غزة (رويترز) - عثرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) يوم الجمعة على جثة ناشط سلام ايطالي قتل على يد متعاطفين مع تنظيم القاعدة في قطاع غزة مما أثار شكوكا بشأن سيطرة الحركة على القطاع. وقال مسؤولون من الحركة ان رجلين اعتقلا بينما يجري البحث عن اخرين فيما يتصل بخطف وقتل فيتوريو أريجوني (36 عاما) الذي عثر عليه مشنوقا في منزل مهجور يوم الجمعة. وهددت جماعة سلفية جهادية في قطاع غزة متحالفة مع القاعدة يوم الخميس باعدام أريجوني ما لم يطلق سراح زعيمها الذي اعتقلته حماس الشهر الماضي. وشكل هذا تحديا لم يسبق له مثيل لحماس الذي تسبب عداؤها الشديد لاسرائيل في تفاقم عزلة وفقر القطاع الذي يقطنه 1.5 مليون نسمه. وقال اسماعيل هنية رئيس الوزراء في حكومة حماس في غزة لصحفي فرنسي ان غزة امنة وأضاف أنه يريد أن يطمئن جميع زوار القطاع بأنهم في سلام وأمن. وتابع يقول ان الجريمة التي وقعت حادث فردي وان حكومته ستطبق القانون على الجناة. لكن الجماعة السلفية هددت بمزيد من العنف. ووصف صائب عريقات مساعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مقتل أريجوني بانه صفحة سوداء في التاريخ الفلسطيني ودعا الى المصالحة الوطنية. وأدان فوزي برهوم المتحدث باسم حماس الجريمة ووصفها بأنها محاولة للاضرار بالتضامن الدولي مع غزة المحاصرة وتشويه صورة الشعب الفلسطيني. الا أن هناك مخاوف من أن الاصوليين يتمتعون بجرأة كافية لتحدي حماس بسبب ما يعتبرونه نقصا في حماسها الديني. وبدا الغضب واضحا بين المواطنين العاديين في القطاع بسبب مقتل الناشط الايطالي الذي كان يساعد صيادين ومزارعين محليين. وعاش أريجوني في غزة منذ وصل على متن قارب جلب امدادات انسانية سمحت اسرائيل التي تفرض حصارا على القطاع الساحلي الصغير بدخولها ميناء غزة. وقالت الناشطة الايطالية سيلفيا توديشيني التي كانت زميلة لاريجوني في غزة لرويترز "كان فيتوريو هنا من أجل الشعب الفلسطيني. هم قتلوا شخصا كان هنا من أجلهم." وأضافت "لن يخرجونا من هنا... سنبقى." وقال فلسطينيون يتولون الاتصال بالدبلوماسيين الايطاليين ان جثمان أريجوني سيتم ترحيله عبر اسرائيل يوم الاحد. وتعارض حماس التي تسيطر على القطاع الساحلي السلفيين الذين يبدو أنهم يجذبون مؤيدين بعضهم من حماس. وبرغم أن حماس تشارك تنظيم القاعدة عداءه لاسرائيل الا انها أثارت غضب السلفيين بطرحها هدنة مع الاسرائيليين المتفوقين عسكريا وبحث التسوية السياسية مع الاطراف الفلسطينية العلمانية. وهاجم السلفيون أيضا الذين يرون أن حماس تفتقر الى الحماس الكافي لتطبيق الشريعة الاسلامية مقاهي الانترنت ويريدون طرد المسيحيين. ويعتقد محللون فلسطينيون واسرائيليون أن بعض السلفيين في غزة هم من الاجانب الذين تسللوا من سيناء المصرية. وقال ايهاب الغصين المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس في مؤتمر صحفي ان اعتقال واستجواب احد افراد الجماعة أدى الى اكتشاف مكان أريجوني. واضاف الغصين أن القوات تحركت بسرعة وبحكمة الى المكان ولكنها وجدت أن الرجل المختطف قتل قبل ساعات بطريقة بشعة حسبما ذكر الطبيب الشرعي. وقال الغصين ان الخاطفين استأجروا مؤخرا المنزل الذي عثر فيه على جثة الناشط الايطالي واستخدموا سيارة شخص اخر في محاولة لاخفاء هوياتهم. واضاف انهم كانوا يعتزمون من البداية قتل ضحيتهم لان الجريمة حدثت بعد فترة قصيرة من اختطافه. وفي تسجيل مصور بثه خاطفوه على موقع يوتيوب على الانترنت ظهر أريجوني معصوب العينين ودماء حول عينه اليمنى ويد تجذب رأسه الى أعلى ليواجه الكاميرا. وقال نص مكتوب رافق التسجيل المصور ان الرهينة الايطالي "ما دخل ديارنا الا لافساد العباد والبلاد ومن ورائه دويلة الكفر ايطاليا." واضاف ان الخاطفين يطالبون حكومة حماس "بالافراج التام عن جميع معتقلي السلفية الجهادية وعلى رأسهم الشيخ المجاهد هشام السعيدني." وعرفت مصادر في غزة السعيدني في وقت سابق على أنه عضو كبير في جماعة التوحيد والجهاد الاسلامية. وقالت الجماعة اليوم انها لا علاقة لها بمقتل أريجوني لكنها صعدت التهديدات ضد حماس قائلة انها ستسعى لتحرير أعضائها المسجونين بكل السبل الممكنة. وكان أريجوني أول أجنبي يختطف في غزة منذ اختطاف مراسل هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) الان جونستون الذي احتجز لمدة 114 يوما على يد جماعة جيش الاسلام التي تستلهم نهج تنظيم القاعدة. واطلق سراحه عام 2007 . وقالت حماس ان عملية القتل يمكن أن تخدم محاولات اسرائيل لعزل غزة. ويعتزم نشطاء دوليون ارسال ما يصل الى 15 سفينة الشهر المقبل في تحد للحصار البحري الذي تفرضه اسرائيل على القطاع.