وكيل تعليم مطروح: حصول 9 مدارس على شهادة اعتماد الجودة    تعليم شمال سيناء يحصل على المركز الأول جمهوري في مسابقة العروض الرياضية    رئيس مدينة سفاجا يناقش مشكلة نقص المياه    أشرف أبوالنصر: نشكر حكومة مدبولى لما قدمته فى ظل أزمات كبيرة    عضو مجلس الحرب الإسرائيلي يعلق على مقتل 4 أسرى لدى حماس    عاجل.. الأهلي يفرض أول عقوبة ضد أفشة بعد تصريحاته الجدلية    «بنشوة التأهل لدور ال16».. سموحة يستعد لبيراميدز في الدوري بوديتين (صور)    "العطلة 10 أيام".. متى إجازة عيد الاضحى 2024 للبنوك والقطاعين العام والخاص بالسعودية؟    أفلام عيد الأضحى 2024.. نوران ماجد نصابة في «ولاد رزق 3- القاضية»    على غرار أزياء هند صبري في «مفترق طرق».. إليكي أبرز تنسيقات «البليزر» لصيف 2024    بايدن: نعمل مع مصر وقطر لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة بالكامل    جميل عفيفي يقدم أهم الملفات المطروحة على طاولة الحكومة الجديدة    خالد النبوي محارب وريم مصطفى فقيرة.. طرح بوسترات «أهل الكهف» قبل عرضه بالسينمات    وزارة الصحة توضح الفئات المستهدفة من مبادرة إنهاء قوائم انتظار الجراحات    في انتظار إجازة عيد الأضحى: اللحظة المنتظرة للراحة والاستمتاع    وزارة التضامن سنوات من الإنجازات وبرامج لحماية الأسر الأولى بالرعاية.. صرف دعم تكافل وكرامة ل22 مليون مواطن وزيادة الحد الأدنى للمعاش.. وعلاج مرضى الإدمان مجانا وفقا للمعايير الدولية    القومي للمرأة بدمياط ينظم دورة مجانية لتعليم التطريز بغرزة النفاش    موراتا يلمح لمغادرة أتلتيكو مدريد    مصر تتقدم بملف استضافة السوبر الأفريقي بين الأهلي والزمالك    "كاف" يستعرض تفاصيل بطولتى دورى الأبطال والكونفدرالية بالنظام الجديد    أحمد دياب يكشف موقفه من رئاسة رابطة الأندية في الموسم الجديد    نانسى عجرم تحيي حفلا غنائيا في تركيا    متى تبدأ تكبيرات عيد الأضحى وصيغتها    ما هي الأضحية في اللغة والشرع.. «الإفتاء» توضح    رئيس مياه القناة يتفقد محطات محافظة السويس    مليار و713 مليون جنيه، تكلفة علاج 290 ألف مواطن على نفقة الدولة    5.150 مليار جنيه أرباحًا تقديرية للنقل البحري والبري    حقيقة زيادة المصروفات الدراسية 100%.. رئيس جمعية أصحاب المدارس الخاصة يرد (فيديو)    عقد النسخة الرابعة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين يومي 2 و3 يوليو المقبل    تعديلات مواعيد القطارات الجديدة بدءا من السبت المقبل    أربعة وفيات على الأقل جراء الفيضانات في جنوب ألمانيا    الإمارات: دعم الشركات الصناعية الصغيرة والمتوسطة وتقديم مزايا تنافسية لتشجيع التصنيع المحلي    رودري: علينا الاقتداء بكروس.. وريال مدريد الأفضل في العالم    تقديم الخدمة الطبية ل 652 مواطنا خلال قوافل جامعة قناة السويس بقرية "جلبانة"    وزير الصناعة: 16.9% زيادة في حجم التبادل التجاري بين مصر والمجر العام الماضي    رئيس الوزراء يتابع عدداً من ملفات عمل صندوق مصر السيادي    مصدر ليلا كورة: إقالة ريمون هاك رئيس لجنة الانضباط في كاف.. وتعيين سنغالي بدلاً منه    قبل عقد قرانه على جميلة عوض.. 9 معلومات عن المونتير أحمد حافظ    عضو "الفتوى الإلكترونية" ل قناة الناس: هذا وقت استجابة الدعاء يوم عرفة    البابا تواضروس يستقبل السفير التركي    قائد القوات الجوية يلتقى قائد القوات الجوية والدفاع الجوى لوزارة دفاع صربيا    وظائف متاحة للمعلمين في المدارس المصرية اليابانية.. رابط التقديم    وزير الأوقاف يوصي حجاج بيت الله بكثرة الدعاء لمصر    جولة لرئيس جامعة القاهرة للاطمئنان على سير الامتحانات وأعمال الكنترولات    رئيس جامعة العريش يناقش الخطط التنفيذية والإجرائية لتطوير تصنيف الجامعة    آخرهن جميلة عوض.. جميلات الفن في قفص الزوجية والخطوبة - صور    8 وجبات تساعد الطلاب علي التركيز في امتحانات الثانوية العامة    الرئاسة الأوكرانية: 107 دول ومنظمات دولية تشارك في قمة السلام المرتقبة بسويسرا    موسكو تهدد واشنطن بعواقب الأضرار التي لحقت بنظام الإنذار المبكر    التحفظ على مدير حملة أحمد طنطاوي لتنفيذ حكم حبسه في تزوير توكيلات انتخابات الرئاسة    الحكومة تتقدم باستقالتها.. والرئيس السيسي يكلف مدبولي بتشكيل جديد    تحرير 94 محضر إنتاج خبز غير مطابق للمواصفات بالمنوفية    رئيس بعثة الحج الرسمية: الحالة الصحية العامة للحجاج المصريين جيدة.. ولا أمراض وبائية    دعاء لأمي المتوفية في عيد الأضحى.. «اللهم انزلها منزلا مباركا»    الكشف وتوفير العلاج ل 1600 حالة في قافلة للصحة بقرية النويرة ببني سويف    وزير الخارجية: الحرب في غزة لها تداعيات على حرية الملاحة بالبحر الأحمر وأضرار على الوضع الاقتصادي    الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أرض-أرض تم إطلاقه من منطقة البحر الأحمر    35 جنيها للمادة.. ما رسوم التظلم على نتيجة الشهادة الإعدادية بالجيزة؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



