''عايز تتعالج، احنا هنساعدك".. كلمات اتخذها فريق شبابي كشعاراً لهم لتحفيز الراغبين في العلاج من المرض الذي لحق بهم والذي لا يسهل علاجه بحال، بل ويجلب لصاحبه وأسرته أحياناً العار، حتى أن صاحب المرض إن لم يكن راغباً في تحمل طريق العلاج الشاق سيظل في مرضه الاختياري حتى الموت. "فوقني".. فريق أنشأه مجموعة من الشباب لعلاج "الإدمان" لدى الراغبين في العلاج؛ حيث تقوم فكرة الفريق على كونه الوسيط بين المدمنين وأماكن العلاج.
"فكرة فوقني إننا بنشتغل كفريق هدفه الأساسي توعية الناس، اشتغلنا الأول في حملة أخرى هدفها كان التوعية بمخاطر الإدمان وبعدين لما الحملة خلصت اشتغلنا في التوعية كل واحد لوحده، كنا بنروح لطلبة المدراس بشكل فردي ونتكلم معاهم".. قالتها "رشا رزق" مسئولة فريق "فوقني".
وأكدت "رزق" أن الفريق انتقل فيما بعد لمرحلة أعلى وهي إيصال المرضى الراغبين في العلاج للمصحات المختصة بذلك، مع الإشراف الكامل على المرضى لضمان التعامل الجيد معهم داخل تلك المصحات مدة العلاج.
"المرضى مش بيتصلوا بينا عادة، الأهل هما اللي بيتصلوا لما الولاد بيكونوا وصلوا لمرحلة صعبة جداً، بنروح نتكلم معاهم ونحاول نقنع المريض إنه يتعالج لكن لو مرضيش مبنقدرش نغصبه لأنه لازم يبقى عايز يتعالج".. هكذا أكدت "رشا"، موضحة أن "المدمن مش بيبقى شايف إنه مدمن ولا عنده مشكلة، معظم الناس اللي بنتكلم معاهم بيقولولنا إنهم لو عايزين يبطلوا هيبطلوا، وبيفضلوا فاكرين كدة لحد ما مرة بعد التانية يتفاجيء المدمن إنه مش قادر يستغنى عن المخدرات وممكن يقتل أو يسرق عشان يجيبها".
خوف الأهل من فكرة إدخال أبنائهم لمصحات علاجية هو أكثر المشاكل التي تواجه فريق "فوقني"؛ إذ أن "الأهل لازم يبقوا خايفين طبعاً لأن في مصحات مش مرخصة لكن احنا بنتحرى الدقة قبل ما نودي أي حد وبنتفق مع مصحات مرخصة ومعروفة وكويسة وبيبقى في متابعة؛ لأن اللي عايز يتعالج مش بيبقى عارف يروح فين وطول ما هو هناك في المصحة معاه مرشد بيتابع حالته".
مراحل العلاج كما تقول "رزق" لا تخرج عن المرحلة الأولى التي يتم فيها سحب المخدر من الجسد، ثم يتبعها المرحلة الثانية التي تستمر لستة أشهر؛ حيث أن " المرحلة الثانية بتقوم على تأهيل المدمن للتعامل مع عدم وجود مخدرات في حياته، وفي المرحلة دي شخصية المدمن بتتغير لشخصية مختلفة ولو المرحلة التانية متمتش صح المدمن ممكن يخرج من المصحة يرجع للمخدرات تاني".
يتعامل فريق "فوقني" مع جميع أنواع المخدرات من "البانجو" و"الهيروين" وحتى "الترامادول" والذي هو الأكثر انتشاراً بين الشباب الذين تعاملوا معهم - على حد قول - مسئولة الفريق، كما أن الفريق بدأ في استقبال الحالات بشكل رسمي منذ حوالي العام؛ حيث أنهم "دخلنا ولدين وبنتين في المصحات وخلصوا علاجهم جوه وخرجوا ولسه بنستقبل حالات".