قوص– صابر سعيد وزينب بهاء وأحمد على وداليا الشعار وإسلام سعيد: يعد تقسيم الدوائر الانتخابية من الملفات المثيرة للجدل عقب اقتراب الانتخابات البرلمانية فى مصر، وظل التقسيم هو المطلب الرئيسى للمعارضة والأحزاب. قص ولصق ويقول حسانى عثمان، عضو المكتب السياسى لحزب التجمع، إن تقسيم الدوائر الانتخابية لا بد أن يتم طبقا للتعديل الجديد للمحافظات، وحتمية ربط عدد السكان بذلك، مشيرا إلى ضرورة أن يكون لكل 200 ألف مواطن نائبا واحدا لتلبية رغباتهم وطلباتهم. ويرى عثمان أن نظام الدوائر الجديدة جاء مثل ما قبل 2010 "قص ولزق" ليستخدمه رموز الوطنى فى خدمة أغراضه لنجاح مرشح معين، مطالبا بتغيير ذلك النظام القديم ورؤية مصالح البلد، وتساءل كيف يتم اقتطاع جزء من قوص مثل الجمالية لينضم إلى نقادة؟ وكيف يُقتطع جزءا مثل الحراجية ليكون مع مركز قفط، لافتا إلى أن الحكومة الحالية لا تمثل تيارا محددا وليست حكومة حزبية، فلابد من اتحاد القوى السياسية لنجاح ذلك البرلمان لما له من أهمية كبيرة فى تشريع القوانين الدستورية الجديدة وتلبية أهداف الثورة. برلمان بعيد عن المصالح ويضيف محمد فاوى، وكيل حزب النور بمحافظة قنا، أن النظام القديم كان سلبيا لاقتصاره على النظام الفردى الذى يساعد مرشحى القبليات على الفوز بالمقاعد البرلمانية، وإن كان المرشح صاحب نفوذ فإنه يستطيع ترقيع الدائرة لتناسبه، ويرى استحالة نجاح تقسيم القوائم الكبيرة، فالأفضل أن تكون القوائم 50% على الأقل من البرلمان، ليكون برلمانا للفكر ولا للمصالح. ويوضح فاوى أن مركز نقادة ظلم بدمجه إلى قوص ولن يجد من يمثله، إلا فى حالة وجود مرشح وحيد أو مرشحين، فسيكتفى للفوز بمقاعد البرلمان به طبقا لقلة عدد سكانه مقارنة بقوص، مشيرا إلى أن محاولات المنحل لعودة الدوائر الى التقسيم القديم لن تجد طريقها للنجاح، لأن هذا التقسيم يشوه الدوائر ولا يعبر عن الشارع. نقادة وصراع عودة الفلول مركز نقادة هو المركز الذى يشهد صراعا كبيرا حاليا من قبل رموز الوطنى لعودة المركز إلى التقسيم القديم، وضم قرى المحروسة إليه ليتحول من مقعد وحيد إلى مقعدين، كما أن محاولات الوطنى تصب فى صالحه فى المقام الأول وليس مصلحة المركز، على حد تعبير القوى السياسية. ويرى أحمد الفولي، موظف بالضرائب وعضو مجلس محلي سابق، ضرورة أن تكون نقادة دائرة مستقلة عن مركز قوص، الذي تتضاعف مساحته وعدد أفراد سكانه، ما يجعل نصيب الغرب ضائعا ومهدورا، وقال إن التقسيم القديم كان على مقعدين، واحدا للفردي والآخر للقوائم، وأن الجديد يشمل الزوايدة والأوسط قمولا، وذلك بعضو واحد، ما يتيح القدرة لتواصل المرشح مع الناخبين. نقادة وقوص ويضيف محمد عزت إسماعيل، أمين الحزب الوطني السابق لمركز نقادة، أن مجلس قروى جراجوس التابع إقليميا وجغرافيا لمدينة قوص يُظلم فى دائرة نقادة، لكثرة عدد سكان نقادة مع وجود مرشح أو اثنين فى نقادة ومرشح واحد لهم. ويقول إسماعيل إنه بالعودة لتقسيم دوائر 