يقترب عام 2011 من الانتهاء وتتوجه أنظار العلماء في جميع أنحاء العالم نحو المؤسسة الأوربية للأبحاث النووية(CERN)؛ حيث تجرى تجارب المصادم الهادروني الكبير(LHC) والبحث عن جسيم هيجز الذي افترض وجوده العالم الأسكتلندي بيتر هيجز في عام 1964 ليفسر به كيفية حصول الجسيمات الأولية التي تتكون منها كل المواد في الطبيعة مثل الالكترون على كتلتها. وظل جسيم هيجز منذ ذلك الزمن هو الجسيم الوحيد في النموذج المعياري الذي لم يُكتشف بعد، ولكن هناك دلائل نظرية كثيرة على وجوده. ومن جانبه، أكد شعبان خليل - مدير مركز أبحاث الفيزياء النظرية بالجامعة البريطانية فى مصر والمنسق المصرى فى سيرن - أنه لم يتمكن مصادم الجسيمات السابق في سيرن بسويسرا (1989-2000) وبمعمل فيرمي بأمريكا (1940-2011) من اكتشاف هذا الجسيم مما زاد من الشك في وجوده ومحاولة بناء النموذج المعياري للجسيمات الأولية بطريقة مختلفة لا تعتمد علي فرضية وجود جسيم هيجز. وأضاف أنه باءت تلك المحاولات بالفشل مما زاد من لغز جسيم هيجز وآليته في حصول الجسيمات علي كتل، مؤكداً أن البحث عن هذا الجسيم كان من أهم أسباب بناء المصادم الهادروني الكبير كمحاولة أخيرة لحسم هذا الجدل والتحقق من تلك الفرضية. وتابع:" وبالتالي فليس من الغريب اهتمام العالم أجمع بأول نتيجة رسمية تصدر من تجارب المصادم الهدروني الكبير، الثلاثاء الماضي، في المؤتمر الصحفي الذي عقد بسيرن ونقل فى بث مباشر علي الانترنت وسط متابعة واسعة من كل المهتمين" . وقال مدير مركز أبحاث الفيزياء النظرية بالجامعة البريطانية فى مصر أنه تم الإعلان عن الدلائل التي تم رصدها في تجربتيين منفصلتين من تجارب المصادم الهدروني الكبير والتي تشير إلي جسيم هيجز ذات كتلة تصل حوالي 125 جيجا إلكترون فولت (أي ما يعاد كتلة 125 بروتون). وأضاف الدكتور خليل أن هذه الدلالات لاترقي بعد لأن تكون اكتشافاً لهذا الجسيم ولكنها تعطي الأمل في ذلك في مع نهاية العام القادم بعد تحليل نتائج جديدة سوف يتم الحصول عليها من تصادمات للبروتونات عند طاقة أعلي، مؤكداً أن محاولة العثور على هيجز تقترب من نهايتها، وما هي الاأشهر قليلة قادمة حتى تقف فيزياء الطاقات العالية على أعتاب ثورة علمية جديدة. الجدير بالذكر أن المصادم الهادروني الكبير يتكون من معجل ضخم عبارة عن أنبوب مثبت داخل نفق دائري بطول 27 كيلو متر ( 17 ميل) على عمق 175 متر ( 574 قدم) تحت الأرض عند الحدود الفرنسية - السويسرية. ينطلق شعاعان من البروتونات داخل هذا الأنبوب الدائري (Ring) بطاقة عالية تصل إلى (Gev 3.5 جيجا )إلكترون فولت للشعاع ليصتدما عند هذه الطاقة العالية؛ حيث تقوم كاشفات كبيرة موجودة عند نقط التصادم بتسجيل أحداث تفاعلات البروتونات مع بعضها البعض للكشف عن أي جسيمات جديدة ناتجة عن هذه التفاعلات. وتمثل الشبكة المصرية لفيزياء الطاقات العالية مصر فى هذه التجربة العلمية الهامة؛ حيث أصبحت عضوا رسميا فى تجربة المصادم الهادروني الكبير منذ عام 2010 . اقرأ ايضا: سحابة غازية تتجه بسرعة فلكية نحو مجرّتنا