احتشد آلاف الأشخاص في أنحاء الأردن مساء اليوم الأحد، في مظاهرات لليوم الخامس على التوالي بمناطق عدة في المملكة احتجاجا على رفع أسعار المحروقات. وفي سلسلة من المظاهرات امتدت من مدينة إربد شمالي الأردن، إلى مدينة الطفيلة على مسافة نحو 179 كيلومترا جنوب عمان، تظاهر آلاف من اليساريين والإسلاميين والمواطنين العاديين، للاحتجاج على قرار الحكومة في الأسبوع الماضي بإنهاد الدعم المقدم للوقود. وتأتي الاحتجاجات في اليوم الخامس على التوالي، من المظاهرات التي شهدت في بعض الأحيان أعمال عنف، وتسببت في غضون 72 ساعة في ما يربو على مئة حادث عنف واعتقال أكثر من مئتين وإصابة نحو سبعين آخرين ووفاة مواطن واحد.
وكانت العاصمة عمان محوراً رئيسيا لمظاهرات اليوم الأحد، والتي تميزت بتنظيم ثلاث مظاهرات منفصلة مساء اليوم للمطالبة بإقالة الحكومة بسبب قرار إلغاء الدعم. وردد نحو 300 مشارك في مسيرة بحي الطفيلة شرقي عمان هتافات طالبت بتخلي الملك عبد الله عن الحكم. ومثلت الدعوات بتغيير النظام تصاعدا في حركة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ 22 شهرا، والتي كانت مقصورة على دعوات "بإصلاح النظام" قبل صدور قرار إلغاء الدعم عن المحروقات. يذكر أن إهانة الملك أو تهديد الحكم هي جرائم يعاقب عليها قانون العقوبات الأردني، وتعتبر جرائم تصل عقوبتها للسجن لعشر سنوات. من ناحية أخرى، خرج مئات النشطاء إلى شوارع مدن الطفيلة والكرك وإربد، مطالبين باستقالة رئيس الوزراء عبدالله النسور وتشكيل حكومة "إنقاذ وطني". وذكرت مديرية الأمن العام الأردنية أن المسيرات التي نظمت مساء اليوم انتهت دون حوادث أو عمليات اعتقال.