''ألو .. مطاعم كذا ممكن أعمل أوردر؟''.. نص ساعة وطلبك يوصلك يا فندم.. شكرا لاتصالك.. ''ألو .. ممكن أعمل بلاغ؟''.. حل المشكلة بنفسك وخليك إيجابي يا فندم... ''ألو .. ممكن أعمل شكوى؟''... الرقم الذي طلبته مرفوع مؤقتا من الخدمة. نتعرض كثيرا لمواقف طارئة في حياتنا اليومية، استعلام عن مواعيد، شكاوى تليفونات، طلب النجدة أو المطافي، الاتصال بوزارة أو جهة حكومية، و الحكومات مشكورة وفرت لنا ''خطوط ساخنة'' لتكون دائما : ''تحت أمرك يا فندم''.. و لكن كثيرا نتصل بهذه الخطوط لنجدها في حالة ''تجمد'' وربما في غيبوبة تفصلها عن الواقع المحيط. ''علياء زهني'' - طالبة جامعية - تسكن في المدينة الجامعية تقول : ''وقت الثورة أعلنوا عن أرقام للشرطة العسكرية.. وفي يوم راجعة للمدينة تعرضت لحادث بلطجة واستطعنا الإمساك بالمعتدي، حاولنا الاتصال بالأرقام ولكننا فوجئنا أنها ''أرقام لأحد الأحزاب'' . أما ''عماد فؤاد'' فيضحك ويقول أنه عندما يتصل ب''الديلفري'' فتصله الخدمة في أقل من ''نص ساعة''، أما عندما طلب سيارة الإسعاف لوالده المصاب بأزمة قلبية لم تصلهم إلا بعد ''ساعة ونص''، بعدما قاموا بنقله في سيارة الجيران للمستشفى ! . أما ''محمد رمضان وزوجته'' فيقولا أنهم لا يحفظون سوى الأرقام الساخنة للصيدليات و''كول سنتر'' شركة المحمول، وما عدى ذلك فيرون أنها ''فضفضة'' من المتصل، ولا يوجد حل أو تحرك حقيقي، وتقول الزوجة أنهم طلبوا المطافئ فقالوا لهم : ''تعاملوا مع الحريق لحين وصول فرقة إطفاء''.. و لما وصلوا ''بالسلامة'' كنا طفيناها وهدومنا ''ولعت'' ! . أرقام كثيرة تجدها في دليل التليفونات ويعلن عنها التليفزيون، منها للوزارات والهيئات، ومنها للحملات مثل ''التحرش في المترو'' و''أنفلونزا الخنازير'' و حملة ''وطن نظيف ورفع القمامة''، ومنها للطوارئ مثل ''شرطة النجدة والإسعاف والمطافئ''، وأحدثها ''ديوان المظالم'' لرفع الشكاوى لرئاسة الجمهورية . هذه الخطوط الساخنة ''الباردة'' بعضها يرد وبعضها يوهمك أنه يستمع لرسالتك أو شكواك، وأنه يتعامل معها ويوصلها لمن بيده الحل، وأقل القليل منها بالفعل يقدم لك يد العون، وطبعا كلما كانت الخدمة ''بفلوس'' جاء الرد عليها سريعا ''وأنت ورصيدك يا فندم !'' .