منذ انطلاق الثورة المصرية فى 25 يناير وحتى أحداث وزارة الدفاع الاخيرة، والإسعاف المصرى كان إلى الجوار دائما، يقدم خدماته للمصابين الذين بلغ عددهم نحو 20 ألف مصاب فى كل الأحداث التى مرت بمصر حتى الساعة: جمعة الغضب، مسرح البالون، محمد محمود، ماسبيرو.. وغيرها من أحداث دامية، شاركت فيها هيئة الإسعاف وسجلت بالأرقام والإحصاء الدقيق عدد الضحايا والشهداء الذين رقدوا على الأسرة البيضاء قبل أن يعاودوا نضالهم فى الميادين أو يختاروا طريق الشهادة. وبحسب رئيس هيئة إسعاف مصر د.محمد سلطان، فإن الهيئة شاركت فى جميع الأحداث التى مرت بها مصر منذ العام الماضى، دون أى تقصير، وواصلت الأطقم الطبية والعاملون على سيارات الإسعاف جهودهم فى نقل المصابين والجرحى منذ الثورة وحتى أحداث وزارة الدفاع.
ويوضح رئيس هيئة الإسعاف بقوله إن سيارات الهيئة نقلت وأسعفت نحو 8 آلاف مصاب منذ 25 يناير وحتى 11 فبراير، تاريخ التنحى، هذا بالإضافة إلى نقل الحالات المرضية الطارئة والتى تصل إلى 1500 حالة يوميا داخل القاهرة الكبرى فقط.
وقال سلطان إن الهيئة قامت بدور واضح فى ثورة 25 يناير، وفى المليونيات والأحداث مثل أحداث العباسية ومسرح البالون، وأحداث السفارة الإسرائيلية، وأحداث ماسبيرو، فى أكتوبر 2011، وبعدها أحداث شارع محمد محمود، ومجلس الوزراء وشارع قصر العينى، ديسمبر الماضى، وأحداث مباراة الأهلى والمصرى ببورسعيد.
وبلغ عدد المصابين، قبل تنحى مبارك، فى محافظات مصر 8250 مصابا بالإضافة إلى علاج أكثر من 6 آلاف جريح فى مواقع الأحداث، من خلال 700 سيارة إسعاف على مستوى الجمهورية.
وقال سلطان «أنا راضٍ جدا عن أداء الإسعاف، فبرغم الأزمات التى مر بها المسعفون سواء كانت عامة أو متعلقة بأوضاعهم الوظيفية، فقد أدوا واجبهم، ليحصل الاسعاف على المركز الثانى كأحسن مؤسسة عربية فى مجال الصحة».
ولم يقتصر دور الاسعاف على وجوده فى الاحداث الملتهبة أو الدامية ولكن كان له دور مع رجال النظام السابق وفى هذا الشأن يقول سلطان «حينما بدأت محاكمات رموز النظام السابق، وفى 3 أغسطس 2011، تم تأمين الخدمات الإسعافية اثناء محاكمة الرئيس السابق ووزير الداخلية الأسبق وأفراد النظام السابق، وبعد ذلك تأمين محاكمة مبارك فى 7 سبتمبر 2011، وتمركزت سيارة الاسعاف داخل وخارج أكاديمية الشرطة».
وفى أحداث السفارة الإسرائيلية، سبتمبر 2011، تواجدت 60 سيارة لتأمين المتظاهرين، ووصل عدد المصابين فى هذه الاحداث إلى 233 مصابا نقلوا إلى المستشفيات، بالاضافة إلى 751 مصابا تم إسعافهم بالموقع.
وأشار رئيس هيئة الإسعاف، إلى أنه فى أحداث ماسبيرو وصل عدد الوفيات إلى 25 حالة وفاة، والمصابين الى321 مصابا، تم نقلهم فى 30 سيارة إسعاف مجهزة بفرق المسعفين والمستلزمات الطبية، وتم عمل ممر آمن لدخول سيارات الإسعاف كما قام رجال هيئة الإسعاف بدورهم على أكمل وجه فى تقديم الخدمة الإسعافية لجميع المصابين، وتم رفع درجة الاستعدادات القصوى فى جميع المستشفيات خاصة القريبة من موقع الأحداث.
وقال سلطان إن أحداث محمد محمود، 19 نوفمبر 2011، كانت الأكثر صعوبة من حيث نوعية الإصابات التى واجهها المسعفون، وكانت معظم الإصابات حالات اختناق حادة وإصابات بخرطوش رش وأكثر الحالات خطورة كانت بسبب إطلاق طلقات نارية موجهة للصدر والوجه وتم نقلها إلى المستشفيات.
وفى تلك الأحداث استشهد 42 شخصا، ووصل عدد المصابين إلى 1766 حالة، تم نقلهم إلى المستشفيات، كما تم اسعاف 2517 مصابا فى مكان الحدث.
وأكد سلطان أنه فى أحداث مجلس الوزراء 16 ديسمبر 2011 بلغ عدد الوفيات 18 حالة والاصابات 608 مصابين تم إدخالهم المستشفيات، و197 مصابا تم إسعافهم بالموقع، وتمركزت 60 سيارة إسعاف أمام مجلس الوزراء والشوارع المحيطة به.
ثم جاءت أحداث مباراة الأهلى والمصرى ببورسعيد، فى الأول من فبراير الماضى، ووفرت الهيئة فى بداية الأحداث 90 سيارة إسعاف داخل المحافظة، ومع تصاعدها تم الدفع بعدد 50 سيارة إسعاف من إقليمالقاهرة الكبرى للقيام بعمليات الإخلاء الطبى ونقل المصابين بالطائرات أو القطار فور وصولهم، وبلغ إجمالى المصابين الذين تم نقلهم إلى المستشفيات 318 حالة، بينما تم إسعاف 170 آخرين فى سيارات الإسعاف.
هيئة الإسعاف المصرية هى هيئة خدمية تقدم خدمات الإسعاف والطوارئ لجميع المواطنين مجانا، وتمتلك الهيئة أسطولا من سيارات الإسعاف يقدر بنحو 3 آلاف سيارة موزعة بجميع المحافظات، ومروحيتان «هليكوبتر»، و12 لانش إسعاف، بالإضافة إلى المركز الرئيسى الموجود بالقاهرة، فالهيئة لديها 7 مكاتب إقليمية وأسطول وطاقم عمل يتكون من 9 آلاف موظف، ومن المتوقع ضم أكثر من ألف سيارة خلال الثلاثة أعوام المقبلة.
وتستقبل هيئة الإسعاف جميع بلاغات الطوارئ والحوادث على رقم موحد على مستوى الجمهورية وهو رقم 123 وجميع البلاغات يتم تسجيلها بقاعدة بيانات رئيسية تضم رقم المبلغ وساعة البلاغ وتفاصيل البلاغات، وجميع المكالمات مسجلة صوتيا.
وبحسب هيئة إسعاف مصر فإن الأسطول مجهز بالمعدات الحديثة للطوارئ ومن بين هذه الأجهزة: مزيل الرجفان، وحدات التنفس المحمولة، قياس النبض، جهاز الامتصاص، ألواح النقل، النقالات، عدة الجبائر، الأفرشة، وأسطوانات الأكسجين، حقيبة معالجة الصدمات، عدة الحروق، حقيبة طقم التنبيه وحقيبة الأدوية.
كما يوجد 70 حضانة متنقلة يعمل عليها 200 من المسعفين المتدربين تدريبا خاصا على وسائل نقل حديثى الولادة.