كشفت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن وجود 69 مفاعلا للطاقة النووية قيد الإنشاء في مختلف أنحاء العالم، ومعظمها في آسيا حيث يتزايد الطلب على الكهرباء في الاقتصادات النامية. وذكرت الإدارة في تقرير حديث حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه أن قدرة توليد الطاقة النووية عالميا بلغت أكثر من 370 جيجاوات في 2012 . وتستخدم المفاعلات النووية في توليد طاقة يتم استغلالها في محطات توليد الكهرباء النووية، من خلال تسخين الماء لإنتاج بخار الماء الذي يستخدم بعد ذلك لإنتاج الكهرباء. وتم بناء أولى وحدات توليد الطاقة النووية الأولى في خمسينات القرن الماضي، واستخدمت المفاعلات النووية للمرة الأولى في توليد الكهرباء في عام 1951 في مفاعل تجريبي صغير في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأوضح تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن القدرة النووية الجديدة تستند إلى الزيادة المتوقعة في الطلب على الكهرباء في البلدان النامية بسرعة، إلى جانب الوعي بأمن الطاقة والرغبة في الحد من انبعاثات الكربون . وفي 2009، شكلت نسبة الكهرباء المنتجة من الطاقة النووية نحو 14% من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة في العالم. وكانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية قد توقعت في يوليو الماضي نمو استهلاك الطاقة في العالم بنسبة 56% بين عامي 2010 و2040، ويرتفع إجمالي استخدام الطاقة في العالم من 524 كوادريليون (مليون مليار) وحدة حرارية بريطانية في 2010 إلى 630 كوادريليون وحدة حرارية بريطانية في عام 2020 وإلى 820 كوادريليون وحدة حرارية بريطانية في عام 2040. وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن الطاقة المتجددة والطاقة النووية هي أكثر مصادر الطاقة الأسرع نموا في العالم، بنسبة 2.5% سنويا، وسيظل الوقود الأحفوري (النفط والغاز) يوفر ما يقرب من 80% من الاستخدام العالمي للطاقة حتى العام 2040. وأشارت إلى أن القطاع الصناعي يواصل استهلاك الحصة الأكبر من الطاقة، إذ من المقدر أن تصل نسبة استهلاكه إلى أكثر من نصف الطاقة العالمية في عام 2040. وذكر التقرير، أنه في ضوء السياسات واللوائح الحالية التي تحد من استخدام الوقود الأحفوري، ترتفع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ذات الصلة بالطاقة في جميع أنحاء العالم من حوالي 31 مليار طن متري في عام 2010 حتي 36 مليار طن متري في عام 2020 ثم إلى 45 مليار طن متري في عام 2040، أي بزيادة قدرها 46%. وتمتلك حاليا نحو 31 دولة في العالم برامجا للطاقة النووية، ومنذ أوائل سبعينات إلى تسعينات القرن الماضي، نمت الطاقة النووية بشكل مطرد في جميع أنحاء العالم، مع فترات قصيرة من النمو البطيء نسبيا في أعقاب الحوادث في "ثري مايل ايلاند" بالولاياتالمتحدة عام 1979، وتشيرنوبيل بأوكرانيا عام 1986. وقال تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ، إنه باستثناء الاقتصادات النامية في آسيا، ظلت قدرة الطاقة النووية مستقرة نسبيا بين منتصف ثمانينات القرن الماضي حتى الحادث الذي وقع في مفاعل فوكوشيما دايتشي باليابان في مارس من عام 2011. وتضررت محطة فوكوشيما النووية التي تقع على بعد 230 كيلومترا شمالي طوكيو، بشدة جراء زلزال بلغت قوته 9 درجات على مقياس ريختر وتسونامي ضخم في مارس/ آذار 2011 خلّف وراءه ما يقرب من 19 ألف قتيل ومفقود. وأدى التسونامي إلى وقوع انفجارات وانهيارات وتسرب كبير للمواد المشعة في أسوأ كارثة نووية في العالم منذ كارثة تشرنوبيل في عام 1986. وذكر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أنه في أعقاب حادث فوكوشيما، تباينت ردود أفعال الدولة التي تعتمد الصناعة النووية تجاه الحادث على نطاق واسع، حيث ألغت إيطاليا خططها لبناء محطات جديدة للطاقة النووية بينما أعلنت ألمانيا إغلاق جميع محطات الطاقة النووية بحلول عام 2022، فيما أعلنت الصين، عن خطط لزيادة كبيرة في القدرات النووية. وراجعت العديد من البلدان، بما فيها الولاياتالمتحدة ، عملية تنقيح لوائح السلامة. وتم بناء أول محطة للطاقة النووية التجارية بالكامل في أمريكا الشمالية، وهي وحدة دريسدن 1 في ولاية إيلينوي الأمريكية بقدرة 250 ميجاوات وتم تشغيلها بين عامي 1960-1978، وسرعان ما تبعتها كندا ببناء أول مفاعل في عام 1962، ونمت القدرات النووية بسرعة بين عامي 1970 و1995. وتبني الولاياتالمتحدة حاليا خمس محطات جديدة للطاقة النووية، وفي عام 2012، أصدرت كندا أول ترخيص لتجهيز الموقع خلال 30 عاما لبناء ما يصل إلى أربع محطات جديدة للطاقة النووية . وفي أوروبا، بدأت فرنسا وبلجيكا وألمانيا والسويد وإيطاليا وبريطانيا في إنشاء محطات الطاقة النووية في ستينيات القرن الماضي، ومنذ عام 1995، ظلت القدرات في أوروبا مستقرة نسبيا، على الرغم من أن ألمانيا تغلق كل محطات الطاقة النووية لديها، إلا أن العديد من البلدان، بما في ذلك فرنسا والمملكة المتحدة تقوم ببناء أو تعلن عن خطط لبناء محطات جديدة للطاقة النووية . وفي أوراسيا وآسيا، بنت روسيا واليابان وشغلت محطات الطاقة النووية التجارية في ستينات القرن الماضي، وقد ضاعفت آسيا القدرة النووية في العقود الأخيرة، فبين عامي 1980 و 2012، زادت القدرة النووية في آسيا أربع مرات تقريبا، بقيادة كوريا الجنوبية واليابان والهند. وفي الآونة الأخيرة، قادت الصين النمو في القدرات النووية في آسيا، فبين عامي 2010 و2012، بدأ تشغيل 9 مفاعلات جديدة في المنطقة. وتقول وكالة الطاقة الأمريكية، إن القدرة النووية الجديدة المخططة في أمريكا الشمالية وأوروبا صغيرة نسبيا بالمقارنة مع القدرات المخطط لها في دول من بينها روسيا واليابان والصين وكوريا والهند . لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك..اضغط هنا