في ظاهرة ملفتة للنظر، وبعد مداولات طويلة، بدأت تغزو شوارع العاصمة الإيرانيةطهران، ''تاكسيات نسائية''، خاصة بالنساء يقودها نسوة، في إجراء جديد لتجنب عمليات الاختطاف والاغتصاب، التي باتت تحدث في إيران بمعدلات مرتفعة في الآونة الأخيرة. وبحسب تقرير مطول ل''العربية'' فإن أول شركة سيارات أجرة نسائية تأسست في عام 2006 في إحدى مناطق العاصمة الإيرانيةطهران ولم توافق السلطات المعنية بسهولة على إنشائها حيث اضطرت الشركة للاستمرار في عملها لفترة طويلة دون ترخيص رسمي. رأت هذه الشركة النور في بلدة ''شهيد محلاتي'' سنة 2006 بطهران غير أنها لم تحصل على ترخيص رسمي ولكن دعم الحرس الثوري لها كان وراء استمرارها بالعمل، يذكر أن بلدة محلاتي في العاصمة الإيرانية سكانها من منتسبي الحرس الثوري الإيراني وعوائلهم فقط، وتأسست لاحقاً في عام 2008 أول شركة لسيارة الأجرة عبر الهاتف ولكنها واجهت في البداية بعض العوائق من قبل السائقين الرجال الذين لم يسمحوا للنساء بركن سياراتهن في المواقف الخاصة بسيارات الأجرة. شاهد الفيديو تاكسيات نسائية بطهران وفي تعليق على التاكسي النسائي الذي أثار ردود أفال متباينة داخل المجتمع الإيراني، تقول الناشطة في حقوق المرأة الإيرانية آيدا قجر : ''إن النظرة السياسية لهذه الظاهرة مبنية على محاولات العزل الجنسي الذي يمارس حاليا في الجامعات والبنوك والحدائق العامة لذا فإن سيارة الأجرة الخاصة بالنساء تدخل في هذا السياق فهذا المشروع غير جيد إطلاقا لأنه يهدف إلى الفصل بين المرأة والرجل فكلما ابتعد الاثنان عن بعضهما البعض كلما ازداد الغموض بينهما، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى الإضرار بالأسرة''. أما بخصوص التأثيرات الاجتماعية لهذه الظاهرة فتعتقد رؤيا كريمي مجد أن مشروع سيارة الأجرة النسوية يخدم الأسر التقليدية التي لا تسمح للنساء بالخروج من البيت بدون مرافق''. ورداً على ما جاء في صحيفة إيران الحكومية بخصوص تأسيس مكاتب للتاكسيات النسائية والتي من المقرر إدخال ألفين منها في الخدمة هذا العام، قالت آيدا قجر: ''لو أردنا تسليط الضوء على التحرش الذي يتعرض النساء له فالحل يأتي من خلال معالجة الأمراض الاجتماعية إذ يجب تغيير النظرة الجنسية تجاه النساء في المجتمع ولكن حلولاً من هذا القبيل ماهي إلا مهدئات وقتية قد تجد قبولاً بين النساء من الطبقات الوسطى غير أنها لا يمكن أن تستأصل المشكلة في المجتمع بل إنها حصيلة النظرة الذكورية الحاكمة''. أما ناهيد سائقة تاكسي إيرانية تعمل في أحد مكاتب نقل الركاب النساء في طهران فتعتبر أن الإقبال على مكاتب نقل الركاب الخاصة بالنساء كبير جداً حيث بإمكان النساء ركوب هذه التاكسيات بكامل زينتهن''.، وتقول سائقة أخرى تدعى : ''نحن شعرنا بمدى أهمية عملنا بعد افتتاح المكتب الذي أعمل فيه حيث وجدنا ترحيباً بالغاً خاصة من قبل الأسرة المتدينة''. وتضيف: ''إن بعض الرجال وبالرغم من توفير الأمن من قبل مكاتب نقل الركاب إلا أنهم لا يفضلون أن تركب زوجاتهم مع السائقين الرجال''.، وتعتبر السيدة حسن زاده التي تعمل منذ أربعة أعوام في أحد المكاتب أن المشروع حقق نجاحاً باهراً حسب تعبيرها خاصة بالنسبة لبعض النساء اللواتي يشعرن بنوع من عدم الثقة في المجتمع''.