إذا كان التاريخ أسقط ''اللواء محمد نجيب'' من أحداث ثورة يوليو 1952، وجاءت أجيال لا تعرف أنه ''أول رئيس لمصر'' بعد ''تنازل الملك فاروق'' عن العرش، فإن أجيالا كثيرة لا تعرف أن ''صوفي أبو طالب'' السياسي والبرلماني هو ''رئيس مصر'' بعد اغتيال السادات ''لمدة ثمانية أيام'' فقط. فعقب اغتيال السادات أثناء العرض العسكري لاحتفالات السادس من أكتوبر، تولى رئيس مجلس الشعب آنذاك ''صوفي أبو طالب'' مهام رئاسة الجمهورية، و في اليوم التالي ''السابع من أكتوبر''، وافق مجلس الشعب على ترشح نائب رئيس الجمهورية وقتها ''محمد حسني مبارك''. ''صوفي أبو طالب'' المولود في يناير 1927، شغل منصب ''رئيس مجلس الشعب المصري'' في الفترة من 1978 وحتى 1983، وبنص دستور مصر الدائم 1971(مادة 84): ''في حالة خلو منصب رئيس الجمهورية أو عجزه الدائم عن العمل يتولى الرئاسة مؤقتا رئيس مجلس الشعب، وإذا كان المجلس منحلا حل محله رئيس المحكمة الدستورية العليا، وذلك بشرط ألا يرشح أيهما للرئاسة، ويعلن مجلس الشعب خلو منصب رئيس الجمهورية، ويتم اختيار رئيس الجمهورية خلال مدة لا تجاوز ستين يوما من تاريخ خلو منصب الرئاسة''، وبهذا؛ شغل ''صوفي'' المنصب في الفترة من السادس إلى 14 أكتوبر 1981 . ينتمي ''صوفي أبو طالب'' لعائلة من الفيوم، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1946، وحصل منها أيضا على ''دبلوم القانون العام'' في 1947، و حصل في العام التالي على ''بعثة دراسية'' لدراسة القانون في فرنسا، ليحصل على ''دبلوم تاريخ القانون والقانون الروماني'' ثم ''دبلوم القانون الخاص'' من جامعة باريس 1950. يحصل ''صوفي'' على شهادة العالمية ''الدكتوراه'' من جامعة باريس أيضا، وتختار رسالته ''كأفضل رسالة دكتوراه في الجامعة'' عام 1957.
يعود ''صوفي'' للجامعة القاهرة، ويتدرج في سلك التدريس والمناصب الأكاديمية، ويعين ''مستشارا'' لجامعات القاهرة وأسيوط، ثم ''نائبا'' لجامعة القاهرة، و يتولى ''رئاسة جامعة القاهرة'' في الفترة من 1973 ولمدة عامين، ويؤسس ''جامعة الفيوم'' ويشارك في إنشاء قسم الدراسات القانونية بكلية الشريعة في ''جامعة الأزهر''. يترشح ''كعضو برلماني'' عن دائرة ميلاده ''طامية - الفيوم'' عام 1976، ويختار ''كرئيس لجنة التعليم بالمجلس''، ويتولى ''رئاسة مجلس الشعب'' عام 1978، وبعد تركه المجلس، يستمر في العمل الأكاديمي ''أستاذا للشريعة بكلية الحقوق جامعة القاهرة''، وعضوا في ''مجمع البحوث الإسلامية''، ويخوض معارك لضمان استمرار ''الشريعة الإسلامية'' كمصدر للتشريع واستمرار ''البند الثاني الخاص بالشريعة الإسلامية'' في الدستور. يرحل ''صوفي'' فجر 20 فبراير 2008 أثناء مشاركته في ''الملتقى العالمي لرابطة خريجي الأزهر حول العالم'' بماليزيا، وينقل جثمانه إلى مصر برفقه عشرات من تلاميذه، ويدفن وتدفن معه ذكريات ''ثمانية أيام'' من حكم مصر.. ويصبح ''الرئيس المنسي''.