احتفى مجمع الفنون ضمن فعالياته بمعرض القاهرة الدولي للكتاب فى دورته ال44 بالفنان الكبير الراحل حمدى غيث، تحت عنوان السينما التسجيلية '' المبدعون''، حيث بدأ مخيم الفنون بعرض فيلم ''غيث'' بالتعاون مع المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية. واستعرض الفيلم مشوار حمدي غيث الذى بدأ حياته الفنية عام 1954مع فيلم صراع فى الوادي بعد أن حصل على دبلوم المعهد العالى للفنون المسرحية وسافر حينها إلى باريس لاستكمال دراسة المسرح. وعمل غيث، أستاذا فى أكاديمية الفنون، وتولي منصب نقيب الممثلين لعدة مرات، كما قام بإخراج الكثير من الأعمال المسرحية الهامة. وتحت عنوان سينما الشباب '' الموجة الجديدة''، تم عرض فيلم ''سيما على بابا'' بطولة أحمد مكي, وماجد الكدواني, ولطفى لبيب, وإيمى سمير غانم, ومحمد شاهين, وبدرية طلبة, وتأليف شريف نجيب, وأحمد الجندى,والفيلم من إخراج أحمد الجندي.
وتدور أحداث الفيلم في جزئين: الأول يتعرض لشخصية ''حزلئوم'' فى كوكب ''ريفو الفضائي'' حيث يتم خطف ''حزلئوم'' وإجراء تجارب عليه، أما الجزء الثاني ''الديك فى العشة'' فتدور أحداثه فى مزرعة، ويجسد مكي شخصية ديك يعيش وسط حيوانات المزرعة ويحاول بدورة حمايتها من الذئاب والضباع، والفيلم يمثل تجربة مختلفة عن السينما المصرية. كما قدمت فرقة فرفشة عرضا مسرحيا بعنوان تنويعات مصرية إعداد وإخراج ناصر عبد التواب واختتم ''مخيم الفنون'' فعالياته بفقرة فنية قدمتها فرقة شبرا الخيمة للآلات الشعبية بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة، التي قدمت مجموعة من الأغنيات التراثية والشعبية، وتفاعل معها الجمهور.
كما قدم ''مخيم الفنون'' فيلما تسجيليا عن ''أمينة رزق'' وذلك فى إطار التعاون مع المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية. ويستعرض الفيلم المسيرة الفنية للفنانة الكبيرة، التي قدمت أعمالا خالدة فى تاريخ السينما المصرية والمسرح، من بينها: دعاء الكروان, ومصطفى كامل, ومسرحية إنها حقا عائلة محترمة, إلى جانب مشاركتها فى الكثير من الأعمال الخالدة مع أستاذها يوسف وهبي. وتحت عنوان السينما الشبابية '' الموجة الجديدة'' تم عرض فيلم (678) بطولة نيلى كريم, وبشرى, وباسم سمرة, وماجد الكدواني, وأحمد الفيشاوي، الفيلم من تأليف وإخراج محمد دياب. كما قد قدمت فرقة ألترا ضمن أنشطة المخيم عرضها ''ثورة الماريونت'' للمرة الثانية لما حققه من تفاعل مع الجمهور، من بطولة كريم صلاح الدين وإخراج سامح سعيد. ونظم ''مخيم الفنون''، ندوة تحت عنوان ''الدراما والثورة'' شارك فيها الكاتب أسامة أبو طالب وأدارها محيى عبد الحي، المشرف العام على النشاط الفني،والذي أعلن اعتذار الفنان حسن يوسف عن الحضور نظرا لتعرضه لوعكة صحية. وأشارالدكتور أسامة أبو طالب، في بداية حديثه إلى أن لفنان حسن يوسف هو أحد أهم أبناء السينما المصرية، وينتمي إلى الجيل الذى صنع وجدان الشعب المصري، ولقب بالولد الشقي لما كان يتمتع به من خفة ظل وقبول كبير على الشاشة، وقد حدث بحياته منحى حاد بتحوله من شاب عادى إلى شاب ملتزم دينيا، فقرر البعد عن التمثيل والكاميرات، وبعد ذلك بدأ فى الرجوع إلى التمثيل من خلال أعمال هادفة.
