شهد القضاء المصري على مدار التاريخ، إصدار العديد من أحكام الإعدام في حق المتهمين في العديد من القضايا، سواء التي تمس الأمن الوطني وقلب نظام الحكم، أو في قضايا الفتنة والقتل والإتجار بالمخدرات، ليظل التاريخ شاهدًا على هذه الأحكام على مر العصور. وفيما يلي رصد لأبرز 7 قضايا حكم فيها بالإعدام على المتهمين، مرتبة وفقًا لما كان لها من تأثير: 1 - إعدام ريا وسكينة: يصنف حكم إعدام ريا وسكينة، على أنه من أشهر أحكام الإعدام في مصر، لاعتبارهما أول نساء يتم تنفيذ حكم الإعدام ضدهم في مصر. وتعتبر ريا وسكينة سفاحتان مصريتان شقيقتان، اسمهما ريا وسكينة علي همام، نزحتا في بداية حياتهما من الصعيد الجواني، إلى بني سويف، ومنها إلى كفر الزيات، واستقرتا في مدينة الإسكندرية، وفي بدايات القرن العشرين، كونتا عصابة لخطف النساء وقتلهن بالاشتراك مع محمد عبد العال زوج سكينه، وحسب الله سعيد مرعي زوج ريا، واثنان آخران هما عرابي حسان وعبد الرازق يوسف، وقد تم القبض عليهما وإعدامهم في 21 و22 ديسمبر سنة 1921. 2 - إعدام سيد قطب: تم إعدام سيد قطب في فجر يوم 29 / 8 / 1966، وذلك بعد أن تم إلقاء القبض عليه بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم، واغتيال جمال عبد الناصر، واستلام الإخوان المسلمين الحكم في مصر، وقد صدر حكم الإعدام على سيد قطب بتاريخ 21 / 8 / 1966 وتم تنفيذه بسرعة بعد أسبوع واحد فقط (في 29 / 8 / 1966). ولد قطب في قرية ''موشا'' وهي إحدى قرى محافظة أسيوط بتاريخ 9 أكتوبر 1906، تلقّى دراسته الابتدائية في قريته. في سنة 1920 سافر إلى القاهرة، والتحق بمدرسة المعلمين الأوّلية ونال منها شهادة الكفاءة للتعليم الأوّلي. ثم التحق بتجهيزية دار العلوم، وفى عام 1932 حصل على شهادة البكالوريوس في الآداب من كلية دار العلوم. وعمل مدرسا حوالي ست سنوات، ثم شغل عدة وظائف في الوزارة، وعين بعد سنتين في وزارة المعارف بوظيفة ''مراقب مساعد'' بمكتب وزير المعارف آنذاك إسماعيل القباني ، وبسبب خلافات مع رجال الوزارة، قدّم استقالته على خلفية عدم تبنيهم لاقتراحاته ذات الميول الإسلامية، وقبل مجلس ثورة يوليو الاستقالة عام 1954، وفي نفس السنة تم اعتقال سيد قطب مع مجموعة كبيرة من زعماء ''الإخوان المسلمين''. وحكم عليه بالسجن لمدة (15) سنة. وتدخل الرئيس العراقي عبد السلام، لدى الرئيس المصري جمال عبد الناصر، فتم الإفراج عنه بسبب تدهور حالته الصحية سنة 1964، وفي عام 1965 اعتقل مرة أخرى بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم واغتيال جمال عبد الناصر واستلام الاخوان المسلمين الحكم في مصر، وقد صدر حكم الإعدام على سيد قطب بتاريخ 21 8 1966. 3 - الإعدام ل هشام طلعت مصطفى والسكري في قضية مقتل سوزان تميم: حيث برزت القضية كواحدة من أشهر القضايا المتادولة داخل ساحات المحاكم المصرية، حيث تصدرت المشهد القضائي لفترة طويلة. وحكم بنهاية القضية، بمعاقبة رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، وضابط الشرطة محسن السكري، بالإعدام شنقا، إثر إدانتهما بقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم عمدًا مع سبق الإصرار. وقام المتهمان بالطعن على الحكم أمام محكمة النقض، التي قضت بنقض الحكم وأمرت بإعادة محاكمتهما من جديد أمام دائرة مغايرة من دوائر محكمة جنايات القاهرة غير التي أصدرت الحكم بالإعدام، وقامت أسرة سوزان تميم خلال المحاكمة الثانية بالتنازل عن الدعوى المدنية ضد هشام طلعت مصطفى، وقالوا إنهم تسرعوا من جانبهم في اتهام هشام طلعت مصطفى بالوقوف وراء جريمة مقتل ابنتهم، فقضت المحكمة بتخفيف الحكم ومعاقبة هشام طلعت مصطفى بالسجن المشدد لمدة 15 عامًا عن تهم التحريض والاتفاق والمساعدة التي أسندتها إليه النيابة العامة، بينما عاقبت المحكمة الضابط السكري بالسجن المؤبد عن تهمة قتل المطربة اللبنانية. 