أكد شهود عيان لمجلة أكتوبر أنه فى تمام الساعة الثامنة و45 دقيقة صباح يوم الأربعاء سمع دوى إطلاق أربعة قذائف أر بى جى استهدفت فى البداية مسجد قطاع الأمن المركزى بمدينة رفح والمجاور لمبنى المخابرات الحربية بالمدينة، أتبعه إطلاق عدة قذائف على مبنى المخابرات الحربية لإحداث حالة من الارتباك فى المنطقة والتغطية على العملية الانتحارية التى قامت بها المجموعة الإرهابية والتى كانت تستقل سيارة محملة بالألغام استهدفت الكمين الأمنى أمام البوابة الرئيسية لمكتب المخابرات الحربية برفح. وأضاف شهود العيان إلى أن انفجار السيارة المحملة بالألغام فى البوابة الرئيسية للمكتب أثر بشكل مباشر على المبنى وهو الذى أدى إلى وقوع هذا العدد من الوفيات والإصابات من العسكريين والمدنيين، فى الوقت الذى لم تؤدِ فيه عملية استهداف مسجد قطاع الأمن المركزى إلى وقوع أية إصابات داخل قطاع الامن المركزى برفح. وقد تطابقت رواية شهود العيان مع ما أكده العقيد أركان حرب أحمد محمد على، المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة، عن مقتل 6 عسكريين وإصابة 17 آخرين بينهم عسكريون ومدنيون، جراء قيام عناصر من « الإرهابيين والتكفيريين» بشن هجوم باستخدام عربتين محملتين بالمتفجرات على عناصر التأمين بمدينة رفح. وقال المتحدث العسكرى أنه فى تمام الساعة 8.45 دقيقة من صباح الأربعاء، شنت العناصر الإرهابية من التكفيريين والإجراميين عملية غادرة باستخدام عربتين محملتين بكميات كبيرة من المتفجرات، استهدفت عناصر التأمين بمدينة رفح بشمال سيناء. وأضاف أن العملية أسفرت عن استشهاد 6 أفراد من العسكريين، وإصابة 17 آخرين (10 من العسكريين، و7 من المدنيين بينهم 3 سيدات)، إلى جانب تدمير عدد من المنشآت المدنية المحيطة بمنطقة الحادث. رد فعل من جانبه أكد مصدر عسكرى ل أكتوبر أن التفجير كان عملية انتحارية استهدفت مبنى المخابرات الحربية، ردا على عمليات التطهير الواسعة التى تقوم بها القوات المسلحة فى سيناء، خاصة بعد تضييق الخناق على تلك العناصر الإرهابية، والنيل منها بشكل مباشر، والقبض على عدد من قياداتها ومقتل أعداد كبيرة من أعضائها. على صعيد متصل أعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس» مسئوليتها عن تفجير مدينة رفح بمحافظة شمال سيناء الأربعاء، كرد منها على عمليات التطهير التى يقوم بها الجيش للبؤر الإرهابية فى سيناء، وذلك وفق بيان رسمى لها. وقد أعقب هذه العملية بدقائق انفجار عبوة أخرى أصابت نقطة تفتيش عسكرية فى منطقة حى الإمام بالمدينة. وجاء الهجومان ضد الجيش المصرى فى سيناء فى أعقاب الإعلان عن مقتل 9 مسلحين فى اشتباك مع قوات الأمن المصرية قرب بلدتى الشيخ زويد ورفح بشمال سيناء، الثلاثاء، وذلك فى اليوم الثالث من حملة أمنية موسّعة فى تلك المنطقة. وشهدت أحداث الثلاثاء اعتقال 10 مسلحين آخرين. تمشيط المنطقة وقد تم تشديد الرقابة الأمنية على كافة المعابر فى سيناء، وقامت القوات الجوية بتمشيط المنطقة بالكامل لكشف أى عناصر إرهابية متحركة على الأرض والتعامل معها على الفور. فى الوقت ذاته تم إجلاء المصابين، والشهداء من الجنود ونقلهم جميعًا إلى المستشفى العسكرى بالعريش، فيما رفع الجيش حالة الاستنفار بالمنطقة «ج» إلى الحالة القصوى بعد التفجير. وأوضح مصدر أمنى أن التفجير أدى إلى تدمير البوابة الرئيسية لمبنى المخابرات الحربية، وانهيار أجزاء من السور الخارجى للمبنى. وأضاف أن الانفجارين وقعا نتيجة لعمليتين انتحاريتين بإستخدام سيارتين مفخختين: إحداهما بجوار مبنى المخابرات الحربية، والثانى عند كمين أمنى بميدان النافورة برفح. وأكد اللواء عبدالمنعم كاطو الخبير الاستراتيجى أن عمليتى رفح التى تمت الأربعاء كانت بمثابة كشف عن الأنفاس الأخيرة التى تلفظها تلك المجموعات الإرهابية التى اتخذت من سيناء مقرا لها خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، فى ظل حرصه الشديد على عدم تضييق الأجهزة المعنية على تلك المجموعات. مرحلة اليأس من جانبه أكد اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات العامة سابقا أن مرحلة استخدام المتفجرات والقنابل والدانات تكشف مدى اليأس والضيق الذى وصل إليه الإرهابيون ولعل تجربة التسعينيات وما فيها من إرهاب تكشف ذلك من حيث البداية وحتى انتهاء المجرمين بعد تصفيتهم ومع أنهم قتلوا الكثير من الأبرياء إلا أن الواجب الوطنى يحتم علينا الصبر والصمود فهذه ضريبة الحرية والوطنية، ولكن الذى يجب أن نتنبه له أن هناك أنفاقا مازالت مفتوحة مع غزة تأتى الينا منها كل صور الشر والتدمير ودخل منها من قتلوا جنودنا وأبناءنا دون مراعاة للدين والوطنية وحسن الجوار، فكان الإرهاب يأتى بالمتفجرات والأسلحة من كل نوع مع تدريب المارقين لدى هذه الجهات المعادية بالفعل، ويكفى أن نحو 50 مجرما من حماس ألقى القبض عليهم فى جرائم ضد الجيش فى سيناء وكذلك المواطنون. أما اللواء فؤاد علام الخبير الأمنى فقد أكد أن العملية الإرهابية التى استهدفت مبنى المخابرات الحربية، برفح وأسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات من جنود الجيش، كانت متوقعة فى ظل العمليات الأمنية الموسعة للجيش بمعاونة الشرطة لاقتناص الإرهابيين، خاصة أن النظام السابق سمح بتواجد مجموعة كبيرة من الإرهابيين بسيناء. وأضاف أن أية عملية تمثل خطورة سواء استهدفت أحد الأجهزة المعنية أو أى منشأة مدنية أو عسكرية، متوقعا أن تأخذ عملية إنهاء كابوس «الإرهاب» بعض الوقت، بسبب أخطاء النظام السابق الذى سهل مهمتهم بالتواجد والانتشار بسيناء.