"أقل آلمًا، أكثر أمانًا، تكاليفه منخفضة"، تلك هي أبرز الأسباب التي يراها أطباء وأخصائيو النساء والتوليد في بني سويف، والتي تقف وراء ارتفاع معدل اللجوء إلى الولادة القيصرية، بدلًا من الولادة الطبيعية، خلال الفترة الأخيرة. مصلحة المريضة والطفل تقول الدكتورة هدي صموئيل، أخصائية نساء وتوليد، إن الولادة القيصرية تكون في الغالب لمصلحة المريضة والطفل أيضًا، ويرجع سبب الولادة القيصرية إلى بعض الأسباب، منها أن تكون المريضة تعاني من ضيق في الحوض، وفي حالة ولادتها طبيعية، يتعرض الطفل لضيق، وقد يؤدي إلى وفاة الجنين، وبالتالي نضطر للجوء للولادة القيصرية. وتضيف " هناك حالات أخرى تعاني من الضغط أو الزلال أو تسمم حمل، تحتاج أيضًا إلى الولادة القيصرية، وقد يكون وضع الطفل الطبيعي برأسه في حالة الولادة الطبيعية، بينما هناك أوقات أخرى يكون وضع الطفل مختلفًا، في تلك الحالة لابد من إجراء عملية ولادة قيصرية، وهناك حالات أخرى للولادة القيصرية، يكون فيها وجود الحبل السري قبل الجنين، ومن الممكن ضغط الرأس على الحبل السري". وتوضح صموئيل أنه من أسباب ارتفاع معدلات الولادة القيصرية حاليًا كون التشخيص أصبح أسهل وأسرع عن طريق الأشعة التليفزيونية، كما أن هناك حالات كثيرة لا تريد التعرض لآلم الولادة الطبيعية، وتطلب بنفسها الولادة القيصرية. حالات معقدة وتقول الدكتورة سوزان زين العابدين، استشاري أمراض نساء وتوليد بمستشفى بني سويف العام، إن الإحصائيات تقول إن الولادة القيصرية انتشرت بشكل كبير، وأنها كطبيبة بالمستشفى العام تستقبل حالات قد تكون معقدة وتحتاج إلى تدخل سريع. وتضيف أنه في السابق كانت الأم تضع 8 أو 10 أولاد، لكن الأن تلد مرتين أو ثلاثة على الأكثر، ولأنها تكون خائفة على الجنين تضطر إلى الولادة القيصرية لأنها أمنة. وترى زين العابدين، أن من أسباب ارتفاع الولادة القيصرية هي زيادة معدل إعاقات الجنين عند الولادة الطبيعية، ومضاعفات الأم. ظروف صحية ويشير الدكتور سلامة محمود، إلي أن العمليات القيصرية تجرى وفق ظروف صحية قد تعرض المرأة الحامل في حال الولادة الطبيعية لمضاعفات صحية سيئة، وقد تسبب في بعض الأحيان الوفاة، لذا فإن الطبيب المتابع لحالة المرأة الحامل، يحدد من خلال بعض المؤشرات الصحية للأم والجنين نوع الولادة. ويذكر محمود، أنه من هذه المؤشرات المتعلقة بالأم، ضيق الحوض، والذي بدوره قد يجعل خروج الطفل من الرحم صعبًا، إضافة إلى خلل وظيفة الكليتين، والذي ينتج عنه تسمم في الدم. ويتابع " أما فيما يتعلق بالجنين، فإن وضعية الطفل في الرحم تحدد وبشكل كبير نوع الولادة، حيث إن هناك وضعيات تأخذ الشكل الأفقي، فيكون قدم الجنين في الموضع المفترض للرأس، وهذا يصعب عملية الولادة الطبيعية، فتكون الولادة القيصرية هي الحل، كما أن حجم الجنين يعد أحد الأسباب المتعلقة بخيار الولادة القيصرية. ويستطرد " هناك عددًا كبيرًا من الأمهات الحديثات يفضلن العملية القيصرية، ويطالبن بها خوفًا من توسع المهبل، أو خوفًا من آلام الولادة الطبيعية". نسبة الأمان فيما تؤكد أمل حسين حافظ، رائدة ريفية بصحة إهناسيا، أنه يجب أن تتجلى أهمية دور التثقيف الصحي للمجتمع النسائي، خاصة للفتيات المتزوجات حديثًا. وتضيف أنها كرائدة ريفية، يقع عليها دورًا في توعية الأمهات بخطورة الولادة القيصرية، ويقمن بعقد ندوات توعية، يحاضر فيها أساتذة من الأطباء المتخصصين في طب النساء والتوليد، ويركز المحاضرون خلال الندوات، على الطرق التي تؤدي إلى تفادي الولادة بالعملية القيصرية، ومنها ممارسة الرياضة بشكل مستمر خلال فترة الحمل، والتغذية الصحيحة، لأن التغذية غير الصحيحة من أهم الأسباب التي ترفع معدلات الولادة القيصرية، إضافة إلى متابعة الحمل منذ البداية مع طبيب متخصص، ويستحسن الطبيب الذى لا يلجأ إلى الولادة القيصرية إلا في أضيق الحدود. أقل آلما بينما تقول أم محمد، ربة منزل، " الأفضل هو اللجوء للولادة القيصرية، لعدم الشعور بآلام، كونها أمنة أكثر من الولادة الطبيعية، والتى تسبب الكثير من المشكلات الطبية للأم والجنين.. خيار الطبيب وترى أم عصام، أنه في النهاية، الطبيب هو الفيصل، حيث أن الطبيب هو الذي يحدد نوعية الولادة، إذا كانت قيصرية أو طبيعية. وتضيف " بالنسبة لي، وضعت اثنين من الأبناء بولادة طبيعية، والثالث كانت ولادته قيصرية، وتعبت فيها كثيرًا، وكادت أن تنهي حياتي".