علي بعد 9 كيلومترات شرق نيل مدينة نجع حمادي تقع قرية عزبة البوصة، التابعة للوحدة المحلية لقرية الشعانية. ويتبع القرية نجع الشيخ، ويبلغ تعداد سكانهما معا حوالي 10 الآف نسمة. ويشكو أهالي القرية تجاهل المسئولين، حيث تغمر القرية السيول دون استعدادات لمواجهتها، وكذلك انعدام الرقابة التموينية وضعف الحالة الأمنية بالقرية، خاصة في ظل قربها من قريتي حمره دوم وأبو حزام، مطالبين بتوفير نقطة شرطة ثابتة بها بدلا من المتحركة. "السيول" كارثة تهدد حياة 10 ألاف نسمة تتعرض قرية عزبة البوصة للسيول بشكل متكرر، وهو ما يعرض سكانها للخطر ويلحق أضرار جسيمة بممتلكاتهم. يقول عايد قاسم، أحد أهالي القرية، هبطت السيول على قريتنا منذ عامين مما أدى لانتشار الرعب بين سكان القرية بسبب الصوت الذي أحدثه انهمار المطر من أعلي الجبل والجو الضبابي بالإضافة لانقطاع التيار الكهربي، وخرج الجميع يبحث عن مأوي خاصة سكان المنازل المجاورة للجبل. ويضيف قاسم، أدت السيول إلي انهيار عدد من منازل القرية وتدمير المقابر، وظل الأهالي يجمعون رفات أقاربهم الموتى لإعادة دفنها، وحاول شباب القرية شق مجري للمياه حتى لا تؤدي إلي غرق الأراضي المزروعة لكن دون جدوى. ويستنكر ناصر عيد، مدرس من أهالي القرية، عدم وجود أي استعدادات من قبل المسئولين التنفيذيين، وحتى عدم تنبيه السكان إلي أن قريتهم عرضه للسيول، مضيفا إن الحكومة اكتفت بصرف بطاطين ومبلغ تعويض رمزي للأسر المتضررة، ووعد رئيس مجلس المدينة وقتها باتخاذ الإجراءات اللازمة استعدادا لتكرار هبوط السيول علي القرية لكن دون تنفيذ. ويطالب أحمد مصطفى، أحد الأهالي، المسئولين بالمحافظة والمركز وأعضاء مجلس الشعب بالنظر إلى قرية عزبة البوصة واحتواء احتياجاتها الخدمية وظروفها الجبلية والمناخية قبل وقوع كارثة. الأهالي يشكون انعدام الرقابة التموينية وعدم وجود مستودع لاسطوانات البوتاجاز بالقرية يشكو أهالي قرية عزبة البوصة من انعدام الرقابة التموينية علي تجار التموين بالقرية، مما يدفعهم لبيع السلع بأسعار أغلي من الأسعار المدرجة علي بطاقات التموين، وكذلك عدم وجود مستودع أنابيب بالقرية وتوزيع أسطوانات البوتاجاز الخاصة بأهالي القرية بمستودعي حمره دوم أو الشعانية. يقول محمد عيد، أحد أهالي القرية، نشتري السلع بأسعار السوق السوداء بسبب غياب الرقابة التموينية علي التجار، مضيفا إنهم قاموا بتقديم شكاوي لمباحث التموين وبالفعل التزم التجار بالأسعار المقررة لمدة شهر واحد ثم عادت الأمور لطبيعتها مرة أخري. ويستطرد حسين عتريس، أحد الأهالي، لا يوجد مستودع لاسطوانات البوتاجاز بالقرية رغم كبر كثافتها السكانية، فحصة القرية من الأنابيب تصل إلي 1500 أنبوبة شهريا، يتم توزيعها علي مستودعي الشعانية وحمره دوم، الأمر الذي يعرض أهالي القرية للمضايقات أثناء تسلمهم الاسطوانات الخاصة بهم. ويضيف عتريس، لا يقف الأمر عند المضايقات بل أن أصحاب هذه المستودعات يلجئون لرفع سعر الأنبوبة، فبدلا من أن نشتريها بسعرها المدعم 8 جنيهات، نشتريها ب 15أو 20 جنيها. ومن جانبه نفي صالحين البحيري، مدير إدارة التموين بنجع حمادي، ورود أي شكاوي من قبل أهالي القرية بشأن التلاعب بأسعار السلع، مؤكدا علي استعدادهم للاستجابة لأي شكاوي ترد إليهم. ومطالب بإنشاء نقطة شرطة ثابتة يطالب أهالي قرية عزبة البوصة بإنشاء نقطة شرطة بالقرية لتوفير الأمن خاصة في ظل قربهم من قري حمره دوم وأبو حزام المعروفتين بتاريخهم الإجرامي. يقول محمد توغان، صيدلي وأحد أبناء القرية، المركز كله يعلم خطر قريتي حمره دوم وأبو حزام وانتشار الأسلحة بهم، كما أن القرية محاطة بطريق قطار