أقام مجلس الحوارات والعلاقات المسكونية، بسنودس النيل الإنجيلي، مساء اليوم، إفطارا حضره لفيف من المفكرين والسياسيين، و احتفل الحضور بعيد ميلاد الفقيه الدستوري يحيي الجمل، قبل أن تبدأ ندوة أدراها القس إكرام لمعي، تحدث فيها كلا من القانوني نور فرحات، السياسي عمرو حمزاوي، الدكتورة آمنة نصير، الفنان جلال الشرقاوي و الدكتور محمود عزب ممثل الأزهر. واستهل نور فرحات حديثه في الندوة التي حملت اسم ''التيار الديني والدولة المدنية''، قائلا:'' قرارات الرئيس مرسي الأخيرة بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل وإحالة المشير طنطاوي والفريق عنان للتعاقد هو أمر مرحب به، مشددا على أن قواعد الدستور هي أعلى من كافة مؤسسات الدولة، لذا لابد ألا تسير الجمعية التأسيسية للدستور في طريق المساس بالحقوق ومبدأ المواطنة. من جانبه قال السياسي والأكاديمي عمرو حمزاوي أنه على التيارات الليبرالية التي تريد المنافسة على السلطة ألا تساوم على قيم الديمقراطية، وقرارات مرسي الأخيرة تصب في مصلحة الدولة المدنية وعلينا الاعتراف بذلك. ولفت حمزاوي إلى أن عدم وجود التيارات الليبرالية في مراكز صنع القرار ليس بالشيئ الجيد، مضيفا :'' نحن نتحمل نتيجة إخفاقنا عن المنافسة، وعلينا أن نكون حاضرين في المؤسسات المختلفة في الدولة لأن ذلك سيحول دون هيمنة لون حزبي واحد على السلطة''. وفي السياق ذاته، رأت الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن مدنية الدولة ستظل راسخة في مصر مؤكده :'' الاسلام لا يعرف الدولة الدينية ومن سيتحايل علي ذلك سيفشل اليوم أو غدا''. وعن الفن، تحدث الفنان جلال الشرقاوي، قائلا :''لا مجال للدولة الدينية مع الفن، لقد قاومنا في العصور الظلامية وسنقاوم أي تيار إذا حاول أن يفرض على الفن فكره''. وأكد الشرقاوي أن مؤشرات ما بعد الثورة كانت مقلقة فيما يخص اتهام بعض الفنانين كالفنان عادل إمام والقول بأن أدب نجيب محفوظ هو ''دعارة''، ولكن :'' الفن الذي استطاع أن يقاوم في عصور الظلام سيأخذ حقه ولن يتهاون''. وعن رؤية الأزهر للوضع الحالي تحدث الدكتور، محمود عزت،الاستاذ بجامعة الأزهر، قائلا:'' الأزهر يفرق بين العمل الوطني والسياسي ولقد حرص على الحياد تماما خاصة في الإنتخابات الرئاسية الماضية'' وأشار عزت الي أن وثيقة الأزهر ضمنت الدولة المدنية بجمعها كل التيارات الفكرية والسياسية حولها مؤكدا :'' عندما ذكر الرئيس مرسي على منصة التحرير بأنه سيحرص على تأسيس دولة وطنية ديمقراطية دستورية حديثة كان يقصد وثيقة الأزهر التي تحوي في مضمونها هذه العبارة، ولكن الإعلام لا يشر الى ذلك''. يذكر أن مجلس الحوار والعلاقات المسكونية، بسنودس النيل الإنجيلي، يقيم إفطارا سنويا يحضره نخبة من المثقفين والمفكرين ورجال الدين المسيحي والإسلامي، ويتخلله ندوة للحديث عن آخر التطورات في مصر.