ألقت صحيفة ''كريستيان ساينس مونيتور'' الامريكية اليوم الأربعاء الضوء على الانتخابات الرئاسية المصرية.. مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي تشهد فيها مصر انتخابات رئاسية حرة، ليتصدر المنافسة كل من المرشح الإسلامي عبد المنعم أبو الفتوح ، وعمرو موسي الذي عمل لمدة طويلة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك . وذكرت الصحيفة - في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني - إلى أنه في الوقت الذي يتوجه فيه المصريون لصناديق الاقتراع واختيار رئيسهم لأول مرة، فإنهم يواجهون الاختيار بين مرشحين البعض منهم ينتمي للنظام السابق. وتواصل الصحيفة ان عمرو موسي وهو أحد المرشحين شغل وزير خارجية مصر لمدة طويلة خلال فترة رئاسة مبارك، ويقدم نفسه كمناهض للمرشح الاسلامى معتمدا على خبرته وحنكته السياسية وبدعوى تحقيق الاستقرار. ولفتت الصحيفة إلى أنه على الجبهة الأخرى نجد عبد المنعم أبو الفتوح الذي كان عضوا لمدة طويلة من الزمن في الجماعة المصرية المعارضة عبر التاريخ جماعة الإخوان المسلمين مشيرة إلى انه على الرغم من أنه انشق عنها العام الماضي وحاول أن يكون همزة الوصل التي تحدث توازنا بين الإسلاميين والعلمانيين من الساسة المصريين لاستقطابهم، إلا أنه لا يزال في عقول الكثير من المصريين إخوانيا. وواصلت الصحيفة تقول: ''أنه على نطاق أوسع فهناك محمد مرسي المرشح الرسمي للإخوان المسلمين و أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك'' . ونقلت الصحيفة استطلاع أجري بجامعة ماريلاند الامريكية أظهر أن ما يفوق ال 32% من الذين شملهم الاستطلاع يفضلون أبو الفتوح في حين أن 28% منهم يؤيدون عمرو موسي ، ليأتي شفيق في المرتبة التالية له بنسبة 14% ، ثم مرسي 8% . وألقت الصحيفة الضوء على الوضع العام داخل الشارع المصري حاليا ..و قالت: ''إن المرشحين مألوفي الوجه ممن يتمتعون بالقبول والمعرفة من الجماهير صورهم على جميع الحوائط''.. مشيرة إلى ان بعض اللافتات التي ترجع لعمرو موسى حفر عليها كلمة ''فلول'' وهو مصطلح ازدرائي يشير إلى أعضاء النظام السابق. ومضت الصحيفة تقول: ''أن الكثير ممن يعتزمون التصويت لصالح عمرو موسى صرحوا بأنهم يقدرون خبرته''.. مؤكدين على انهم سيمكنونه من البدء بتغيير مسار الأمور، و علل بعضهم سبب تأييده له إلى عمله في الوزارة لكثير من السنوات ولذلك فهو على دراية بمجريات الأمور ذلك إلى جانب سبب آخر هو الحفاظ على السلطة من أن تؤول كليا إلى الإخوان المسلمين الذين شغلوا نصف المقاعد البرلمانية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة رغم تعهدهم الدائم بعدم السعي إلى السلطة. وترى الصحيفة أنه بالرغم من تاريخ أبو الفتوح مع الإخوان إلا أن قدرته الخطابية العالية ، ومواقفه المعتدلة أكسبته قاعدة عريضة من المؤيدين ، و كان أبو الفتوح من الأعضاء الإصلاحيين في الإخوان المسلمين ، واختلافه مع تنظيم الجماعة على بعض القضايا مثل قبول النصراني و المرأة في الرئاسة أكسبته أيضا التأييد وسط العلمانيين ، فضلا عن تعامله الدقيق و الحذر مع التساؤلات حول تطبيق الشريعة أو القانون الإسلامي. وتستطرد الصحيفة: ''أن الكثير من الليبراليين البارزين و كذلك اليساريين الثوريين على اختلاف طوائفهم يمثلون مؤيدي أبو الفتوح بشكل جزئي''. و لفتت الصحيفة إلى أن النشطاء العلمانيين الثوريين ممن لا يؤيدون أبو الفتوح لديهم خيارات أخرى محدودة ، فبعضهم لن يرشح على الإطلاق ، وآخرون سيتخذون قرارا براجماتيا بتأييد عمرو موسى بهدف التصدي للمرشحين للإسلاميين ، وهناك من يدعم منهم حمدين صباحي اليساري الذي يلتزم بالأيديولوجية القومية العربية للرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر . وترى الصحيفة أن شعبية حمدين صباحي تصاعدت مؤخرا حيث تمثل مؤيدوه في الليبراليين و اليساريين والعلمانيين المصريين ممن يرفضون التصويت لأي من الإسلاميين أو مرشحى الفلول. أقرأ ايضا: إحالة شفيق للنيابة بعد خرقه للصمت الانتخابي