بالرغم من أن روايته الأشهر''عزازيل'' لم يزل أثرها مستمرا حتى هذه اللحظة، وكل يوم نسمع عن لغة جديدة ترجمت إليها، إلا أنها ليست القضية الوحيدة التي يطرح بها اسم يوسف زيدان على الساحة. فقد تسبب كتابه ''اللاهوت العربي'' الذي لم يلق نفس الشهرة ولا الجدل اللذان لقيتهما ''عزازيل''، إلا أنه كان وراء مثوله أمام نيابة أمن الدولة العليا أمس الثلاثاء، على خلفية بلاغ من مجمع البحوث الإسلامية يتهمه بازدراء الأديان. ولم يمر وقت كاف لينسي جمهوره المشكلة التي أثيرت بينه وبين الفرقة المسرحية القادمة من المنصورة، المسماه، ميلوفرينيا، والتي قدمت رواية عزازيل برؤيتها التي لا تتفق ورؤيته، مما جعله يطالبهم بعدم تقديمها مرة أخرى، رغم أنها حققت نجاحا لم يحدث من سنوات طويلة على خشبة أي مسرح مصري. إلا أنه فاجأنا مرة أخرى بدعوة أعضاء الفريق لبيته بعد تقديمهم للعرض للمرة الأخيرة، في ظل ''تغاضيه''، كما سمح لهم أيضا أن يقدموه فقط داخل مدينتهم، المنصورة. وقد روى بطل المسرحية، أحمد صبري غباشي، تفاصيل هذا اللقاء، قائلا:''إنه استغرق خمس ساعات كاملة، في بيت الأديب الكبير، تناقشوا فيه حول كل نقاط الخلاف والاتفاق، كما حاول زيدان الاستعانة برأي صديقه الفنان، محمود حميدة، لكي ينصف وجهة نظره، إلا أن حميدة كان مؤيدا لأن يقوم الممثلون بفعل ما يشاؤون في النص، وقال له، بحسب رواية غباشي ''يا يوسف انت مهمتك ناتهت بنشر الكتاب هما ليهم رؤيتهم وشغلهم سيبهم يعملوا زي ما هما عايزين''، إلا أن هذا الرأي أيضا لم يغير شيئا'' وأضاف غباشي قائلا: '' أن الأديب المثير للجدل تحدث عن تعامل النيابة معه بقلة احترام وعدم حرفية، موضحا أنهم استجابوا لطلبه بأن يمهلوه شهرا لإعداد التقرير الذي سيرد به محاموه، ضد طلب مجمع البحوث بأن يطبق عليه قانون العقوبات مادة 161، 171، 98''. ويترك زيدان كل هذه المشكلات ويعود لمن يدعوهم، بأحبائه، على صفحته يتحاور معهم في الفن والفلسفة، ويطرح عليهم أسئلته التي يطرحها كل ليلة ويعدهم كالعادة بالجائزة لمن يجيب عن السؤال، وكأن شيئا لم يكن. كما يعدهم قائلا،أشهدكم علىّ، أيها الأحبة ، بأننى لن أكُفّ عن الكتابة و بثّ الاستنارة، بل و سأحرصُ على أن تكون كتاباتى الآتية أجمل، و أوقع، و أعمق، و أكثر حرية.