مع دخول فصل الشتاء، تزداد المخاوف من التعرض لأكثر الفيروسات انتشارًا في العالم، وكل عام، يتجدد الجدل حول ''الأنفلونزا الموسمية'' وطرق علاجها، وهل من الممكن الوقاية من الفيروس أم لا، وكعادة العلماء، تقرر حسم الجدل، فقد قام مجموعة من الباحثين في مجال الفيروسات وطرق انتشارها بتحديد الطرق المحتملة لتطوير لقاح جديد في المستقبل يساهم في القضاء على ''الأنفلونزا'' بشكل نهائي. ''الأنفلونزا الموسمية''، مرض معدى يصيب الجهاز التنفسي مسبباً التهابات تتراوح ما بين المتوسطة والخطيرة والتي قد تؤدى إلى الوفاة في بعض الأحيان، وتشمل أعراض الأنفلونزا الموسمية ارتفاع درجة الحرارة واحتقان الحلق والصداع وسيلان الأنف، وينتشر الفيروس عن طريق الهواء الجوي المحمل بلعاب المريض وفي بعض الأحيان قد تتم العدوى عن طريق ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس، وتعتمد خطورة العدوى على نوع الفيروس الموسمي علاوة على كمية اللقاحات المتوفرة ومطابقة اللقاح المتوفر مع نوع فيروس الأنفلونزا المنتشر، وفى الغالب، تكون لقاحات المرض غير فعالة بسبب تغير الفيروس المسبب للمرض عاماً تلو الأخر. وكخطوة للتغلب على المرض، حدد علماء من جامعة ''كامبريدج'' طُرق تغير الفيروس وأطوار تطوره، وقال العلماء إنهم قاموا باكتشاف أسلوب التطور والتمثل في تبديل حمض أميني وحيد في 7 مواقع على سطح الفيروس، وهو الأمر الذى يدحض الاعتقاد السابق والذى أكد أن فيروس الأنفلونزا الموسمي يتغير على مستوى أربعة أحماض أمينية في أكثر من 130 موقعاً. تعمل اللقاحات بشكل عام عن طريق حقن الجسم لفيروسات ''غير نشطة''، الأمر الذى يحفز الجهاز المناعي ويدفعه إلى إفراز أجسام مضادة، وعندما يتعرض الجسم للفيروس الحقيقي تستطيع الأجسام المضادة التي تم إنتاجها في وقت سابق من التعامل مع المرض، إلا أن فيروس الأنفلونزا الموسمي يأبى أن يُحارب، فقدرته على تطوير غطائه الخارجي كل عام مكنته من التعامل مع اللقاحات والتغلب عليها، وهو الأمر الذى يمثل صدمة كبيرة للعلماء لعدم قدرتهم على ملاحقة الفيروس، إلا أن الطريقة التي اكتشفها علماء ''كامبريدج'' قد تتسبب في صناعة ''لقاح دائم'' يساهم في الحد من الاصابات. وبحسب الدكتور ''ديريك سميث'' أستاذ تطوير العقارات بجامعة كامبريدج، فإن البحث الجديد قد يساهم فى تطوير لقاحات أكثر فاعلية بكثير من الموجودة حاليا ''، والتي لا تفيد فى الغالب رغم تغييرها بصفة دورية كل عام. الجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية تجتمع مرتين سنويا لتحديد إذا ما كان يجب تغيير أنواع اللقاحات المستخدمة في مكافحة المرض الذى تسبب في مقتل ما يزيد عن 100 مليون إنسان منذ عام 1918 وحتى الآن.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا