''على أرض الرسالات السماوية إلى البشر، على أرض فلسطين ولد الشعب العربي الفلسطيني، نما و تطور وأبدع وجوده الإنساني عبر علاقة عضوية، لا انفصام فيه ولا انقطاع، بين الشعب والأرض والتاريخ''. هذه الكلمات ارتفعت في قاعة ''قصر الصنوبر'' بالعاصمة الجزائرية، ألقاها الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في 15 نوفمبر 1988 معلنا ''استقلال دولة فلسطين'' على أرض فلسطين، وتكون ''القدس'' عاصمة أبدية لهذه الدولة. كتب الشاعر الفلسطيني هذه الوثيقة ليخلدها تاريخ النضال الفلسطيني، كتب فيها '' استنادا إلى الحق الطبيعي و التاريخي والقانوني للشعب العربي الفلسطيني في وطنه فلسطين وتضحيات أجياله المتعاقبة دفاعا عن حرية وطنهم و استقلاله، فإن المجلس الوطني يعلن، باسم الله و باسم الشعب الفلسطيني قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية و عاصمتها القدس الشريف''. إعلان الاستقلال جاء خلال انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر بدعوة من الرئيس السابق ''الشاذلي بن جديد''، والذي سجل تاريخه مناصرته للقضية العربية و الفلسطينية على خطى سابقه الرئيس ''هواري بو مدين''، وحضر انعقاد المجلس أغلب الفصائل الفلسطينية و ممثلين عن جبهات التحرير الوطني الجزائري و التونسي. مع نهاية الإعلان، عزف السلام الوطني الفلسطيني، وقامت 105 دولة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، ونشرت السلطة الفلسطينية 70 سفيرا في عدد من الدول المعترفة بالاستقلال، ونتج عن هذا الإعلان قيام سلطة وطنية فلسطينية في غزة والضفة الغربية. والآن يبلغ عدد الدول المعترفة بفلسطين 132 دولة، ورغم ذلك فإن ''فلسطين'' لا تحظى بعضوية كاملة في الأممالمتحدة، إنما هي ''عضو مراقب'' حتى الآن، و هو ما دفع رئيس السلطة الفلسطينية ''محمود عباس - أبو مازن'' للدفع ب''استحقاق أيلول 2011'' للمطالبة بدولة فلسطينية على حدود يونيو 1967. إعلان الدولة لم يكن لأول مرة، فقط تم أعلنت ''حكومة عموم فلسطين'' المشكّلة في ''غزة'' في 23 سبتمبر 1948 برئاسة ''أحمد حلمي عبد الباقي''، أعلنت استقلال الدولة عام 1948 خلال انعقاد ''مؤتمر المجلس الوطني''، و قامت تلك الحكومة بدعوة الدول العربية لتقديم الدولة للدول العربية و الإسلامية و جامعة الدول العربية. مع حلول الذكرى 24 لاستقلال فلسطين، يعاني سكان قطاع غزة من عملية عسكرية إسرائيلية اسمتها ''عمود السحاب''، شنت خلالها غارات جوية عنيفة اسفرت عن مقتل ''أحمد الجعبري'' قائد القسّام بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بعد استهداف سيارته بصاروخ جوي، و استشهاد سبعة آخرين. وأعلنت ''حماس'' أنها ''ستفتح باب جهنم'' على إسرائيل، و جاء الرد فوري بإطلاق صواريخ القسام من القطاع باتجاه المدن الإسرائيلية و تل أبيب، و تمكن نظام ''القبة الحديدية'' الدفاعي المضاد للصواريخ من اعتراض طريق 13 صاروخا حتى الآن، ليكون الاحتفال ''بيوم الاستقلال'' مواكبا لاستمرار مسلسل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.