تدرك جامعة الدول العربية ان انهاء الصراع في سوريا يأتي في صدارة اولويات مجلس الأمن ولكن امينها العام أبلغ اليوم الأربعاء المجلس بما يتعين عليه عمله ليكون أكثر فعالية في التوصل إلى حل. وأدلى الامين العام للجامعة نبيل العربي بهذه التصريحات خلال مناقشات تهدف إلى تقوية التعاون بين الجامعة والأممالمتحدة لحل الصراع في الشرق الأوسط. وأشار العربي إلى خطوات عدة سوف يتعين على الأممالمتحدة اتخاذها لخلق تعاون فعال بما في ذلك مراجعة شاملة للقرارات السابقة التي لم تطبق بعد. وقال إن النزاع في سوريا يحتاج إلى إدارة الصراع وليس إلى حله لأن إدارة الصراع سوف تتعامل مع كلا الطرفين. وأضاف العربي أن الوقت قد حان لمراجعة الحسابات الخاصة بهذه القضية (النزاع السوري) وتجنب ازدواجية المعايير. وتابع أن الصراع السوري يحتل صدارة اولويات الأممالمتحدة، مشيرا إلى فشل مجلس الأمن في التوصل إلى حل وإلى استمرار القتال. واستطرد العربي أن الأولوية الأخرى هي إقامة دولة فلسطينية وهو الأمر الذي تسانده الجامعة بشدة. ورحب العربي بالفرصة للتحدث في الاجتماع الوزاري في نيويورك، قائلا إنه سوف يكون بمثابة بداية جديدة للتعاون بين الجامعة الأممالمتحدة. وألقى المسئولية عن فشل المجلس في إنهاء الصراع السوري على عاتق الخلافات بين الدول الخمس دائمة العضوية. يشار إلى أن روسيا والصين استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة قرارات ساندتها الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا في العام الماضي لإدانة العنف ومحاولة فرض إجراءات لوقف الصراع في سوريا. وقال إذا كانت هناك رغبة لنجاح مهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الابراهيمي، فإنه يتعين أن يحظى بمساندة كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن. ودعا وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله، الذي تتولى بلاده رئاسة المجلس المكون من 15 دولة الشهر الحالي، إلى دور نشط للجامعة العربية بوصفها منظمة إقليمية للمساعدة على تعزيز السلام والأمن في الشرق الأوسط والدول الإسلامية أيضا مما يؤدي إلى اتساع رقعة نشاطها إلى شمال أفريقيا والصومال والسودان. وقال فيسترفيله ''نعرب عن تقديرنا للقيادة النشطة للجامعة العربية في وقف الصراع في سوريا.. التغيرات في العالم العربي قد جعلت السلام في الشرق الأوسط أكثر الحاحا من ذي قبل''. وحضر الاجتماع إضافة إلى العربي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزراء خارجية الولاياتالمتحدةوروسياوفرنسا وبريطانيا والصين - الدول الخمسة دائمة العضوية بالمجلس. ونظمت ألمانيا الجلسة الخاصة للمجلس والتي قالت إنها تهدف إلى ''تقوية العلاقة بين المنظمتين في جهودهما المشتركة من أجل إقرار السلام والاستقرار في الشرق الأوسط''. وقبل انطلاق الاجتماع، دعا فيسترفيله إلى مزيد من التسامح بين الدول الغربية والعالم العربي لإنهاء الاضطرابات التي اندلعت على خلفية فيلم وصور كاريكاتورية نشرت في فرنسا مسيئة للإسلام. وقال ''ليست هناك حرب بين الثقافات مثلما قال العديد من الأشخاص.. ما نراه هو صراع داخل الثقافات'' وتابع إنه يجب بناء المزيد من الجسور بين الدول والثقافات والأديان والمجتمعات. وقالت ألمانيا في ورقة أن الأممالمتحدة معنية ''بقوة'' بشؤون العالم العربي بينما تعمل الجامعة العربية بهمة لحل عدد من الصراعات في سوريا وليبيا واليمن والصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وتقول الورقة إن التعاون بين الأممالمتحدة والجامعة العربية ''يشمل القضايا الخاصة بمواجهة الصراعات والبحث في صنع السلام والحفاظ عليه وإقراره إضافة إلى نزع التسلح ومكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب وتجارة المخدرات''. وأبلغت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون المجلس إن التعاون بين الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية قد ساعد الانتفاضة الشعبية في ليبيا على إسقاط النظام السابق لمعمر القذافي. وقالت إن واشنطن تواصل دعم هذا التعاون. وقالت إن الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي يواصلان مساعدة شعوب تونس ومصر واليمن لتحقيق أهدافهم المتمثلة في إجراء إصلاحات ديمقراطية. واضافت ''للأسف في سوريا، مازال الرئيس السوري بشار الأسد متشبثا بالسلطة ''. وتابعت أن الولاياتالمتحدة قدمت أكثر من 100 مليون دولار لمساعدة الشعب السوري المحاصر في الصراع. يشار إلى ان اكثر من 27الف شخص لقوا حتفهم في الاضطرابات التي تشهدها سورية منذ مارس من العام الماضي وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان الذي مقره لندن. وأدت الاضطرابات إلى نزوح اكثر من 200 الف شخص إلى دول الجوار بحسب المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.