القصب الذي يتم استخدامه كطريق لعبور المسجلين خطر وقطاع الطرق، والتهرب من ضريبة النقل الثقيل، ووسيلة لتمرير البضائع المخالفة دون مرورها علي كمين الشعانية. ويتفق معه عطا عبد الحميد، أحد أهالي القرية، مضيفا أن هناك طريق صحراوية أخري خلف القرية تؤدي إلي قرية السمطا بدشنا، ويتم من خلالها تهريب البضائع، لتجنب المرور علي الكمائن، مؤكدا تكرار حوادث السرقة بالقرية خاصة سرقة كابلات التليفونات التي تتكرر كثيرا حتى إن الشركة امتنعت عن تركيب بديل لتكرار سرقتها. ويستنكر عبد الحميد، عدم وجود نقطة شرطة بالقرية في ظل هذه الأوضاع الأمنية الغير مستقرة، معربا عن رعب أهالي القرية حال حدوث تبادل لطلقات النار بين عائلات القرى المجاورة، ومضيفا أن أحد الأشخاص أصيب بطلق ناري غير معلوم المصدر دون ذنب سوي وجوده بالقرب من هذه القرى، ومشيرا إلي أن الأكمنة المتنقلة يتم مهاجمتها لقلة أفراد الأمن بها. الشيخ روحي "شيخ القراءات"... أشهر شخصيات القرية يفتخر أهالي قرية المصالحة بانتماء الشيخ روحي محمد أحمد، الملقب ب "شيخ القراءات" علي مستوي محافظات الصعيد. ولد الشيخ روحي بقرية عزبة البوصة عام 1948، وعاش 65 عاما قضى جلها في تعلم القرآن وتعليمه، حيث حفظ القرآن على يد العلامة الشيخ أحمد الجرجاوي، وتخرج من معهد القراءات بعد حفظة للقران بقراءاته السبع، فضلا عن الثلاث طرق الشواذ، ليلتحق بعدها بكلية الدراسات الإسلامية، ويحظي بالترتيب الأول علي مستوي دفعته طوال الأعوام الأربعة، وبعد تخرجه عُين الشيخ روحي مدرسا بالأزهر الشريف، وبعدها تم تعيينه شيخ مقرأة بوزارة الأوقاف بنجع حمادي، وبعدها تقدم الشيخ روحي للاختبار لتعيينه قارئ سورة، فرفض الشيخ شعيشع، وكيل وزارة الأوقاف آنذاك، أن يمتحنه، فنجح دون اختبار لكثافة علمه. الفقر والبطالة سبب انخفاض نسبة المتعلمين بالقرية تنخفض نسبة المتعلمين وحملة المؤهلات العليا بين سكان عزبة البوصة بشكل كبير، وهو ما يرجع، بحسب الأهالي، إلي ضعف الحالة المادية لأغلب سكان القرية وانتشار البطالة بينهم. يقول ناصر عيد، مدرس بمدرسة التعليم الأساسي بالقرية، معظم التلاميذ يكتفون بمرحلة التعليم الأساسي، خاصة الفتيات منهم، فالحالة الاقتصادية الصعبة والظروف المعيشية الصعبة لمعظم الأسر تقف حائل أمام إكمال أبناءهم للتعليم، وحتى من يريد منهم الحصول علي شهادة يكتفي بالتعليم الفني، رغم أن أغلبهم متفوقين. ويري عيد أن البطالة ضمن الأسباب المؤدية إلي عزوف الأهالي عن استكمال تعليم أبناءهم، فبعد أن تتحمل الأسرة نفقات التعليم لسنوات طويلة يتخرج ابنهم فلا يجد عمل يتناسب مع مؤهله، وهو ما يجعل الطلبة يكتفون بالحصول علي شهادة تعليم متوسط ويسافرون بعدها لإحدى محافظات الوجه البحري أو يسافر إلي دول الخليج بحثا عن عمل يمكن للشاب من خلاله أن يساهم في مصاريف أسرته. و"شق الجبل" عادة متوارثة بين نساءها لا تزال عادة "شق الجبل" منتشرة بكثرة بين أبناء عزبة البوصة خاصة بين العواقر اللاتي يرغبن في الإنجاب. يقول أحد شباب القرية، رفض ذكر اسمه، أنا متزوج منذ عامين وزوجتي لم تنجب بعد، وذهبنا لأطباء كثيرين لكن دون جدوى فلجأت زوجتي لشق الجبل كعادة معروفة منذ القدم بين المتأخرات في الإنجاب. وتروى الزوجة قصة تسلقها للجبل ومعها النسوة من أقاربها، قائلة أنها تصعد إلي نهاية الجبل حيث يوجد كهف صغير مظلم، تنظر داخلة حتى تخاف وتصيبها "الخضه" فيحدث الحمل بعدها. وتعرب إحدي عجائز القرية، رفضت ذكر اسمها، عن تمسك نساء القرية بتلك العادات لكونها موروثة من الآباء والجدود، مؤكدة وجود عادات أخري شبيهة منها شق المقابر وشق السوق ولكل منها طقوسه.