الإسعاف، المرفق الذي اعتدنا رؤيته كثيرًا خلال السنوات الأخيرة، فهو الحاضر بقوة في شوارع مصر، سواء ميادين أو حواري أو طرق سريعة، فسيارة الإسعاف جزء أساسي في حياة المصريين، خاصة في الفترات الأخيرة مع كثرة عدد الماصبين والَضحايا سواء في مظاهرات أو في حوادث طرق أو قطارات أو في نقل مريض من منزل وغير ذلك. يُحدثنا الدكتور مصطفى غنيمة، رئيس قطاع العمليات والتشغيل بهيئة الإسعاف، في حوار لمصراوي، عن كواليس سير العمل بالهيئة خاصة في أوقات المظاهرات والصعوبات والمشاكل التي تواجه الإسعاف والمسعفين. وإلى نص الحوار: -كيف تسير الأمور في الغرفة المركزية لهيئة الإسعاف؟ هناك رقم موحد للإسعاف وهو 123 يتم الاتصال بالغرفة أي كانت المنطقة التي بها المبلغ يحول البلاغ إلى الغرفة التي تخدم المنطقة فتتلقى البلاغ بتفاصيله ثم تحرك أقرب سيارة إسعاف لأداء هذه الخدمة. وإذا كانت الخدمة طارئة تُرسل الحالة لأقرب مستشفى لتلقي الإسعافات الأولية وحال احتياجها لخدمة طبية مميزة أو أعلى يتم التنسيق مع الرعاية العاجلة بعد استقرار حالته. -كيف تسير العملية في الأحداث الغير عادية؟ هناك نوعين من الأحداث الغير عادية فهناك أحداث غير عادية متوقعة، على سبيل المثال المظاهرات، حيث يتم وضع خطة مسبقة للحدث، وهناك حدث غير عادي ولكنه غير متوقع، فنتعامل معه فور حدوثه وتلقي البلاغ وندفع بسيارات أكثر مع تطور الحدث. -هل تُحدد المستشفيات التي يُنقل لها المصابين في الأحداث؟ أجل.. هذا محدد فنحن نقوم بنقل المصابين لأقرب مستشفى بنطاق 5 كيلو من الحادث أو أي مستشفى حكومي، وفي وقت فض ميداني رابعة والنهضة أعطينا تعليمات بالأمان الشخصي وتأمين الحالات المصابة ولكننا تجاوزنا الخط للتعامل مع المصابين والمفترض أن تبتعد سيارات الإسعاف عن مكان الحادث لمسافة معينة حتى تستطيع التعامل ولكن نظرًا لصعوبة الحادث تعاملنا وتوفي منا الزميل إبراهيم العزب خلال التواجد بميدان رابعة العدوية. -الخسائر التي تتعرض لها الهيئة في الأحداث؟ هناك بعض الخسائر في السيارات وإصابات للأطقم الإسعافية منذ أحداث الثورة ولدينا حالة وفاة في فض اعتصام ميدان رابعة العدوية. -ما هى أبرز المشاكل التي تواجه الغرفة المركزية للإسعاف في أداء مهامها؟ تقديم الخدمة الإسعافيه بمصر يواجه عدة مشاكل أبرزها البلاغات الكاذبة فنسبتها تتخطى ال 90 % من البلاغات مما يؤدي لضغط على الغرفة.. في بعض الأحيان ندفع بسيارات الإسعاف ولا نجد حدث.. ونعمل فلترة المكالمات فهي تؤدي لحمل على الشبكة فقد يكون هناك مواطن لديه بلاغ ولكن لا يستطيع الإبلاغ لوجود ضغط على الشبكة. المشكلة الثانية التي نواجهها المرور، خاصة الزحمة في أوقات الزروة، بجانب مشكلة عدم وضوح العناوين في أماكن كثيرة في المحافظات.. محتاجين برامج توعية وثقافة للمواطنين لأن تعامل الموطن الخاطئ مع المصاب يؤذيه.. مشكلتنا اننا نتعامل مع الناس في ظرف. أضاف بعض المواطنون يشكون من طول مدة المكالمة ويرجع سبب هذا أن المواطن لا يعطيني وصف أستطيع أن أوصل – على