''هدير مكاوي''.. رحلة فتاة من ''الاستجواب'' ل''الاتهام''
نشر في مصراوي يوم 25 - 12 - 2012

قد تكون حياتها كلها مرت أمامها في تلك اللحظة وكأنها شريط سينمائي، أمها وهي ترجوها أن تأخذ حذرها، والدها وهو يثني عليها ويدعو لها أن تصحبها السلامة، وصوت شقيقتها الصغيرة مازال في أذنها وهي تقول لها "مش هتغدى غير لما ترجعي"، قد تكون تذكرت وعودها لهم بالعودة سالمة في نهاية اليوم، قد تكون هذه الوعود هي التي جعلتها تتشبث بالحياة وقد كان.

عاماً كاملاً مر ومازالت الأحداث في ذاكراتها بكل التفاصيل، تحكي عنها بإحساس يملأه الفخر الممزوج بالحزن، لم تكن أول مرة تشارك فيها؛ فأحداث مجلس الوزراء حلقة في سلسلة المظاهرات والاحتجاجات التي شاركت بها؛ فمنذ الثورة وحتى التحاقها بحركة 6 أبريل وهي لا تفوت أي مظاهرة المهم أن تكون مقتنعة قناعة تامة بالهدف من المظاهرة .

تبدأ "هدير مكاوي" في سرد تفاصيل الأحداث فتقول" الاعتصام كان سلمي، مقدرتش أفهم سبب فضه من قوات الجيش، استخدموا معانا العنف فكانوا بيرموا من فوق مبنى مجلس الوزراء طوب رخامي، وأطباق وأبواب، وعلى الرغم من دا مرفعتش الطوب ورميتهم به غير لما استفزني منظر عسكري الجيش وهو بيضرب ماما خديجة وهي رايحة تقدم لهم سندويتشات وبترجوهم أنهم يوقفوا الضرب، وقتها نزلتلي صورة في جريدة الوفد وأنا ماسكة طوبة وبرميها ناحية الجيش على أننا اللي بدأنا الضرب يعني، أتقال عليا بلطجية بس لو أنا بلطجية عشان بنزل أطالب بحقي يبقى أنا فخورة بأني بلطجية".