4 - الإعدام ل21 متهم في قضية ''مجزرة بورسعيد'': تسببت هذه القضية في إحداث ضجة كبيرة داخل الشارع المصري، عقب مقتل 74 شخصًا من أولتراس النادي الأهلي أثناء مباراة كرة القدم بين فريقي النادي الأهلي والمصري. وقضت محكمة جنايات بورسعيد بإعدام 21 متهمًا من إجمالي 73 متهمًا في القضية من بينهم مدير أمن بورسعيد ورئيس قسم شرطة البيئة والمسطحات المائية ببورسعيد آنذاك. وشمل الحكم أسماء الصادر بحقهم حكم الإعدام، وهم كل من السيد محمد رفعت مسعد الدنف شهرته السيد الدنف، 44 سنة (فران) ومحمد محمد رشاد محمد على قوطة شهرته قوطة الشيطان، 21 سنة، ومحمد السيد السيد مصطفى شهرته ''مناديلو'' 21 سنة، سماك، والسيد محمود خلف أبوزيد (شهرته السيد حسيبة) ومحمد عادل محمد شحاتة وشهرته حمص وأحمد فتحي على مزروع وشهرته ''مؤة'' وهشام البدرى محمد محيى الدين وشهرته الفلسطيني ومحمد محمود احمد البغدادي شهرته ''الماندو'' ومحمد محسن محمد جبر وشهرته بطيخة وفؤاد التابعي محمد وشهرته فوكس ومحمد شعبان محمد حسنين ومحمد حسنى عبدالمنعم وابراهيم العربي سليمان واحمد رضا محمد احمد وطارق عبدالله عسران وعبدالعظيم غريب عبده وشهرته عظيمة ومحسن محمد حسين الشريف وشهرته القص ووائل يوسف عبدالقادر وشهرته ''سيكة'' ومحمد دسوقي وشهرته ''الدسه''، ومحمود على عبدالرحمن. 5 - إعدام ل37 متهم في أحداث المنيا: حيث أسدل الستار على القضية الأشهر في مصر، خلال الأيام الماضية، والمتهم فيها 1211 إخوانيًا بحرق مركز شرطة مطاي بالمنيا، وقتل نائب المأمور وإصابة آخرين، عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة منتصف شهر أغسطس الماضي، وأحداث مركز العدوة. وقد تم تقسيم القضية إلى قضيتين، إحداهما يحاكم فيها 528 في أحداث مركز شرطة مطاوي، وقد حكم فيها بإعدام 38 متهم والمؤبد ل490 آخرين. ويحاكم في القضية الثانية 683 متهمًا، في أحداث مركز العدوة، والتي تم بها إحالة أوراق جميع المتهمين إلى فضيلة المفتي، لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم، حيث حددت محكمة الجنايات جلسة 21 يونيو المقبل، للنطق بالحكم على المتهمين بعد ورود رأي المفتي في إعدامهم. 6 - إعدام حمام الكموني: حيث تم تنفيذ حكم الإعدام بحق محمد أحمد محمد حسين، وشهرته ''حمام الكموني'' (41 عاما)، في سجن برج العرب، وذلك في القضية رقم 21/2010 جنايات نجع حمادي بتهمة قتل 6 مسيحيين ومسلم واحد عمداً، والشروع في قتل آخرين وإتلاف بعض المحال التجارية. تعود وقائع القضية في 6 يناير 2010 ليلة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بدائرة مركز شرطة نجع حمادي، حيث قام المذكور بإطلاق النيران بكثافة على إحدى الكنائس، ما أدى إلى مقتل كل من بوله عاطف يسي، أبنوب كمال ناشد، أيمن زكريا تومه، بشوي فريد لبيب، رفيق رفعت وليم، مينا حلمي سعيد، أيمن صادق هاشم، كما شرع في قتل 9 آخرين عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، مستخدمًا بندقية آلية، فضلًا عن إتلاف أبواب وواجهات المحال التجارية الكائنة بموقع الحادث أثناء قيامه بإطلاق النار بصورة عشوائية. 7 - إعدام عزت حنفي: صدر حكم الإعدام بحق إمبراطور النخيلة عزت حنفي تاجر، وشقيقه حمدان محمد حامد وشهرته حمدي محمد حامد، والذين استولوا على 280 فدان في جزيرة النخيلة لتابعة لمركز أبو تيج بمحافظة اسيوط بمصر، وزرعوا عشرات الأفدنة بالمخدرات، وبعد عملية اقتحام كبيرة شنتها الشرطة المصرية على الجزيرة تم القبض عليه في 1 مارس 2004 وتم إعدامه هو وشقيقه في 18 يونيو 2006. حيث نفذت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية، حكم الإعدام في الساعة السادسة صباحًا في سجن برج العرب بالإسكندرية، بحق حنفي وباقي المتهمين في كبري قضايا الرأي العام والتي تعرف باسم ''أحداث النخيلة'' في القضية رقم 192 لسنة 2003، وقد تم دفنهما في مسقط رأسهما في قرية النخيلة وسط حراسة أمنية مشددة.