سبيل المثال- إلى حادث في طريق الإسكندرية الصحراوي ك 40 لابد أن تحدد الاتجاه فلدي سيارات متمركزة في الجهتين، قد توجد سيارة في الاتجاه المضاد بعد كيلو ولكن أول ملف سيكون بعد20 كيلو فاخرج سيارة على جهته على بعد 10 كيلو، وعند السؤال كم عدد المصابين، تحد علينا الناس ولكنها المعلومة تُترجم إلى عدد سيارات.. أسئلة المواطن موجودة مع الناس اللي في الغرفة ثابتة ولكنها تعطيني معلومات تساعدني علي تأدية عملي.. تعاون الجمهور معنا أن يتركنا نتعامل مع المصاب وعدم وجود زحام حول الحالة. -كيف تتعامل الهيئة مع الزحام المروري والبلاغ الكاذب؟ هناك خط اتصال مباشر مع النجدة وفي حال وجودة مشكلة أمامنا نقوم بتبليغهم ويحاولون تمهيد الطريق أمامنا، فعلى سبيل المثال.. المشكلة أن هناك حادثة على الدائري والاتجاه به الحادث مغلق والآخر السيارات متوقفة، فلو الحادثة بها مصاب واحد وأخرجت 4 سيارات من أربع اتجاهات مختلفة لتصل الأسرع منها وهذا يمثل ضغط على الهيئة محتاج وعي أن الحادث سيتطلب قدوم إسعاف فاترك مسار لسيارة الإسعاف. أضاف "هناك بروتكول مع وزارة الاتصالات لأن مصر لا يوجد بها قانون يجرم البلاغات الكاذبة حال اتصال شخص أكثر من 10 مرات، نُبلغ وزارة الاتصالات لحرق الخط الخاص به". -كيف تتعامل الإسعاف مع الأحداث بمدن القناة وسيناء؟ لدينا فريق موجود هناك على المعبر وفريق من الرعاية العاجلة وهناك تنسيق كامل بيننا، فنقوم بتقييم الحالة ونحدد المستشفيات التي ستنقل لها لتقديم الخدمة سواء كانت بالمحافظة، مثل مستشفى العريش، أو خارج المحافظة، كمستشفى معهد ناصر، وحينما تتماثل الحالة للشفاء ويُكتب لها خروج من المستشفى نقوم بإرجاعها مرة أخرى إلى المعبر. -هل تواجه الإسعاف مشاكل بمدن القناة وسيناء؟ الأخطار موجودة لسيارات الإسعاف والسائقين والأطقم الطبية لكنها حوادث فردية ليس عملنا أن نبحث هل كانت مقصودة أم لا.. نحن نقوم بعملنا منذ ثورة 25 يناير حتى الآن ولا ننجوا حتى من الاإشاعات.. كل الجهات تقول إننا نعمل مع الجهات المضادة لها، في حين أننا نتعامل مع الحالة كإنسان متواجد على أرض مصر حتى وإن كان أجنبي أي كان وجهه أو معتقده. -كيف يتم التعامل حال مداهمة الجيش لبؤر إرهابية؟ كل قاعدة بها سيارات وفي حال تبليغ الهيئة نقوم برفع حالة الاستعداد وفي حال عدم تبليغي نتعامل فور تلقي بلاغ ونقوم بإرسال سياراتنا ولدينا سيارات منتشرة بجميع أنحاء الجمهورية. -كيفية الانتشار السريع لسيارات الإسعاف في الأحداث؟ لدينا قاعدة من سيارات الإسعاف منتشرة بجميع أنحاء الجمهورية فعند وقوع حادث نُرسل السيارات القريبة للتعامل مع الحادث ثم نرسل إمدادات من المناطق والمحافظات المحيطة، فعلى سبيل المثال في حادث قطار الفيوم الأخير وصلت سيارتين إسعاف إلى الحادث خلال أربع دقائق وخلال ساعة كان هناك 120 سيارة من الفيوم والمحيط بها فهناك خطة طوارئ وهكذا تعاملنا في حادث مباراة الأهلي ببورسعيد فكان هناك 40 سيارة ومع الحدث دخل بورسعيد 120 سيارة من محافظات محيطة مثل الإسماعيلية والشرقية ودمياط. -ماذا عن قيمة الخدمات التي تقدم؟ في البداية، جميع الخدمات الإسعافية الطارئة أو نقل حالات بين المستشفيات الحكومية مجانية، وهناك خدمات بأجر مثل تأمين المباريات وأجرها ثابت لم يتغير أو نقل حالة إلى مستشفى خاص لكن باق الخدمات الإسعافية تقدم مجانًا. -ما تعليقك على شعور المواطن أن الإسعاف يأتي متأخرًا؟ الخدمات الإسعافية تقدم وفقًا لأولويات ففي البداية الأولوية للحوادث الطارئة فالمقاييس العالمية هى وصول سيارات الإسعاف من 8 ل 12 دقيقة ونحن نصل إلى هذا الرقم في الكثير من الحالات، وهناك أولوية النقل بين المستشفيات بمعنى أن مريض في حالة طارئة ومحتاج أن يصل إلى المستشفى وآخر ليس في حالة طارئة فأُسعف الأول ثم الثاني، فالتعامل يكون مع الطوارئ ثم مع الحالات الأخرى أو حالة تحتاج النقل من المستشفى إلى المنزل بعد تماثلها للشفاء فلايوجد مشكلة أن تنتظر ففي الولاياتالمتحدة قد يصل انتظار مثل هذه الحالات لأربع ساعات. -هل تواجه الهيئة عجز في مواردها يُضعف من تقديم خدماتها؟ لكي نصل إلى المعدلات العالمية في اللحظة الحالية لابد أن يكون لدينا على الأقل 3200 سيارة إسعاف.. ونحن حاليًا نمتلك 2500 سيارة، فلدينا عجز وندعمه كل عام بسيارات حسب الموازنة، فمنذ أعوام قليلة مضت كان لدينا بمصر 1000 سيارة إسعاف، لذا هناك ضغط على السيارات والأطقم الطبية لسد ذلك العجز، قائلاً: "فلن أقوم بين ليلة وضحاها بتوفير 1000 سيارة جديدة ". -ماذا عن زيادة الميزانية؟ نحن هيئة مستقلة ولكننا تابعين لإشراف وزارة الصحة تعاملنا مع وزارة المالية جيد وأخذنا من المالية العام الماضي 250 سيارة نعمل مؤخرًا ب 80 سيارة منهم والدعم يحدث كل عام ولكن يجب أن نلاحظ أن الوزارة لديها أعباء أخرى. -كيف تستعدون للمظاهرات التي تشهدها البلاد؟ مؤخرًا.. نحن نقوم برفع درجة الاستعداد مع توالي الأحداث ونقوم الآن بمراجعة كافة سيارات الإسعاف والأدوية والمستلزمات الموجودة بها والإمدادات الطبية وخريطة لنشر السيارات وفقًا للمناطق التي يوجد بها أحداث وهكذا. -ما ردك على الهجوم على خدمتي الإسعاف النهري والطائر؟ في البداية، أحب أوضح أن تحديد وسيلة نقل الحالة من مسؤولية الغرفة المركزية لأن المواطنين لا يعوا ما هو الإسعاف الجوي.. نتعامل مع شعب لو نامت "فردة كوتش" يتجمع حواليها، بهذا هل الوضع الراهن لتأمين المصاب والطاقم فهناك اجراءات أمنية ولصالح المصاب حيث أن كل الحالات لا تصلح أن تُنقل بطائرة، فمريض لديه نزليف قد يؤدي ركوبه الطائرة لضغط عليه. أما نقل العديد من المصابين عن طريق الإسعاف النهري اعتبره من الحاجات التي تفتخر بها مصر ليس بأنها دول كثيرة في ذلك، بجانب إنها لديها مسار لايوجد به زحام.. الشريط النهري قريب من مستشفيات كثيرة منها قصر العيني ومعهد ناصر وهكذا لدي شريان مفتوح والتكلفة ذات تكلفة السيارة بتجهيزاته كيف لا استمعلها؟! ماذا تقول للمواطنين؟ ساعدونا في أداء مهامنا على أكمل وجه، نعدكم ببذل المزيد من الجهد لتنمية الإسعاف وخدمتكم.