2012 فى عهد الإخوان ستكون نقادة تابعة لمركز قوص، فتصبح وحدات قوص أكثر من نقادة، بهدف دخول نقادة فى جولة الإعادة، ورغم ذلك فنائبها لم ينجح، كما أن نائب نقادة لن يستطيع السيطرة، لأن مركز قوص يفوق 400 ألف ناخب ، ويرى أن ضم المحروسة لنقادة أفضل من قوص، مشيرا إلى أن تقسيم 2010 هو الأفضل لمصلحة المركز والبلد. ويقول بهاء الدين علاء الدين، عضو مجلس شعب سابق، إن دوائر 2010 لابد أن تعود من جديد في 2014، والتي كان يمثل نقادة خلالها عضوين، أحدهما فئات والآخر عمال، مضيفا أن إضافة دائرة نقادة لبلد أخرى وتمثيلها بعضو واحد سيفسح المجال للفوز عن طريق المال والمحسوبية، وليس عن طريق الانتخاب. ويضيف علاء الدين أن دوائر 2010 تعطى فرصة للناخب أن يختار النائب الذي يريده، فالناخب يحتاج إلى من يخدمه، لا من يرفع له شعار دينى، دون تحقيق لأهداف في صالح المواطن. انتخابات الإخوان ويشرح كمال محمد عطية، محام، أن دوائر 2012 مقسمة على أساس أن من يأتى فى المجلس يكون معروفا، ومن طائفة معينة، مثلما فعل الإخوان أو السلفيين، فكانوا يعملون على توسيع الدوائر لعدم استطاعتهم الحصول على أصوات فى الدوائر المحكمة الصغيرة، وهؤلاء لا يمثلوا كافة الشعب. ويرى عطية أن الأفضل عودة الانتخابات إلى مركز واحد، لأن المرشح يعرف كل مشكلات مركزه وعلى دراية كاملة بمصالحه، موضحا أن قلة الدوائر أفضل لتركها للمنافسة فى المركز الواحد وحصول كل مرشح فى مركزه. ويشير عطية إلى أن الأفضل فصل دائرة قوص عن نقادة، وضم المحروسة والزوايدة إلى دائرة نقادة، مع جعل نقادة دائرة واحدة منفصلة عن قوص، وضم مجلس قروى جراجوس إلى دائرة قوص باعتباره مجلس كبير وتابع لقوص. فكرة التأجيل ويطالب رمضان كمال، موظف من أبناء نقادة، بعدم ضم المحروسة فى الانتخابات المقبلة، لأنها ستمنع الفرصة عنا أيضا، مثلما كان الحال مع بعض قرى قوص، بحسب قوله، ويضيف أن لا يوجد مرشحون لهم وزنهم وشعبيتهم، داعيا إلى إعطاء الفرصة لدماء جديدة، متمنيا أن يتم تأجيل الانتخابات إلى فترة ثانية، حتى يتم منع رموز الحزب الوطنى والإخوان من الظهور مرة ثانية. ويشير أحمد شكرى، مهندس، إلى أنه من الأفضل فصل دائرة نقادة عن قوص، لأن ذلك يعطى مساحة لأبناء البلد فى تمثيله والتعبير عن رأيهم وضمان نائب، معلنا عدم تأييده لعملية الانتخابات فى الفترة الحالية، لافتا إلى وجود العديد من الشخصيات التى يمكن أن تمثل المركز، ولكن هذه الشخصيات لن تنجح فى أداء مهامها فى ظل العشوائية وعدم التنظيم فى الترشح وكثرة المرشحين، ففى قرية واحدة من الممكن أن يصل عدد المرشحين إلى 5 أفراد. ويقول مصطفى محمود آدم، مدرس العلوم بمدرسة الصنايع بنين بنقادة، أن تقسيم دوائر 2010 كان عملية روتينية بحتة، تعمل فقط حتى يأتى من يرغبه الحزب الوطنى، وهذا ما كانت تدركه الناس فيتم تنظيم هذه الدوائر لتكون على مصلحة مرشح الحزب الوطنى، مشيرا إلى إمكانية حدوث ذلك مجددا فى الانتخابات المقبلة.