الولادة القيصرية هي ولادة الطفل عن طريق فتح البطن والجزء السفلي من الرحم، وقد تزايدت نسبة الولادات القيصرية تدريجيا خلال العشرين عاما الماضية، بشكل كبير جدا، وتستغرق الولادة القيصرية، ما بين 45 – 60 دقيقة تقريبا، وغالبا تتم ولادة الطفل في أول 5 – 15 دقيقة، والوقت المتبقي يكون في إغلاق "خياطة"، الفتح الموجود بالرحم والبطن، وهناك أسباب وأنواع للولادة القيصرية. النوع الأول هو الولادة القيصرية غير الطارئة، حيث تحدث مضاعفات للأم أثناء الحمل مما يحتم عليها إجراء الولادة القيصرية، و يخبرها الطبيب أثناء الحمل أنه قرر أن الولادة حتما ستتم بعملية قيصرية، ويحدد لها الطبيب موعد الولادة القيصرية، والذي يكون قبل موعد الولادة المتوقع بحوالي أسبوعين، للتأكد من إتمام نمو الجنين، ويتم دخولها المستشفى لإجراء القيصرية. والنوع الثاني هو الولادة القيصرية الطارئة، حيث تظهر مضاعفات أثناء الولادة، وتكون صحة الأم والجنين مهددة بالخطر، فيقرر الطبيب عدم الاستمرار في محاولة إتمام الولادة المهبلية "الطبيعية"، واللجوء الفوري للولادة القيصرية، وأهم تلك المضاعفات التي تظهر أثناء الولادة فيضطر الطبيب إلى اللجوء إلى إجراء العملية القيصرية، منها تقدم الحبل السري رأس الجنين أثناء خروجه من الحوض، مما يجعل هناك خطر على الجنين بسبب إمكانية التفاف الحبل السري حول عنق الجنين واختناقه، أو نقص الأكسجين عن الجنين، أو تعسر الولادة وصعوبتها بسبب عدم اتساع عنق الرحم، كبر حجم الجنين، أو ضيق عظام حوض الأم، أو حدوث نزيف شديد للأم أثناء الولادة يهدد حياتها، أما أسباب الولادة القيصرية الغير طارئة: إذا كانت السيدة الحامل تعانى من بعض المضاعفات؛ مثل ارتفاع شديد في ضغط الدم، مرض السكر، أمراض الكلى، إصابتها بتسمم الحمل أو ضيق حوض السيدة الحامل، مما يصعب نزول الجنين من خلاله، أو بعض حالات الوضع الغير طبيعي للجنين بالرحم؛ مثل المجيء بالمقعدة، والوضع المستعرض، انغماد "انغراز " المشيمة أسفل الرحم، حيث تغطى عنق الرحم أو جزء منه أو تكون منغرزة بالقرب منه أسفل الرحم، مما يمنع نزول الجنين من عنق الرحم أثناء الولادة، أو يحدث نزيف حاد من المشيمة أثناء الولادة، أو زيادة حجم الجنين "وزنه أكثر من 4 كجم"، مما يصعب خروجه من الحوض، أو ضعف نمو الجنين و صغر حجمه "وزنه أقل من 2.5 كجم "، مما يجعل الولادة الطبيعية خطر على حياته، أو زيادة أو قلة السائل الأمينوسى المحيط بالجنين بدرجة تهدد حياته. منذ فترة قريبة انتشرت بعض الدعوات التي تروج للجراحة القيصرية، وصارت النساء يطلبن من الطبيب إجراءها هربا من آلام الولادة الطبيعية، وإبعاد القلق والخوف من نفوسهن حسب قولهن، ورغم أن هذه الدعاوي التي تروج للقيصرية سرعان ما تراجعت أمام المزايا العديدة للولادة الطبيعية التي كانت، ومازالت هي القاعدة، إلا أن الملاحظ أن الولادة القيصرية أصبحت اليوم هي السائدة، بل وزادت نسبتها بدرجة كبيرة. وعن اللجوء للولادة القيصرية دون سبب طبي، يقول د.محمد مختار شعبان أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة قناة السويس : لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يستسهل الطبيب العملية القيصرية كما يتصور البعض، خاصة وأنها أصبحت الآن أفضل بكثير من استخدام الجفت أو الشفاط، خاصة وأنهما يؤديان إلى مشاكل كبيرة، وعندما يكون الداعي لإجراء القيصرية ضروريا تكون الجراحة مفيدة، وعن أسباب انتشار وتزايد حالات الولادة القيصرية، فيقول الحياة غير الصحيحة التي تعيش فيها الفتيات والسيدات على مدار سنوات العمر، من الرضاعة الصناعية، والأغذية الملوثة، وعدم القيام بأية رياضة بالإضافة إلى تيسيرات العصر، حيث تستخدم معظم السيدات الأجهزة الحديثة داخل المنزل، مما قلل كثيراً من حركاتها العضلية خارج وداخل المنزل، والنتيجة قصور في اللياقة البدنية وتعثر في عملية الولادة، فالولادة القيصرية ليست ترفاً تطلبه المريضة، حيث تطلب بعض السيدات الراغبات في الولادة بدون ألم. ويضيف د.