فوازير رمضان.. رسالة من الزمن الماضي

كلمات بسيطة تحمل في طياتها إجابة غير معلومة، أغاني و استعراضات بل وشخصيات محفورة في الذاكرة المصرية بأسماءها حتى الآن منذ أن بدأت تذاع على شاشة التليفزيون، ضحكات مجلجلة انطلقت من داخل البيوت أثناء عرضها، حماس بدا من المتابعين لها للمشاركة في حل اللغز، و بما أن رمضان هو الراعي الرسمي لها طوال عقود بات اسم الشهر الكريم مرتبط بها و يرددها الكثيرون ''فوازير رمضان''.
مطلع الستينيات.. تجمعت العائلة حول الراديو عقب الإفطار كعادتهم في رمضان حيث بدأ يسري صوتها ناعماً و هادئاً من داخل الأستوديو بالإذاعة عبر الأسلاك وينطلق من مكبر الصوت بالجهاز الصغير في تحية للمستمعين ''آمال فهمي تحييكم''، حيث كانت أول من قدم الفوازير في برنامجها والتي كانت عبارة عن أسئلة غير واضحة ويتم الإجابة عنها عن طريق البريد، و على الرغم من أن الفكرة كانت جديدة في هذا التوقيت إلا أنها راقت الكثيرين وأصبحت وسيلة يجدون فيها المتعة والتسلية.
عام واحد كان كافياً لانتقال الفوازير إلى شاشة التليفزيون بعد النجاح الذي حققته في الإذاعة، و منذ ذلك الوقت اهتم مشاهير عدة بتقديم الفوازير التي حرص كل فنان على ابتكار شكل مختلف لها فكانت نيللي و شريهان أشهر من قدمها بالشكل الاستعراضي و هي الشكل الأبرز في الذاكرة حتى الآن، فكانت البداية مع المخرج أحمد سالم و فرقة ثلاثي أضواء المسرح في العام 1967.
الخاطبة هي الحلقات التي اشتهرت بها الفنانة نيللي على مدار فترة طويلة من تقديم الفوازير و التي مازالت عالقة بأذهان الجميع بمجرد ذكر الفوازير، بالإضافة إلى الدنيا لعبة وعالم ورق وعجائب صندوق الدنيا، كما سارت الفنانة شيريهان على ذات الدرب فكانت ألف ليلة وليلة وحاجات ومحتاجات هي أشهر الفوازير الاستعراضية التي قدمتها طوال مشوارها عبر التليفزيون.
بدلة خضراء صغيرة ورابطة عنق سوداء وصوت رفيع كان أهم ما يميز شخصية ''فطوطة'' التي ابتكرها المخرج ''فهمي عبد الحميد'' وبابتكاره هذه الشخصية التي قدم حلقاتها الفنان سمير غانم أصبحت عامل جذب كبير و خاصة للأطفال، و اعتُبر عبد الحميد كلمة السر لفوازير رمضان فاستمر في اخراجها لفترة طويلة حتى وافته في المنية في أواخر التسعينيات.
''عمو فؤاد ادانا ميعاد''، ''عمو فؤاد رايح يصطاد'' كانت أسماء حلقات فوازير عمو فؤاد الشهيرة والتي قدمها الفنان فؤاد المهندس، وقت إذاعتها في الثالثة عصرا يتذكره جيدا كل من عاصر هذه الفترة، وكانت عبارة عن مجموعة من الحلقات التي تتضمن جولة في مكان ما ليقدم المهندس من خلالها للأطفال نصائح معينة للعمل بها، لتستمر 10 سنوات من بداية عرضها في الثمانينات و ظلت تفاصيلها في الذاكرة في وقتنا الحاضر.
شخصيات أخرى وحلقات جديدة عُرضت بالتليفزيون بعد عزوف من اعتادهم بصرنا على تقديم الفوازير ولكنها لم تصل إلى درجة الشعبية التي حظت بها فوازير رمضان المعروفة وهو ما جعل الجيل الذي عاصرها يتمنى لو عُرضت حلقاتها مرة أخرى، ليستعيد معها نفحات و ذكريات الشهر الكريم.