ياويلك.. يا سواد ليلك إذا أقدمت واستخدمت التليفون الأرضي من أجل صرخة استغاثة للاستعانة بالمطافيء أو الإسعاف أو أي جهة مسئولة لمنع كارثة أو للإبلاغ عنها.. ونفس الأمر إذا كنت تنوي التقدم بشكواك من خلال الأرقام التليفونية لأي جهة من الجهات مثل هيئة الصرف الصحي أو المياه أو هيئة الكهرباء أو البيئة أو أي وزارة من الوزارات.. والمأساة والمعاناة تبدآن معا إذا استعنت ب (الدليل) الصوتي لمعرفة الرقم الذي تريد التحدث إليه وتقديم شكواك.. والدليل التليفوني لابد وأن يقدم نفسه إليك إذا كان حظك حسنا ورد عليك.. ولابد أن يقدم مجموعة أخري من الإعلانات المفهومة وغير المفهومة عن خدماته.. وإذا كنت من أصحاب النصيب والحظوة ونيتك صافية.. وقام والداك بالدعاء لك في ليلة القدر يكون هذا الرد سريعا وصحيحا في أحيان قليلة.. وإذا حصلت علي الرقم الذي تريد الاتصال به والاستغاثة عن طريقه أو تقديم شكواك مثلما فعلت أنا شخصيا فإن عليك تحمل مشوار جديد من المعاناة والضيق لأنك لاتستطيع الوصول إلي أي نتيجة.. فقد قمت خلال الأسبوع الماضي بخوض هذه التجارب المريرة لتقديم شكوي صريحة وبلاغ رسمي إلي إدارة الكهرباء لمعرفتي بتعمد آخرين سرقة التيار الكهربائي وقمت بالحصول علي أعداد كثيرة لأرقام تليفونات لإدارات مختلفة تنقلت بينها لتقديم شكواي ولكن دون جدوي بعد أن غرقت مع الرقم المباشر 121 ولم أصل لأي نتيجة. ونفس الأمر عندما خضت ذات التجربة البائسة واليائسة مع أرقام المياه والصرف الصحي للإبلاغ عن توصيلات غير شرعية وحالات سطو للمياه التي يتم إهدارها وذلك عن طريق الخط الساخن 175 ولم أصل إلي أي نتيجة. والبيئة وما أدراك ما البيئة فقد خاب ظني في رقم 19808 والذي اتصلت به مرارا وتكرارا ولم يرد أحد حتي الأرقام المباشرة ليس لديهم أي رد سوي ضرورة الاتصال علي الخط الساخن ولم أصل أيضا لأي نتيجة. والأمر الأخطر والأغرب الآن أن هناك أرقاما معلنة بالصحف والتليفزيون ليلا ونهارا للاستعانة بها عند الحاجة وللإبلاغ عن المشاجرات والمشاحنات إلا أن هذه الأرقام أيضا أصابتها العدوي وإذا تكرم أحدهم بالرد عليك وبعد سرد شكواك يكون الرد بضرورة الصبر والانتظار أو الاتصال بشرطة النجدة والتي هي في حاجة إلي النجدة بالفعل.. لقد تحولت كل الأرقام الساخنة إلي أرقام وهمية بالفعل.