وتطرق خلال حديثه إلى فترة عهد الرئيس جمال عبد الناصر، مؤكدا أنه رغم بعض المآخذ على موقف الدولة من الحريات، كان يمثل هذا العصر حلم الدولة الكبيرة التى تلعب دورها الذى يليق بها، وهو ما انعكس على الدراما وكافة مناحي الحياة. وبرغم مرور مصر بظروف عصيبة لم يمس ذلك استقرارها فكانت دولة عفية، تحميها ثقافتها وفنها، فتجاوزت النكسة عام 1967 مرورًا بحرب الاستنزاف إلى نصر أكتوبر المجيد 1973 حتى نجحت مصر بقوتها أن تحقق نصرا ما زال حديث العالم إلى الآن.
وحول الثورة أكد أن لها تأثير كبير على الفن خصوصا جانب الغناء، فاستطاعنا من داخل ميدان التحرير أن نطرد كل الأغنيات الخليعة وننبذ أنصاف الفنانين، وعادت من جديد أغنيات عبد الحليم وأم كلثوم وسيد درويش. و أكد أبو طالب ما تمر به مصر بعد الثورة وخلال العامين الماضيين يعنى أننا أمام حقيقة مهمة هى ضرورة أن نغير مفاهيم الحكم القديمة مشيرا إلى حادثة سحل المتظاهر وتجريده من ملابسه. واستطرد د. أسامة حديثه عن الدراما قائلا: الفراعنة هم أول من اخترع الدراما والإغريق هم من أكملوا المسيرة، وجاء تعريفهم للدراما بأنها محاكاة لأفعال البشر. وحول سؤال عن دور الدراما فى تجسيد الواقع المعاش خصوصا وأن بعض الأعمال تقدم صورة مخالفة للحقيقة رد أبو طالب: في بعض الأحيان تجمل الدراما حدث بعينة أو شخصية ففى مسلسل أم كلثوم لمحفوظ عبد الرحمن مثلا: ظهر ت أم كلثوم فى صورة ملائكية ليس لديها أى أخطاء وهذا أمر يخالف الواقع، إلا أن محفوظ حرص على ألقاء الضوء على الإيجابيات بشخصيتها، ولم يقتصر دورها على الغناء فقط بل لا يمكن أن ينسي لها دورها مع نكسة 67 عندما أقامت مشروع الوفاء والأمل وجابت به مصر كلها لجمع التبرعات للجيش المصري. وحول سؤال عن السينما وما وصلت إليه من ضعف: أشار أبو طالب إلى أن السينما لعبت دورا مهما فى الستينات في إيقاظ الوعي وتنميته، ليس هذا فقط ولكن كانت أيضا مصدر هام للدخل القومي، وفي أيام السادات ظهر ما يسمى بسينما المقاولات التى ساعدت على إفساد الذوق العام وما تبعة من إهمال للدراما إلى ما وصلنا إليه فى الوقت الحالي، الذى يقدم فيه الأتراك دراما تحظى بقبول كبير فى الشارع المصري. وعن سؤال أحد الحضور من أفسد من؟ وهل أسهمت الدراما فى إفساد المجتمع المصري؟ أجاب أبو طالب بكل تأكيد ساهمت الدراما فى إفساد المجتمع المصري من خلال تقديم الأعمال الرديئة التي تحتوي على ألفاظ ومشاهد لا تتناسب مع طبيعة هذا الشعب، ولكن هناك ثقة أن الأوضاع ستتغير للأفضل، وستكون لدى مصر دراما قوية معبرة عن الواقع . وأنهى أبوطالب كلماته بتأكيده على وجود مشروع غربي حقيقى يهدف إلى تخريب العقل المصري، يأتي في إطار الاستعمار الثقافي. وأعقب الندوة تقديم فقرة فنية مع الموسيقى الشرقية والنوبية من جانب الفنان أحمد صالح الذى قدم مجموعة من الأغنيات التي تفاعل معها الحضور.