لا تزال وزارة الثقافة محاطة بالمعتصمين الذين يطالبون باستقالة وزيرها، وعلى الجانب الآخر هناك من يؤيده ويطالبونه بكشف المزيد من الفساد داخل قطاعات الوزارة، إلغاء انتداب الكثير من الموظفين أثار القلق بشأن استقطاب ''الإخوان'' داخل الثقافة. المعتصمون يطالبون الجيش بالتدخل لحماية دار الكتب والوثائق خوفًا من أخونتها.. أسئلة كثيره واتهامات وجَّهناها إلى وزير الثقافة الدكتور علاء عبد العزيز في حوار خاص . نوهت في أحد اللقاءات أنَّ هناك صحفيين يتقاضون أجورًا نظير نشر أخبار كاذبة لحساب آخرين.. تعليقك؟ أنا لم أنوِّه إلى ذلك تحديدًا، ولكن للأسف الشديد وصلتني ورقة بها أسماء بعض الصحفيين كانوا يسافرون لتغطية الفاعليات الثقافية، وهذا أمر طبيعي جدًا.. ولكن حين تكتشف أنَّه نظير مبلغ من المال؛ فإن ذلك يشكل علامة استفهام عندي ويعد خطأً جسيمًا، فقمت على الفور بتحويل هذا الملف إلى التحقيق حتى لا أتهم أحدًا أو ألصق التهم لأشخاص من غير دليل، ومن أجل معرفة مدى مصداقية هذه المعلومات. صرحت بأن قرار المستبعدين أمر صحي فلماذا لم تقدم مستندات تدين هؤلاء لتحيلهم إلى القضاء؟ هناك نقطة هامة جدًا عندما تأخذ قرار تجاه موظف يكون القرار متعلقًا بالنواحي الإدارية أو بالنواحي المالية، وهنا لو اكتشفنا إهمال في الناحية الإدارية، فمن حقي أن ألغى انتداب أو أقيل هذا الشخص، دون سابق إنذار، وأصدق دليل على صدق كلامي، أنني اكتشفت أنَّ مسرح سيد درويش بالإسكندرية يحتوي على عدد 620 مقعد وأقصى عدد تم حجزة 52 تذكرة، فتكتشف أنَّك أمام مسرح مليء بالمقاعد الفارغة فهذا شيء لا يصدقه عقل، فهذا العرض يتكلف كهرباء وأجور فنانين وإعلانات، وأيضًا يتم عمل هذه العروض وقت الامتحانات، مثل ''أوبرا عايدة'' وبالتالي ننتج عروضًا ليس لها مردود مادي أو ثقافي لغياب الجمهور. أطلقوا عليك وزير الاستقالات والإقالات.. تعليقك؟ أحب أن أوضح شيئًا هامًا أنني قمت بإلغاء انتداب وليس إقالة، لأن الشخص المنتدب يعمل في جهة أخرى وفور إلغاء انتدابه يذهب إلى عمله القديم، وانظر إلى سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والدكتورة كاميليا رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بالوزارة، قاموا بتقديم استقالاتهم، وهذا من حقهم ، فإذا كانوا لهم الحق في تقديم استقالتهم وإلغاء انتدابهم، فمن حقي أيضا أن أقوم بإلغاء انتداب أي شخص قبل المدة المقررة. لوحت بوجود ملفات فساد تدين اشخاص كثيرة ولم تظهر هذه المستندات حتى الان الى النور ..تعليقك أنا لم أوجه اتهامي لأشخاص بعينهم ولكن هناك ملفات يتم التحقيق فيها الآن، ولم أصرِّح إنها تجاه من أو ضد مين، ولكن استطيع الآن أن أقول أنَّ ملف الأكاديمية في روما تم تحويله إلى الرقابة الإدارية حتى تستطيع اكتشاف المسؤول عن هذا الفساد. ألغيت ندب ثلاثة موظفين بدار الكتب والوثائق في وقت واحد.. تعليقك؟ الأمر بسيط جدًا أنا أمامي بعض الوقائع التي ساعدتني على إلغاء انتدابهم، وهذا حق مكتسب لي، ودائمًا ما نبحث عن الأفضل. ما رأيك في مناشدة بعض المعتصمين والفنانيين إلى الجيش بحماية دار الوثائق من خطر أخونتها؟ من حقهم أن يعتصموا، ولكن في النهاية تبقى وزارة الثقافة للجميع بلا استثناء، وفكرة أن يطفو على السطح اسطورة الإخوان أو أسطورة أي كيان آخر، أنا لا أعترف بهذا الكلام، ولكن أنا اعترف بالكفاءة والأمانة من جميع التيارات. وبالنسبة إلى المطالبين بتدخل الجيش على أساس أننا من أعداء الوطن، نحن نحاول ترتيب البيت من الداخل والأيام كفيلة على صدق نوايانا. كيف تدير وزراة الثقافة في ظل وجود المعتصمين وأنت لا تستطيع دخول مكتبك؟ منذ توليتى الوزارة وأنا خارجها، لأنني لست من هواة المكاتب، واليوم قمت بزيارة مفاجئة إلى قصر ثقافة روض الفرج، واكتشفت أنَّ المدير ليس موجودًا في القصر، علاوة على وجود الكلاب الضالة التي تسكن المكان، واكتشفت أيضًا أن الأمن على البوابات يرفعون شعار ''لا تسألني من أنا'' ولا يسألونك عن هويتك... والحمامات في أسوأ حال، وحجرة الكومبيوتر غير فعالة، وللأسف الفاتورة لم تدفع بعد، فقمت بالاتصال بسعد عبد الرحمن رئيس الهيئة لاتخاذ اللازم. هل معنى ذلك أن هناك زيارات مفاجئة لأكثر من قطاع ثقافي؟ بالتأكيد هناك خطط قادمة لبعض المواقع سأقوم بمفاجئتها، لأن هذا هو دوري ووظيفتي. من وجهة نظرك هل الاعتصامات الموجودة في وزارة الثقافة بسبب الاستقالات التي تمت سريعًا؟ أعتقد لا.. لأنني في النهاية من حقي أن ألغي ندب أو أن أجري تغيير، طالما اكتشفت مشاكل مادية لم يتم التعامل معها بوضوح وحلها، تكتشف حفلات بدون جمهور وبلا مردود ثقافي أو تقديم خدمات ثقافية، فيجب عليَّ كوزير أن أصلح أوجه القصور بإلغاء انتداب هؤلاء المقصرين، وإعطاء الفرصة لمن يستحق. هل ترى أنَّ القرارات التي اتخذتها سريعًا أحدثت ''بلبلة'' في الوسط الثقافي؟ مطلقًا وإنما أحدثت في قطاع من المثقفين، وفي النهاية الثقافة ليست حكرًا على مجموعة من المثقفين، وحان الوقت أن تكون الثقافة للشعب المصري كلة دون تمييز، ويجب أن نقول ''فناني ومثقفي مصر'' وليس فناني العاصمة، وعمومًا الحياة لا تتوقف عند شيء معين، وأنا حاليًا أعمل سواءً داخل الوزارة أو خارجها، وأقوم بواجبي تجاه وطني على أكمل وجه، أقوم بعمل اتفاقات ولقاءات وخطط مستقبلية، وفي النهاية الوزارة تدار من أي مكان. أعلنت أنَّ الفساد الذي اكتشفته في الثقافة بكل قطاعتها وصل إلى 60%.. تعليقك؟ للأسف.. وأنا لا أعرف ماذا يخبئ لنا الغد عن هذا الفساد، وأبسط مثال.. انظر إلى اللجان في بعض القطاعات بالثقافة، تجد أنَّ هناك أشياءً مقننة، ولابد أن تأخذ قرارًا بحل هذه المؤسسات، والأغرب أنك تجد لجانًا ''مضحكة'' في تشكيلها، فمنهم من يأخذ 500 جنيهًا والآخر 100 جنية، فتجد رئيس اللجنة عضوًا في لجنة أخرى، والعضو ينتقل إلى رئيس لجنة وهكذا. كيف ترى يوم 30 يونية وما رأيك في حركة ''تمرد''؟ أرى أنَّه سيتم بعض المحاولات العنيفة ولكن في النهاية ستمر الأمور بسلام ، وحركة ''تمرد'' لها الحق في التظاهر السلمي والتعبير عن رأيها، وإذا كان هناك ''تمرد''، فهناك أيضًا حركة باسم ''تجرد'' ولها الحق أيضا في التظاهر السلمي، والشعب له الحق في اختيار ما يناسبه، وعمومًا أنا لا أستطيع أن أمنع فكرة أو حركة فهذا حق شرعي للجميع. هل عندما جئت إلى الوزارة قمت بحركة ''تمرد'' لبعض الشخصيات؟ ''مبتسمًا'' أنا لم أقم بتمرد بل قمت بضبط مسار وإصلاح، وإذا كانوا يعتبرون أن هذا تمردًا مني، فهذا من شأنهم، وقالوا إنِّي مغمور وجئت من أجل تصفية حسابات، فكيف يأتوا بمثل هذا الكلام وأنا لا أعرفهم جيدًا، وليس لي تعامل مع أحد من قبل. كيف ترى الإعلام الآن من وجهة نظرك ؟ للأسف يتحرك في إطار غريب جدًا، بدليل أن أي شيء أفعله يقابله هجوم عنيف، ''ولو قدرت أجيب لهم لبن العصفور'' سأجد هجوم أعنف من ذي قبل، المشكلة اتفق واختلف معك، فالاختلاف في السياسة والاتفاق في الأشياء الصحيحة، فهذه أشياء لا جدال فيها. هل هناك خطط مستقبلية تقوم بها بالرغم من الظروف التي تمر بها وزارة الثقافة؟
لدينا مشاريع تتلخص في ''رقمنة'' دار الكتب والوثائق والحفاظ على هذا التراث الضخم من المخطوطات والوثائق، والتي أصبحت مهدرة، سنبدأ الآن في تنفيذ هذا المشروع، ولهذا الأمر سنطلق أول وأكبر حملة لترجمة الفكر العربي بمختلف أشكاله، من اللغة العربية إلى مختلف اللغات الأجنبية، وجار الإعداد لهذه البروتوكلات وسيتم تنفيذها قريباً، تجهيز أول أرشيف للحفاظ على التراث الثقافي السينمائي المصري، وذلك بالتعاون مع وزارة الآثار، وإعداد وتطوير جميع كوادر الوزارة سواء الإدارية أو الفنية، تجهيز الفرق التي تتبع الوزارة وذلك من أجل السفر، مع ضرورة تنمية مواهبهم وتدريبهم، وأعتقد أن المسرح يحتاج إلى وقفة كبيرة جداً، فالمسرح القومي تعطل تجديده منذ ثلاث سنوات، والآن يجب الإعداد بشكل سريع لضخ الأموال اللازمة ووضع جميع الاستشارات الهندسية من أجل إتمام هذا المشروع الذي توقف لسنوات، ولدينا مسارح الدولة تجتاج إلى وقفة مهمة، وهناك من اللوائح ما تحتاج إلى إعادة النظر، حتى يتم تفعيل المسرح، ولن يقتصر على القاهرة فقط بل سينتقل إلى جميع الدول وأيضا جميع محافظات مصر، ولن تكون وزارة الثقافة قاصرة على من هم بالقاهرة فقط، لكن هناك العديد من المبدعين فى جميع المحافظات يحتاجون إلى الدعم والتشجيع من الوزارة، ولابد أن نقف بجوار الكفاءات المهدرة، والتى ضاعت حقوقها فى الفترة السابقة، أعمل على طريقة مختلفة وهى محاولة الاستفادة من الخبرات الموجودة لدى الخبراء الكبار مع الشباب الصغار، وستشكل لجان تجمع بين هؤلاء وهؤلاء، أيضاً تطويرالعمل الثقافي في مصر لا يقتصر على المسرح فقط، لكنه سيمتد إلى السينما أيضًا فالمركز القومي للسينما إنتاجه في المتوسط 20 فيلمًا، سنحاول رفع هذه الإنتاجية، لإتاحة أكبر قدر ممكن أمام الشباب السينمائيين لينتجوا أفلاماً أكثر، هذا بالإضافة لتطوير العلاقات الخارجية والمهرجانات والاحتفالات الثقافية والأسابيع الثقافية المصرية يجب أن تتم إعادة النظر فيها بالكامل، يجب أن تستعيد مصر دورها الناعم على مستوى ثلاث قارات، أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا وهناك أشياء كثيرة جداً أرجو من الله أن يعطينا الوقت لإتمامها. لو تم الصلح بينك وبين المعتصمين فى وزارة الثقافة هل تقبل ذلك؟ ''أبدًا'' لأن من يدخل إلى مكتبى خلسة لا ألتقى به أبدًا، لقد قاموا باختلاق حجة بأنهم على ميعاد معي ولم يحدث ذلك، واقتحموا المكان دون وجه حق أو استئذان ولو كانوا طلبوا لقائي فلن أمانع أبدًا، بالرغم من أني طلبت حوار لكل القوى السياسية ولكن استطاعوا أن يقوموا بالاعتصام من أجل حدوث أزمة، التي اعتبرها أنَّها غيمة وستمر.