مازالت ذكري انتصارات حرب السادس من اكتوبر عالقة في النفوس ينتظرها المصريون كل عام والتي بها الالاف من الجنود المجهولين لم يعرف عنهم شئ ومنهم "صائد الدبابات" الذي التقت به شبكة الإعلام العربية "محيط" والذي إستطاع قنص 18 دبابة للعدو الصهيوني فضلا عن إصابته سيارتين مصفحتين . إنه إبراهيم عبد العال أبو العلا مواليد 1953ومقيم بقرية "نوب طريف " التابعه لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية والذي يروي تفاصيل قصته في السطور القادمة . يقول عبد العال ذكرياتي مع حرب أكتوبر بدأت مع التجنيد عام 96 بعد حصولي علي دبلوم تجارة من التل الكبير إلي أدارة المدفعية بألماظا حيث تم التدريب علي التعليم الأساسي مدة 45 يوم بعدها علمنا بتشكيل خمس كتائب صواريخ فهد وكان الاختيار صعب جدا بالنسبة للحكمدارية حتى يكون مؤهلا لهذه الصواريخ الجديدة والتي تعتمد علي النواحي المتكاملة بدنيا وفكريا وتعليميا وكنت أحد من نالوا شرف حكمدارية أحد تلك الأطقم وتم تشكيل الكتيبة تحت مسمي 35 فهد والتي كان من بينها رفيقي محمد عبد العاطي شرف صائد الدبابات حكمدار في السرية الأولي وكنت أجاوره بالسرية الثانية وكان قائد الكتيبة وقتها الرائد جلال الجيار والتدريب كان تحت قيادة الخبراء الروس لتنتقل القيادة إلي قائد جديد هو المقدم عبد الجابر أحمد والذي احدث طفرة كبيرة من حيث التدريب والشئون الاجتماعية والمعنوية وقد أشاد الخبراء الروس بالجندي المصري والذي جاءت التدريبات مفاجئة لهم لتكشف عن مدي أداء وقوة التركيز في إصابة الأهداف بالعربة الالكترونية التي كنا نتدرب عليها لتلغي عندهم فكرة التفاخر للجندي الروسي والذي قام بتدمير 7 دبابات فقط في الحرب العالمية الثانية وأقاموا له تمثال في موسكو ويحتفلون به سنويا . عقب ذلك تم إقصاء الروس في عام 1972 وحل محلهم الخبراء المصريين وكان الأداء علي نفس الكفاءة وتم التدريب بالذخيرة الحية وكانت للكتيبة 35 القدرة الفائقة في إصابة الأهداف المباشرة وتوالت التدريبات العملية للصقل المستمر علي الحرب وكيفية عبور المانع المائي والساتر الترابي حيث كانت تمثل ترعة الإسماعيلية قناة السويس ، أعقبها الانتقال إلي الجبهة بقناة السويس بعد انضمام الكتيبة للفرقة 16 وأخذنا وضع الاستعداد القتالي حتى 6 أكتوبر والتي لم يكن أحدا منا علي علم بموعد انطلاق الحرب حتى الساعة الواحدة ظهرا بنفس اليوم . وأضاف بأن فكرة العبور مع أشارة البدء كانت في مخيلتنا غير حقيقية في بداية الأمر وعند الثانية ظهرا فوجئنا بالأبطال الذين قاموا بقيادة الطائرات وعددها 220 طيار مصري أصحاب الضربة الجوية الأولي والتي أزالت الرهبة والخوف منا ورفعت الروح المعنوية إلي عنان السماء ، أعقبها قصف مدفعي بواقع 2000 مدفع لدك حصون خط بارليف وهنا شعرنا بأننا عبرنا طائرين بفضل صيحة الله أكبر التي كنا نرددها في صوت واحد ... في اليوم السابع من أكتوبر كانت أولي حصادي من تدمير الدبابات والتي بدأت بتدمير دبابتين في هجوم علي الكتيبة 16 وقام زميلي الأخر للسيد أبو الفتوح بتدمير دبابة والرابعة كانت من نصيب يحيي حسانين وفر أكثر من 30 دبابة إلي الوراء وفي اليوم الثاني 8 أكتوبر تم مهاجمتنا بأكثر من 50 دبابة تعاملت معها المدفعية والمدرعات المصرية وكان من نصيبي تدمير 3 دبابات أخري تحت قصف المدفعية والطيران الإسرائيلي وكان من نصيب زملائي كلا منهم دبابتين ، وفي الجهة اليسري قام زميلي بكر العدل بتدمير 4 دبابات علي مدار يومين .. وفي اليوم التاسع من أكتوبر وهو اليوم المشهود بالنسبة لي وكان معي الملازم أول فؤاد الحسيني قائد الفصيلة والسادات فراج وصلاح شاهين والذين قاموا بتجهيز الصواريخ و قمت بالاشتباك مع قوات العدو المدرعة والتي هاجمتنا بأكثر من 50 دبابة وخلال نصف ساعة قمت بتدمير 6 دبابات وهو رقم قياسي . وفي اليوم العاشر كان من نصيبي 2 دبابة تم تدميرهم بالكامل وجاءت أيام الحادي عشر والثاني عشر من أكتوبر ليكرمني الله بتدمير 3 دبابات ليكون الحصاد الإجمالي حتى يوم 22 أكتوبر 18 دبابة وعربتان مصفحتان ، مؤكدا أن يومي 15 و16 أكتوبر بعد تدخل أمريكا السافر بالتدخل بطائرات نفاثة أمريكية لمساندة إسرائيل ألا أننا كنا نتصدى لهم بقوة ولم يستطيعوا الدخول إلي الإسماعيليةوالتي تصدت لهم الفرقة 16 .. وأختتم صائد الدبابات حديثة قائلا أننا وبعد 40 عاما من ذكري نصر أكتوبر المجيد والذي سطرت فيه الجندية المصرية أعظم البطولات والملاحم القتالية ، أننا كنا نتمنى أن يلتف شبابنا حول هذا النصر بما له من أثار ايجابية ساهمت في فرحة وترابط كل المصريين لتجعل علم مصر خفاقا في السماء عاليا مع استرداد الكرامة المصرية والتي دافعت عنها تلك المؤسسة العسكرية الوطنية والتي ستظل دائما وأبدا درع واقي لأرض مصر وشعبها العريق ضد أي غزو من أعداء هذا الوطن .