أكدت لجنة متابعة ورصد وتقييم الدعاية الإعلامية والإعلانية للانتخابات الرئاسية أن العديد من القنوات الفضائية اهتمت بالدور الدعائي للمرشحين الرئاسيين، وتغافلت عن القيام بالدور التوعوي للناخبين. وشد التقرير الأول للجنة، وتناول الفترة من 30 أبريل حتى 10 مايو الجاري، على ضرورة الالتزام بالقواعد المهنية والأخلاقية التي تحدد تنظيم وتقديم وإعداد المناظرات التليفزيونية بهدف تحقيق الفرص العادلة والمساواة بين المرشحين ومساعدة الناخب في المقارنة والمفاضلة بينهما.
ولاحظ التقرير، الذي قدمه لدكتور صفوت العالم رئيس اللجنة وبحضور أعضائها في مؤتمر صحفي ظهر اليوم الأحد، الازدواجية والتداخل في الأدوار والوظائف التي يقوم بها بعض الصحفيين والإعلاميين ومشاركة البعض منهم في الفرق المصاحبة التي تشارك في تخطيط الحملات الانتخابية لأحد المرشحين والمشاركة فى الوقت ذاته في التغطية الإعلامية للانتخابات في الجريدة أو القناة الفضائية التي يعمل بها.
وأشار التقرير إلى أن هذا الأمر يستدعى التقنين الذاتي للممارسة الصحفية والإعلامية، مشددا على أهمية وضرورة عدم التحيز وتغطية الأخبار بشكل دقيق.
نحتاج إلى تشريع ينظم ملكية القنوات الفضائية ودعا التقرير إلى مدى الحاجة إلى صياغة تشريع ينظم ملكية القنوات الفضائية لبعض القيادات والاتجاهات الحزبية السياسية نظرا لنمط الملكية الخاص بالقنوات الفضائية التليفزيونية وعلاقته بقيادة وإدارة الأحزاب السياسية.
كما دعا إلى وضع آليات تنظم وتضبط حجم الإنفاق الدعائي في الانتخابات للأحزاب السياسية أو المرشحين السياسيين مما يحقق العدالة والمساواة والموضوعية بين جميع المرشحين في الانتخابات مطالبة اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بضرورة ضبط حجم الإنفاق الدعائي للمرشحين.
كما أكد التقرير الاهتمام بالبرامج التدريبية التي تساعد في تأهيل الإعلاميين والصحفيين للتغطية الإعلامية الموضوعية والمتوازنة أثناء الانتخابات بما يساعد في تدعيم الممارسة الإعلامية المهنية في انتخابات الرئاسة.
وأيضا أكد التقرير على أهمية الالتزام بالضوابط والقواعد الخاصة بنشر النتائج الخاصة باستطلاعات الرأي العام في الانتخابات في وسائل الإعلام من حيث حجم العينة وجميع البيانات ونسبة الخطأ وتوجيه الأسئلة فضلا عن حظر النشر والإذاعة لنتائج الاستطلاعات في الفترة السابقة على الاقتراع بيومين أو أكثر.
وتضمن التقرير نقاطا رئيسية أهمها تقييم الإعلانات الإذاعية والتليفزيونية والتنويهات الخاصة بالناخبين في التليفزيون المصري والفضائيات وتقييم أداء الإذاعة المصرية وتقييم البرامج التليفزيونية الإخبارية، وبرنامج '' مصر تنتخب الرئيس'' على قناة قناة ''سي بي سي''، والذي خصه التقرير بالشكر والتقدير واعتبره ''برنامجا مميزا''، على حد وصف التقرير.
كما استعرض التقرير ''توجيه الأسئلة الإيحائية للشخصيات البارزة وتقييم المناظرات التليفزيونية وتوظيف الفتاوى الدينية والتحليل النفسي للمرشحين والتوظيف الدعائي لاستطلاعات الرأي العام للتأثير على الناخبين وعدم توفير ترجمة بلغة الإشارة للناخبين من الصم والبكم''.