عصام رجب استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم: إن مدة الحمل تسعة شهور رحمية، تحسب من أول يوم للدورة الأخيرة مضافا إليها سبعة أيام، وذلك لتسوية الفروق بين الشهور في عدد أيامها والحمل يبدأ بعد أسبوعين من أول يوم للدورة الأخيرة، ومدة الحمل الطبيعية المتعارف عليها هي 40 أسبوعا 280 يوم، يمكن أن تقل أسبوعا أو تزيد أسبوعا، وفي نهايتها تبدأ الولادة تلقائيا "ولادة طبيعية"، في الغالبية العظمي من الحوامل %80 وفي نسبة قليلة تتأخر الولادة عدة أيام أو أسبوع أو أكثر حتى أسبوعين. وقد تتم الولادة قبل المواعد المحدد بثلاثة أسابيع أي 37 أسبوعا، هنا يمكن اعتبارها طبيعية، حيث يكون الجنين مكتملا في جميع أعضائه، وهو يحتاج لبعض الرعاية الخاصة، وقد لا يحتاج الأمر لوضعه ورعايته داخل حضانة. أما تأخير الحمل لبعد الموعد المحدد بأسبوعين ففيه الخطر المؤكد على حياة الجنين، لانخفاض كمية الدم الواصلة له من الأم عن طريق المشيمة، والتي تبدأ في الضمور والتلف وانسداد الشعيرات والفجوات الدموية، لذلك لابد من تدخل الطبيب في هذه الحالة وإنهاء الحمل إنقاذاً للجنين بعد تأخر أسبوع أو عشرة أيام بحد أقصى عن الموعد المحدد للولادة، بعد التأكد من صحة الحساب وذلك من خلال الموجات الصوتية والكشف الطبي. وتبدأ الولادة بانقباض الرحم وهو ما يعرف بآلام الولادة، ويسمي "مغص" الولادة، وتشعر الحامل بتحجر الرحم أثناء المغص، هذا المغص غير مؤلم في البداية، ويحدث على فترات متباعدة، ثم تتكرر التقلصات وتقل المدة الزمنية بينها، ثم يظهر الألم مع المغص، أحيانا تبدأ الولادة بإحساس الحامل بألم في أسفل العمود الفقري شبيه بحالات عسر الطمث عند بعض الفتيات والسيدات، وأحيانا أخرى تبدأ الولادة بدون ألم بنزول إفرازات مهبلية سميكة، وقد تكون مختلطة بالدم، وهو ما يسمى "بالعلامة"، وظهور العلامة مع وجود مغص رحمي هو دليل أكيد على بداية الولادة. وعن الولادة التي تحتاج إلى تدخل جراحي يقولد. عصام رجب : الولادة غير الطبيعية تكون في عدة حالات منها: طول مراحل الولادة عن المدة المعروفة، طول مدة الولادة التي تعني إجهاض الأم بكثرة انقباضات الرحم المؤلمة غير المؤثرة، والتي تستهلك السكر في الدم وطاقة الحامل، وتؤدي إلى اختلال عملية التمثيل الغذائي، وكثرة العرق والإرهاق والهبوط والصداع، كما تؤدي إلى إجهاض الجنين من كثرة انقباضات عضلة الرحم المتتالية، والتي تؤدي إلى عدم وصول الدم من الأم للجنين، حيث انقباضات عضلة الرحم تغلق الأوعية الدموية في جدار الرحم بما يضر الجنين، وقد تؤدي إلى وفاته، ويرجع سبب ذلك إما لعدم تناسب حجم رأس الجنين مع مدخل الحوض في حالة كبر رأس الجنين، أو كبر حجم الجنين في حالة مرض السكر مع الحمل، أو تكون رأس الجنين طبيعية، ولكن هناك ضيقاً في الحوض، أو قد يوجد ضيق بأنسجة قناة الولادة ينتج لسبب خلقي أو عقب عمليات جراحية في عنق الرحم والمهبل، كذلك في حالة نزول الطفل: بالكتف، وهو المجيء المستعرض ويكون ذلك عادة في الحوامل المتكررة، كذلك مجيء الحبل السري، أو لحدوث نزيف مهبلي مفاجئ بسبب سبق المشيمة للجنين أثناء الولادة "نزيف قبل الولادة"، وتحدث هذه الحالة عادة قبل موعد الولادة بمدة طويلة بدءاً من الشهر السابع وما بعده. والولادة غير الطبيعية تستلزم تدخل الطبيب حفاظا على صحة الأم وإنقاذا للجنين، الأمر الذي يصبح معه التوليد بعملية قيصرية هو الأسلم إنقاذاً للأم والجنين معاً، هنا تصبح الولادة القيصرية هي الملاذ الأمن لهما. ومن الحالات التي تستوجب الولاة القيصرية أيضا، مرض السكر مع الحمل والتي يجب أن تتم الولادة فيه بالقيصرية قبل أسبوع أو أسبوعين من موعد الولادة المحدد، خوفا على الجنين لكبر حجمه واستحالة توليده طبيعيا، أيضا لإنقاذه من حموضة الدم الضارة به نتيجة مرض السكر، كذلك في حالة فصيلة دم الأم R.H السالبة لزوج موجب الفصيلة، وثبوت وجود مضادات متزايدة في دم الأم، مما يحتم توليد الجنين قبل تأثير هذه المضادات الضارة عليه، حيث تنتقل هذه المضادات من دم الأم لدم الجنين عن طريق المشيمة التي تمنع مرور مكونات دم الأم من كرات الدم الحمراء أو البيضاء والصفائح، وتسمح بمرور سائل البلازما المحتوى على مضادات ال R.H السالب، والتي تهاجم كرات دم الجنين بالأنيميا الشديدة، ثم الوفاة داخل الرحم، أيضا من الحالات التي تستدعي توليدها بالقيصرية، ارتفاع ضغط الدم المفاجئ، إذ قد يؤدي هذا الارتفاع إلى نزيف في المخ والعين، وخلف المشيمة ووفاة الجنين داخل الرحم، وقد تتحول الحالة سريعا إلى تسمم الحمل ويظهر تورم القدمين والساقين، وأحيانا تورم بالجسم والوجه مع ظهور زلال في البول بالإضافة للضغط المرتفع.