''شايل روحه على كفه''، جملة تصف حال أي صحفي يرى اسمه في قائمة التكليفات الخاصة بتغطية الأماكن الساخنة. مراسل صحفي، يخلع عنه انتمائه السياسي قبل نزوله من بيته، ينطق الشهادتين ، ويذهب إلى حيث كُلف من رؤسائه ، لينقل ما شاهده بعينه ، ويتحرى نقل الحقيقة فيلقي بنفسه إلى مركز الاحداث ، تلك الاحداث التي تطورت في الفترة الاخيرة لتصبح اشتباكات ساخنة، بين قوات الأمن و متظاهرين.
"مصراوي" رصد أهم الأماكن الساخنة، حيث الاشتباكات، طلقات الرصاص، كر وفر، لون الدماء يملأ المكان، وصحفى يجري بين الأحداث، إما بقلمه أو بكاميرته يتابع ويرصد ويلتقط أهم المشاهد، لعله بصورته تلك أو بمقاله يستطيع تكوين رأي عام قادر على صناعة مستقبل أفضل.
إذا قسمنا القاهرة، حيث العاصمة الممتلئة بالأحداث، إلى مناطق ساخنة، يحمل الصحفي روحه على كفه أثناء آدائه لواجبه المهني، سنجد أنها تنفسم إلى أربع مناطق رئيسية، وفي كل منطقة سنروى قصة صحفي، أعتقل أو اصيب أو فقد حياته بكاملها .
ورصدت الإحصائية التي قام بها مصراوي، أن المنطقة الشرقية ''مقبرة الصحفيين.. وطريقهم إلى السجون''.
وكان أبرز الأحداث بالمنطقة الشرقية التي تشمل ''9 أحياء''، أهمهم مدينة نصر و مصر الجديدة وعين شمس، وهي المنطقة التي حصلت على النصيب الأكبر من مقتل الصحفيين، حيث فقد حياتهم فيها 8 صحفيين.
افتتح سلسلة موت الصحفيين في تلك المنطقة، الحسيني أبو ضيف، الصحفي بجريدة الفجر، في اشتباكات قصر الاتحادية بمصر الجديدة ، ليلحق به أحمد عاصم مصور جريدة الحرية والعدالة، أثناء اشتباكات أنصار مرسي والأمن بمحيط الحرس الجمهوري، ثم مايك دين مراسل اسكاي نيوز، وحبيبة أحمد مراسلة مجلة اكبرس الاخبارية ، وأحمد عبد الجواد الصحفي بجريدة الأخبار، ومصعب الشامي مصور شبكة رصد، كل هؤلاء فقدوا حياتهم أثناء فض اعتصام رابعة العدوية ، لتذهب إليهم ميادة أشرف الصحفية بموقع الدستور الاليكتروني، اثناء اشتباكات منطقة عين شمس مؤخرًا.
وعن اعتقال الصحفيين في تلك المنطقة، فقد اعتٌقل أحمد جمال مصور شبكة يقين الذي اعتقل في اشتباكات جامعة الأزهر، ولم يفرج عنه حتى الآن ، وهناك صحفيين آخرين اعتقلوا من قبل قوات الأمن ثم تم الافراج عنهم مثل ، ''اسلام الجوهري مراسل موقع مصراوي ، اعتقل أكثر من مرة، أثناء تغطية مسيرة مسجد السلام بمدينة نصر، عمرو صلاح الدين مصور الوكالة الصينية ، أثناء تغطية مسيرة مسجد السلام مدينة نصر، أسامة محمد ، أثناء تغطية مسيرة للإخوان بمسجد السلام مدينة نصر. هذا إلى جانب الاعتداءات المتكررة على الصحفيين.
أما المنطقة الغربية والتي تشمل 8 أحياء، أهمها ''حي الأزبكية، وحي عابدين، و حي وسط'' هي صاحبة النصيب الأكبر في اعتقال الصحفيين، حيث تم القاء القبض على عبد الخالق صلاح مراسل موقع صدى البلد، أثناء تغطيته للتظاهرات بميدان التحرير، واتهامه بالعمل مع قناة الجزيرة، وتم إخلاء سبيله، ثم القاء القبض على حسن الهتهوتي محرر موقع مصراوي ، في اشتباكات رمسيس الأولى، وسيد السويفي مراسل راديو حريتنا، في احداث رمسيس الثانية، وتم الافراج عنهم، ، والقبض على الزميل عيد سعيد مصور صحيفة وطني فى ميدان التحرير، وتم إطلاق سراحه.
والمنطقة الشمالية، والتي تشمل 7 أحياء، أهمها: ''الزيتون، و شبرا'' تعتبر أقل المناطق في مقتل واعتقال الصحفيين ، حيث تم إلقاء القبض على محررة موقع ''إخوان أون لاين'' ، سماح إبراهيم، من أمام أحدى اللجان بمنطقة شبرا، أثناء تغطيتها لإحدى المسيرات الرافضة للاستفتاء.
فيما تشمل المنطقة المنطقة الجنوبية 10 أحياء، أهمها ''حي المعادي، حي حلوان'' حيث تم إلقاء القبض على عصام فؤاد ، الصحفي بجريدة فيتو، وذلك أثناء وجوده لتغطية الأحداث بميدان الحرية بالمعادى .
أما الجيزة فمسرح اشتباكاتها منطقة الهرم والطالبية، وتم إلقاء القبض على عبدالله قدري، مراسل موقع مصراوي، من منزله فجرًا بالطالبية ، وتم الإفراج عنه ، و إلقاء القبض على حسني صبحي، مراسل راديو حريتنا، في منطقة الهرم، ولم يُفرج عنه حتى الآن، بجانب الإعتداء على مصطفى الشيمي مصور موقع مصراوي، أثناء فض اعتصام النهضة من قبل الداخلية وتكسير معداته، والاعتداء عليه أيضًا من قبل أنصار الرئيس السابق مرسي بالنهضة وتكسير معداته، واعتداء قوات الأمن على مراسل قناة ''CBC'' أثناء تغطية لتفجير حدث بمنطقة الجيزة.
و تأتي جامعة القاهرة في النهاية وتسجل لنفسها مكاناً جديداً ضمن الأماكن الأكثر سخونة في التغطيات الميدانية، حيث أُصيب خالد حسين مصور اليوم السابع وعمرو السيد مصور صدى البلد، بالرصاص الحي في صدورهم و ظهورهم أثناء تغطية الاشتباكات بين قوات الامن والطلاب المتظاهرين.
وبهذه الاعتداءات المتكررة على الصحفيين، تحتل مصر المرتبة الثانية عالمياً، بعد سوريا في استهداف الصحفيين وذلك وفقاً لاحصاءات ''اللجنة الدولية لحماية الصحفيين".