لابد من حذف شعار ''نهضة مصر.. مرجعية إسلامية'' ورصد تقرير اللجنة بعض الملاحظات والأخطاء التي وقعت فيها العديد من القنوات الفضائية وتنويهات الإذاعة للمرشحين كتنويهات المرشح ''محمد مرسي'' حيث تبين أن الجملة الختامية لكل إعلان تتضمن عبارة ''نهضة مصر.. مرجعية إسلامية'' بما يعد مخالفة لضوابط الدعاية الانتخابية بحظر استخدام شعارات ورموز دينية.
وأوصت اللجنة بضرورة حذف هذا الشعار والاكتفاء بكلمة ''نهضة مصرية''.
وحول تقييم أداء الإذاعة المصرية رصد التقرير أنها أعطت فرص متساوية ومساحات زمنية عادلة للمرشحين المشاركين في الانتخابات مع عرض برامجهم الانتخابية وتخصيص 30 دقيقة لكل مرشح حيث استخذت الإذاعة العديد من التنويهات على جميع الشبكات الإذاعية والتغطية الإخبارية لأنشطة المرشحين لجولاتهم ومؤتمراتهم.
ورصد التقرير التزام الإذاعة المصرية بالحياد والموضوعية والتنوع والوازن فى معالجة هذه التغطية الاخبارية والتحليلية للمرشحين.
أسئلة إيحائية وانتقد التقرير ظاهرة قيام بعض المذيعين بتوجيه الأسئلة الإيحائية للضيوف والشخصيات القيادية التى تؤثر على الناخب حيث قام بعض المذيعين بسؤال بعض الشخصيات عن المرشح الرئاسي الذي يقوم بالتصويت له مما يؤثر في تأييد وتدعيم المرشح وأيضا يؤثر سلبا على المرشحين المنافسين منها على سبيل المثال لا الحصر ''برنامج صباحك يامصر'' على قناة دريم و''استديو البلد'' على قناة صدى البلد وبرنامج ''مصر الجديدة'' على قناة الحياة.
كما انتقد بعض البرامج التليفزيونية التي اتخذت أشكالا للدعاية المضادة بين مرشحي الرئاسة حيث استخدمت قناة النهار في برنامج موعد مع الرئيس كلام المرشح عبد المنعم أبو الفتوح الذي تحدث بأن عمرو موسى قد لقبة بلقب الشيخ مما جعل أبو الفتوح يحلل كلمة الشيخ بأنه يريد يظهره بأن سنه كبير ..وقال إن موسى اكبر منه بستة عشر عاما.
فتاوى دينية ورصد التقرير اختراق القواعد الإعلامية والمعايير الصحفية للانتخابات الرئاسية ونشر فتاوى دينية لصالح مرشحي السلفيين والإخوان المسلمين، وذكر دعوة محمد مرسي مرشح الإخوان لأئمة ودعاة كانوا موجودين في مؤتمر عقده بالأزهر الشريف بأن يدعون له في المساجد على اعتبار أنه المرشح الوحيد الذي يدعو لتطبيق الشريعة.
وذكر التقرير أيضا فتوى دينية أصدرها الدكتور منير جمعه، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو الإخوان المسلمين بعدم جواز التصويت لمرشحي الفلول قاصدا (عمرو موسى وأحمد شفيق)، وكذلك وصف الداعية السلفي محمد عبد المقصود التصويت لأبو الفتوح ومشروعه بأنه ''مشروع هلاك''.
وأكدت اللجنة في ختام المؤتمر الصحفي أن اللجنة تعمل بمنأى عن أية رقابة من قبل وزارة الإعلام ولا تخضع لأية تأثيرات ولأي اتجاهات ولا حتى لمكتب وزير الإعلام ولا تتدخل في الأمر حتى لو كان إيجابيا وان اللجنة تعمل بموضوعية وحيدة كاملة ولا مصلحة لها سوى مصلحة المشاهد المصري.