دعا الشاعر المصري جمال بخيت جميع القوى والأحزاب السياسية فى مصر، إلى اعتبار أن الدستور الذي يجرى إعداده الآن يجب أن يطبق بشكل مؤقت حتى تنضج جميع القوى خلال الفترة القادمة بعد أن بدأ الشعب ينتزع حقوقه عقب ثورة 25 يناير . وقال جمال بخيت في تصريحات لمراسل وكالة أبناء الشرق الأوسط بالجزائر على هامش مشاركته في فعاليات الدورة ال17 لمعرض الجزائر الدولي للكتاب - أن الدستور الذي يكتب الأن لن يعبر عن آمال الشعب المصري وطموحاته وما يجب أن تكون علية البلاد خلال السنوات القادمة، حيث أن كتابة الدستور يتطلب إنطلاق صراع المصالح داخل المجتمع ثم يتم التعبير عنه عن طريق أحزاب سياسية قوية وكبيرة لتقود الوطن إلى كتابة دستور دائم . وأضاف أن هناك العديد من القوى السياسية والشخصيات الوطنية من يعتقد خطأ أن أزمة كتابة الدستور والتوافق عليه تتطلب حل الجمعية التأسيسية الحالية . مشيراً إلى أن ذلك غير صحيح حيث من الممكن أن تكون الجمعية التأسيسية القادمة أسوأ من الحالية، وخاصة أن البلاد تمر بظروف عصيبة فى ظل عدم نضج العديد من القوى الأحزاب السياسية وخاصة التي تمثل الشباب . وأوضح أن هناك دوراً كبيراً أصبح ملقى على عاتق الشعب المصري بعد أن شارك بالملايين فى ثورة 25 يناير، وهو أنه يجب عليه أن يشارك باستمرار فى صناعة مستقبله ولا يعتمد على ما يصل إليه من النخب التى كانت تقوده في الماضي، مشيراً فى نفس الوقت إلى أن مطالبة الشعب بحقوقه مرتبطة بوجباته حيث لا يوجد أى مبرر لتنظيم الإضرابات فى الوقت التي تعاني فيه الدولة من مشاكل اقتصادية متفاقمة وطاحنة. ورداً على سؤال حول دوره فى الفترة القادمة بعد أن أخذ على عاتقه محاربة النظام السابق وكشف فساده عن طريق العديد من الدواوين، أكد جمال بخيت - صاحب قصيدة '' مدد '' التى كتبها فى عام 2008 وتنبأ فيها بالثورة '' - إن دوره سوف يستمر فى محاربة الفساد وتبصير المواطنين بحقوقهم، مشيراً إلى أنه ظل طوال الأربعين سنة الماضية يعمل على محاربة الديكتاتورية وتغييب إدارة الشعب بجانب قلة قليلة من المثقفين تحملوا الكثير من النظام السابق. وأضاف أنه كان من أوائل من رفض اتفاقية كامب ديفيد وظل طوال العقود الأربعة الماضية يعرف بأخطارها على سيناء حتى جاءت ثورة 25 يناير وأكدت صحة أرائه. وحول العلاقات الجزائرية المصرية فى ضوء موقفه والذي رفض ما حدث من مهاترات عقب مباراة البلدين فى تصفيات كأس العالم عام 2009، قال جمال بخيت إن ما وقع من مناوشات كبيرة بين البلدين من أجل كرة القدم يعد جريمة وخاصة وأن ما يجمع شعبي مصر والجزائر ممتد عبر الماضي المشترك وخير دليل على ذلك مكافحتهما للاستعمار كما أن الدم المصرى أختلط بنظيره الجزائرى فى حرب 1967 وأكتوبر 1973 فوق سيناء . وأضاف أن جميع الشعوب العربية بينها مصالح مشتركة ويجب عليها الدفاع عنها حتى تستطيع أن تحفظ نفسها من الفناء كما حدث فى الحضارات السابقة، داعياً إلى تفعيل دور الجامعة العربية التى نشأت من منتصف الأربعينات وقبل إنشاء الاتحاد الأوروبي . وعن اصدارته الشعرية الجديدة خلال الفترة القادمة، أوضح بخيت أنه انتهى خلال الأيام القليلة الماضية من توقيع عقد مع هيئة الكتاب المصرية من أجل إعادة طبع جميع دواوينه التي صدرت خلال السنوات الماضية وتضم عشرة دواوين على أن يصاحبها ''سيديهات ''مسجلة بصوته وسوف تطرح للبيع على الجماهير فى معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير القادم . وكان جمال بخيت قد ألقى خلال أمسية شعرية أقيمت أمس على هامش معرض الجزائر للكتاب وحضرها العشرات من عشاقه من المواطنين الجزائريين والجالية المصرية. وكانت فعاليات الدورة ال17 لمعرض الجزائر الدولي للكتاب قد بدأته يوم الأربعاء الماضي بالعاصمة الجزائرية بمشاركة 600 دار نشر عربية وأجنبية من بينها 108 دار نشر مصرية .