سنوات مضت، تابعنا فيها باهتمام ما يحدث في الدول العربية المجاورة، من عمليات إرهابية في وضح النهار، تستهدف مواطنين، أو مسؤولين كبار، نستنكر بعدها ونتمنى لهم أن ينعموا بأمان مثلنا، لكن الأمور تغيرت تمامًا في الآونة الأخيرة، وتحديدًا بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي، حيث أصبحت البلاد الأمنة مرتعًا لعمليات إرهابية سقط فيها ضحايا أبرياء، ونجا آخرين، لوحظ خلالها أن السيارات المُفخخة باتت الاختيار المُتكرر للجماعات الإرهابية المتطرفة، في معظم عملياتهم بداخل مصر. السيارات المفخخة أصبحت العامل المشترك في عدد كبير من العمليات الإرهابية الأخيرة، منها عمليتين في أغسطس الماضي، بعد مرور أيام على فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، الأولى بالعريش وأسفرت عن مقتل 3 أشخاص، والأخرى في 27 أغسطس بالقرب من قسم شرطة الشيخ زويد ، دون وقوع خسائر في الأرواح، ثم محاولة استهداف موكب اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية في 5 سبتمبر الماضي، يليها تفجيرات استهدفت مبنى المخابرات الحربية بمدينة رفح بشمال سيناء، في يوم 11 من ذات الشهر، أسفرت عن مقتل 7 جنود وإصابة 20 آخرين. في السابع من أكتوبر الماضي، وقع انفجار ضخم بسيارة مفخخة بالقرب من مديرية أمن جنوبسيناء، تسبب في مقتل اثنين وإصابة 50 شخصًا، يليه انفجار آخر بعد 3 أيام بكمين (الريسة) بشمال سيناء، أسفر عن مقتل 3 مجندين وإصابة 5 آخرين، لتنتقل بعدها العمليات الإرهابية إلى الإسماعيلية، حيث انفجار سيارة مفخخة بالقرب من مبنى المخابرات الحربية بالمحافظة يوم 19 من نفس الشهر، وتعود لسيناء مرة أخرى، ليسقط 11 قتيلًا و37 مصابًا في استهداف أتوبيسات لأفراد القوات المسلحة، بسيارة مفخخة يقودها انتحاريان بالشيخ زويد في 20 نوفمبر الماضي. كما تمكنت قوات الحماية المدنية ، الاثنين الماضي، من احباط محاولة تفجير سيارة مفخخة داخل محطة تموين (وطنية)، بطريق ''القاهرة-السويس''، عُثر بداخلها على اسطوانتين غاز، ومُفجر موصل بخطوط تليفونات محمولة للتفجير عن بُعد. العقيد خالد عكاشة، الخبير الأمني، رجح أن يكون استخدام السيارات المُفخخة في العمليات الإرهابية في مصر، لاعتبارها أقوى سلاح إرهابي يمكنه إحداث خسارة كبيرة في الأرواح والمنشآت، و''تكنيك'' متعارف عليه دوليًا لكل الجماعات الإرهابية التي تخوض حروب ضد الدول، موضحًا أنها تُحقق لهم قدر من الأمان، لاعتمادها على الخدعة والتمويه. ولفت العقيد عكاشة، في تصريحات لمصراوي، إلى وجود طريقتين في ارتكاب تلك الجرائم الإرهابية على حد وصفه الأولى وضع سيارة مُفخخة في المكان المستهدف يتم التحكم بها عن بُعد، والأخرى يقودها انتحاري، ويعتمد اختيار الجماعات الإرهابية لكل طريقة، على وجود كوادر قادرة على تنفيذ تلك العمليات، وتوافر امكانيات تسمح لهم بالتفجير عن بُعد، منوها إلى أن الطريقتين لهما نفس التأثير في الخسائر. وأكد عكاشة، أن الأجهزة الأمنية في العالم فشلت في التصدي للعمليات الإرهابية المُستخدم فيها السيارات المُفخخة، مشيرًا إلى أنه يمكن الحد منها وليس معالجة الأزمة بشكل كامل، من خلال العمليات الأمنية الاستباقية، بجمع معلومات كافية عن التنظيمات المتطرفة، وإجراء ضربات إجهاضيه لها، تُفقدها الكوادر والأجهزة التي تتم بها تلك العمليات. ونوه عكاشة، إلى أهمية المرور المستمر من الأجهزة الأمنية على الأماكن الحيوية، والمتوقع حدوث عمليات تستهدف أشخاص أو منشآت بها، وضرورة تفتيش أي سيارة متروكة بشكل عشوائي، أو مرّ عليها زمن طويل بالطريق بدون أسباب، والتعامل مع كافة بلاغات الاشتباه في سيارات بكل جدية، وسرعة انتقال خبراء المفرقعات وأجهزة المخابرات العامة، للتأكد من صحة البلاغات من عدمها. من جانبه أعتبر اللواء سامي يوسف، مساعد وزير الداخلية للحماية المدنية، تلقي الإدارة لبلاغات عديدة من مواطنين للاشتباه في سيارة أو أجسام غريبة، أمر جيد، مؤكدًا أنه يتقدم بالشكر للمواطن الذي قام بإبلاغهم بالسيارة المُفخخة التي عُثر عليها بداخل محطة تموين بطريق ''القاهرة-السويس''، لأنه أنقذ المنطقة من كارثة، على حد قوله. وأشار اللواء يوسف في تصريحات لمصراوي، أنه فور ورود أي بلاغ عن الاشتباه في سيارة، تتنقل قوات الحماية على الفور، ويتم تفتيشها بعناصر الكلاب المُدربة، والكشف عليها من خلال أجهزة أشعة تبين ما بداخلها، وفحصها بشكل كامل، للتأكد من وجود مفرقعات، أو أن البلاغ سلبي. وأوضح يوسف، أنه في حالة وجود مفرقعات، يبقى أمامنا أن نتعرف على امكانية تحريك السيارة، أو صعوبة إجراء تلك الخطوة، في الحالة الأولى نقوم بتحريك السيارة إلى مكان بعيد عن المناطق السكنية والمنشآت، ويتم التعامل معها، وفي الحالة الثانية يتم ابطال الدائرة الكهربائية، وإزالة المفجر، في موقعها. وناشد مساعد وزير الداخلية للحماية المدنية، المواطنين بالاتصال على رقم 180، في حالة الاشتباه في أي سيارات أو أجسام غريب. لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا