اختتمت الدورة التاسعة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي التي استضافتها جيبوتي، بتوصية بتشكيل لجنة من الشخصيات الرفيعة تشمل خبراء قانونيين، ومختصين بمجال حقوق الإنسان لتضع مجموعة من الخيارات بشأن اتخاذ موقف فعال ومستدام لمكافحة التمييز والتعصب ضد المسلمين. وقال السفير عمرو رمضان، نائب مساعد وزير الخارجية لشئون عدم الانحياز والتعاون الإسلامي والوكالات الدولية المتخصصة، الذي تولى رئاسة الوفد عقب اضطرار وزير الخارجية محمد كامل عمرو، للعودة إلى مصر بسبب تطور الأحداث في غزة، إن المجلس انعقد تحت شعار "التضامن من أجل تنمية مستدامة".
وشهدت مداولات المشاركين العديد من الموضوعات التي تهم العالم الإسلامي على رأسها العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث أصدر وزراء خارجية المنظمة بياناً مشتركاً أدانوا فيه العدوان مطالبين مجلس الأمن بتحمل مسئولياته في وقف العدوان وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
كما بحث المؤتمر نهج منظمة التعاون الإسلامي في مناهضة التمييز والتعصب ضد المسلمين في ضوء واقعة الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام "براءة المسلمين" وتداعياتها. واتفق المشاركون على تشكيل لجنة من الشخصيات الرفيعة تشمل خبراء قانونيين ومختصين بمجال حقوق الإنسان لتضع مجموعة من الخيارات بشأن اتخاذ موقف فعال ومستدام لمكافحة التمييز والتعصب ضد المسلمين، وكيفية تعامل المجموعة الإسلامية بجنيف إزاء قرار مجلس حقوق الإنسان رقم 16/18 حول مكافحة التعصب والقولبة النمطية السلبية والوصم والتمييز والتحريض على العنف وممارسته ضد الناس بسبب دينهم أو معتقدهم، وهو القرار الذى مثل توافقاً مع الدول الغربية كقاسم مشترك للتحرك إزاء ازدراء الأديان حتى الآن.
وأضاف السفير عمرو رمضان بأنه التقى برشاد حسين، المبعوث الخاص للرئيس أوباما لمنظمة التعاون الإسلامي حيث تم استعراض الوضع الحالي وتأثيره على الاستقرار العالمي مما يحتم التعامل المشترك ضد هذه الإساءات التي باتت ظاهرة متكررة، خاصة مع عدم فاعلية رد فعل الحكومات الغربية إزائها حيث تدفع بذريعة وقوعها في إطار من حرية التعبير بالعالم الغربي وتتردد كثيراً ثم يأتي رد فعلها متأخراً وقليلاً بعدما تكون تداعيات الأحداث قد تفاقمت وأضحى هناك تهديد أمنى أو اقتصادي لمصالحها بالعالم الإسلامي.
وناقش المؤتمر كذلك وضع مسلمي الروهينجا في ميانمار، حيث اتفق - بناء على مبادرة من وزير خارجية مصر- على قيام وزراء خارجية مجموعة اتصال المنظمة المعنية بمسلمي الروهينجا بزيارة ميانمار للوقوف على احتياجات المساعدات الإنسانية للمتضررين، والتنسيق مع سلطات ميانمار لوضع خطة لتقديم هذه المساعدات بشكل عاجل. وكان وزير الخارجية قد أشار في كلمته أمام المؤتمر إلى تفاعل مصر مع معاناة الشعب السوري وتأييدها لكافة المبادرات الرامية لوقف أعمال العنف والاستجابة لتطلعات السوريين بما فيها تحقيق انتقال سلمى محكوم للسلطة في إطار عربي وإقليمي يحافظ على وحدة التراب السوري دون تفرقة عرقية أو مذهبية.