تسكت برهة، وتكمل سردها قائلة : "اليوم عدى، صحيح كان صعب، بس اللي حصل تاني يوم كان أصعب بكتير بالنسبة لي، تاني يوم وصلت شارع القصر العيني، وقتها أصدقائي بلغوني أن شاب زميلنا اتصاب برصاص، فجريت عشان أركب المترو، وفي طريقي لمحطة سعد زغلول لقيت عساكر جيش وظباط واتقبض عليا على الرغم من أن المكان كان بعيد عن الأحداث، وأخدوني لمبنى مركز المعلومات".

كان عقارب الساعة تشير لوقت الظهيرة، خوفاً ممزوج بتحفز مما سيكون سيناريوهات عدة؛ قد تكون دارات في مخيلتها، لكن كلها بنهايات مفتوحة وغامضة "في ايه! في ايه!".. كلمات ظلت ترددها "هدير" حتى طلب منها الضابط بطاقتها، وقتها علم أنها من المنصورة، وسأل السؤال التقليدي "إيه اللي جابك هنا؟"، هنا فقط بدأت تستجمع شجاعتها وحسها الثوري وردت قائلة: " جاية عشان شغلي، وعشان ليا مطالب" .

"أنتو مين أنتوا عشان تطلبوا ولا تتكلموا، عاجبك اللي بيحصل ده أنتوا عايزين تولعوا البلد؟".. كان رد الضابط عليها محفز لتكمل حديثها عن ما تؤمن به من حقوق ومطالب، لينظر الضابط لها ويقول" دا أنتي موالك طويل".

مرت دقائق أو ساعات فهي لا تعلم على وجه التحديد، حتى جاء أشخاص "زي اللي بنشوفهم في الأفلام" على حد تعبيرها، رجلين ضخمين بملابس مدنية ماسكين بيديهم صواعق كهربية، و3 عساكر بعصي، هنا تملك هدير الخوف، لتحكي عن هذه اللحظة قائلة: " كنت لوحدي وكنت خايفة جدا وخصوصاً أن الظابط كلامه معايا كان فيه تهديدات رعبتني، عشان كدا وافقت أو اضطريت أني أوافق على أنهم يسجلولي فيديو، وفعلا سجلوا معايا، وكان المقصود منه أنهم يظهروا المتظاهرين على أنهم مُسيرين، وفوضوين وأنهم اللي اعتدوا على قوات الجيش" .

"بعد ذلك كنت على موعد مع تصوير فيديو جديد، ولكن هذه المرة بعدما أحضر الظابط لي رز بلبن، وسندويتشات، ونسكافيه، وأجلسني على المكتب بعدما كنت أجلس على الأرض، ليصور حسن معاملة الظباط مع المعتقلين".. قالتها "هدير"، مشيرة إلى أنه على الرغم من المعاملة السيئة وأسلوب الكلام المليء بالتهديد وإجبارها على تسجيل فيديو تحت التهديد - على حد زعمها - إلا أنها أكدت عدم تعرضها لأي إهانة جسدية، أو عنف جسدي وضرب، ومع حلول الساعة العاشرة مساءاً، كان والدها قد وصل من المنصورة بعدما هاتفه الضابط لكي يحضر ويتسلم ابنته.

"خرجت من هناك، وذهبت إلى منزلي، صحيح كانت أعصابي تعبانة، بس قررت أني هنزل تاني يوم عادي، وفعلاً نزلت وطلعت كمان في برنامج الإعلامي وائل الإبراشي، وحكيت اللي حصل معايا".. هكذا روت "هدير" حكايتها التي عاصرتها في أحداث مجلس الوزراء .
"يمكن يكون هزني اللي حصلي بس أنا قررت أني أكمل بعدها، مش أنا بس ف"فتاة التحرير" كما عرفت إعلامياً والتي أعرفها شخصياً، على الرغم مما تعرضت له، إلا أنها نزلت معانا بعد ذلك أكثر من مرة، فهذه الفتاة لديها إصرار وجرأة غير عاديين، فيكفي أنها وقفت يوم الاعتصام صارخة في وجه اللواء حمدي بدين قائلة: "أنتوا بتعملوا فينا كدا ليه؟" .

وتنهي "هدير" حديثها لتجد أن الإصرار والحماسة ليست حكراً على الرجال فقط ففي مصر تجد أن الفتيات لهم تركيبتهم المختلفة، وهو ما جعل والديها فخوران بما تصنعه ابنتهما، ويقررا مشاركتها في النزول في المسيرات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.