تهديدات ''بوكو حرام'' للمسيحيين ''فرقعة إعلامية'' أم ''كارثة''

أنذرت حركة ''بوكو حرام'' النيجيرية المتشددة لجميع المسيحيين في شمال البلاد، دعتهم فيه لضرورة مغادرة المنطقة خلال ثلاثة أيام، الأمر الذي اعتبره خبراء بمثابة ''فرقعة إعلامية'' الغرض منها تخويف المسيحيين، إلا أن مواطنين مسيحيين في مصر رأوه ''كارثة'' ناتجة عن تفشي الجهل التخلف سواء في أفريقيا أو المنطقة العربية.
يقول الكاتب الصحفي عطية عيسوي، الخبير بالشؤون الأفريقية إن هذا أمر ''غير قابل للتصديق''؛ فالمسيحيين قوة في الشمال النيجيري قوة لا يستهان بها.
وأشار إلى أنه حتى لو استجابوا لإنذار بوكو حرام، التي تعني ''التعليم الغربي ممنوع'' بلغة الهاوسا المستخدمة إجمالا في شمال نيجيريا، فمعنى ذلك أن المسلمين في جنوب نيجيريا سيجبرون على ترك المنطقة.
ورأى عيسوي أن هذا الإنذار هدفه التخويف ومحاولة لردع المسيحيين في نيجيريا عن الانتقام من أعضاء حركة بوكو حرام المتشددة.
وحول ما إذا كان لمثل هذا الإنذار تأثير في مصر، في ضوء الصعود المتنامي للإسلاميين بعد ثورة 25 يناير، لفت عيسوي النظر إلى أنه يمكن أن يأخذه البعض على أنه مثال لتخويف الغرب من تولي الإسلاميين سدة الحكم في مصر وغيرها من بلدان الربيع العربي.
وشدد الكاتب الصحفي عطية عيسوي على أنه لايمكن أن تقع في مصر مثل تلك الحوادث لأنه ''لاتوجد في مصر جماعات بهذا التشدد، الذي عليه ''بوكو حرام''.
وأوضح أن بوكو حرام أكثر تشددا من تنظيم القاعدة، لأن أعضاء الجماعة النيجيرية لا يفهمون من الدين الإسلامي سوى القشور لعدم تحدثهم العربية.
وأشار إلى أن جماعة ''بوكو حرام'' تعرضت لحملة قمع رهيبة من قبل السلطات النيجيرية، وقُتل زعيمهم وتم تصفية بعض المنتمين إليها في ساحات عامة مما أدى لاختفائها من الساحة لأكثر من عام، ثم عادت في 2010 وبدأت ممارسة أعمال تخريبية وتدميرية بهدف تخويف وإحراج السلطات.
وأضاف أن ''بوكو حرام'' يمكن أن يكون نشاطها نتيجة دعم مادي وسلاح في الأونة الأخيرة من تنظيم القاعدة في صحراء النيجر، التي تربط بين نيجيريا وليبيا.
على الجانب الآخر، اعتبر مواطنون مسيحيون مصريون تهديدات ''بوكو حرام'' بمثابة ''كارثة'' ناتجة عن تفشي الجهل والتخلف في القارة الأفريقية والمنطقة العربية أيضا، مشيرين إلى أن هذا نتاج طبيعي للعنصرية والتعصب الموجود على نطاق واسع في دول العالم الثالث.
واتفقوا مع عيسوي قي أن هذه التهديدات يمكن أن تستخدم لتخويف الغرب من حكم الإسلاميين.
وفي نيجيريا توقع نشطاء في مجال حقوق الإنسان أن تنقل ''بوكو حرام'' نشاطاتها إلى مناطق هادئة في نيجيريا، مشيرين إلى ضرورة أن تؤخذ هذه التهديدات على محمل الجد.
وقال الناشط شيهو ساني في تصريحات ل ''CNN'' إن الكثير من المسيحيين ولدوا وترعرعوا في الشمال ويصعب عليهم بالتالي المغادرة، محذرا من أن الحركة قد ترد على إعلان الطوارئ عبر نقل القتال إلى مناطق هادئة حاليا.
وأمهلت جماعة ''بوكو حرام'' الإسلامية ثلاثة أيام للمسيحيين لكي يغادروا شمال نيجيريا.وهددت ''بوكو حرام''، على لسان أبو القعقاع الذي تحدث مرات عدة باسمها، بمواجهة القوات النيجيرية في المناطق التي فرضت فيها حالة الطوارئ.
وقال أبو القعقاع الذي يؤكد انه يتحدث باسم الجماعة التي تعلن ولاءها لحركة طالبان الأفغانية ''نمهل المسيحيين ثلاثة أيام لمغادرة شمال نيجيريا''.
وتابع بلغة الهاوسا المستخدمة إجمالا في الشمال ''نتمنى كذلك دعوة أخواننا مسلمي الجنوب (حيث الأكثرية مسيحية) إلى العودة إلى الشمال لأننا نملك إثباتا على أنهم سيتعرضون للهجوم''.
وكان ائتلاف عدة كنائس نيجرية قد أعلن تعهده بالدفاع عن دور العبادة المسيحية التي تتعرض لهجمات متكررة من قبل مسلحي ''بوكو حرام''، التي أعلنت الحرب على الكنائس بعد سلسلة الهجمات الأخيرة التي استهدفت العديد من الكنائس وأسفرت عن مقل أربعين شخصا عشية عيد الميلاد.