الدفاع، بضرورة تكريم أبطال الحرب ورفع نوط الجمهورية للمجند مثل نجمة سيناء.