واصلت أزمة إسطونات الغاز حدتها في محافظة الأقصر بعد ان إرتفع سعر الإسطوانة الواحدة الي 35 جنيها في بعض المناطق ، مما دفع الأهالي الي المبيت أمام منفذ البيع بمصنع تعبئة الغاز بالطود ، جنوبالأقصر، فيما يمكن تسميته '' برحلة البحث عن أمبوبة '' . عايش '' مصراوي '' معاناة أهالي الأقصر في الحصول علي إسطوانة بوتاجاز علي مدار يوم كامل قضيناه مع المواطنين أمام مصنع تعبئة الغاز بالطود جنوبالأقصر . تجمهر مئات الأهالي أمام مصنع الطود لتعبئة الغاز الذي يقع علي بعد 20 كيلو متر تقريبا من مدينة الأقصر السياحية ، وسط اتهامات من بعض المواطنين بوجود تواطؤ بين القائمين علي المصنع ومديرية التموين بالأقصر من جهة ، وأصحاب المستودعات من جهة أخري ، عن طريق تهريب كميات كبيرة من إسطونات البوتاجاز الي السوق السوداء من أجل التلاعب بالأسعار . أكد الأهالي أنهم قرروا الذهاب الي منفذ توزيع إسطونات الغاز للأفراد التابع للمصنع بعد فشلهم في الحصول علي الإسطونات من المستودعات القريبة من أماكن إقامتهم . علي حسن '' 33 عاما'' إحدي المتجمهرين أمام المصنع يقول أنه قدم ، أمس ، من قرية الزينية شمالا بهدف إستبدال إسطوانته الفارغة بأخري مملوءه وكان الأمل يحدوه بأن يعثر علي ضالته في مصنع تعبئة الغاز ، الا انه فوجئ بطاوبير أطول كثيرا من تلك التي تقف أمام المستودعات . وأضاف أنه إستمر واقفا في إحدي الطوابير حتي ساعة متأخرة من ، مساء أمس ، وعند فشله في الحصول علي امبوبة في ذلك اليوم قرر أن يبيت ليلته مع أقرانه أمام المصنع حتي لا يعود الي أسرته التي تنتظر عودته بالأنبوبة يجر أذيال الخيبة . وروي علي المعاناة التي عاناها في تلك الليلة وقال '' لقد افترشنا جميعا الأرض واقتسمنا عدد قليل من الغطاء في ليله أقل ما توصف به أنها أصعب ليله مرت عليً في حياتي حيث أن البرد كان قارصا والرياح مشتدا يعبث في الغطاء الخفيف الذي تدثرنا به ''. وأشار علي الي أنه لجأ الي ان يترك إسطوانته الفارغة مع مثيلاتها التي تم ربطهم في حبل واحد في حراسة عدد من أقرانه ، علي ان يتم إستبدال افراد الحراسة بين الحين والأخر حتي يحظي جميعهم بقسط من الراحة . ''عائشة محمد '' سيدة تبلغ من العمر 42 عاما جاءت من قرية منشاة العماري ، شمال الأقصر، الي مدينة الطود جنوبا بينهما ، نحو 25 كيلو مترا تقريبا ، من أجل الحصول علي إسطوانة بوتاجاز . قالت عائشة ان لديها أسرة مكونة من 6 أفراد ، وانها تعاني في فصل الشتاء من كل عام بسبب أزمة أنابيب البوتاجاز الا ان حدتها هذا العام بلغت ذروتها وأصبح الحصول علي أمبوبة إحدي المهام الشاقة التي تعانيها . واضافت لقد قدمت الي المصنع صباح أمس ووقفت امام منفذ التوزيع الخاص بالأفراد في طابور طوله يتعدي الكيلو متر ، وبقيت حتي حل المساء الا أنها فشلت في الحصول علي مرماها فقررت العودة الي منزلها ثم عادت صباح اليوم لتستكمل رحلتها الشاقة في البحث عن أنبوبة بوتاجاز .