قال رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة يوم الثلاثاء ان الدول الفقيرة المتاخمة لليبيا وساحل العاج والصومال استقبلت مئات الالاف من الذين فروا من الصراعات في هذه الدول وهو توجه مريح في عالم يشوبه عادة كره الاجانب. واثنى رئيس المفوضية انطونيو جوتيريس على ايطاليا ومالطا لايوائهما مهاجرين فروا بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة من شمال افريقيا مع ان روما تريد اعادة الاف التونسيين الذين يبحثون عن حياة افضل الى بلدهم. وكان جوتيريس يتحدث بعد زيارات قام بها الى ليبيريا ومصر وتونس وكينيا في الوقت الذي تجاهد فيه وكالته من أجل مواكبة أزمات متزامنة للاجئين. وقال في مؤتمر صحفي "في ليبيريا وفي مصر وتونس رأيت اشخاصا لا يفتحون الحدود فحسب لكن يفتحون قلوبهم وحافظات نقودهم بطريقة اعتقد انها درس في عالم اليوم حيث نرى الكثير من مظاهر الرهبة من الغرباء وكره الاجانب." واضاف قائلا "انهم يظهرون انه في عالم اليوم لا يزال هناك عدد من الدول السخية التي تبقي حدودها مفتوحة في ظل تدفق هائل لاناس في حاجة الى الحماية." وشكت ايطاليا بشدة من نقص المساعدة من الدول الاخرى في الاتحاد الاوروبي في التعامل مع الوافدين من شمال افريقيا على متن قوارب هشة. وتدفق أكثر من 20 الف مهاجر بطريق غير شرعي اغلبهم من تونس الى جزيرة لامبيدوسا الصغيرة منذ الاطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي في يناير كانون الثاني مما أدى الى تراخي نقاط التفتيش الحدودية التي كانت تسد الطريق الى اوروبا. وناقش رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني في تونس يوم الاثنين كيفية اعادة الاف المهاجرين التونسيين الى بلدهم. وقال جوتيريس انه من المعتقد ان نحو 2000 شخص معظمهم من اريتريا والصومال جاءوا ايضا بقوارب الى ايطاليا ومالطا قادمين من ليبيا حيث يقاتل المعارضون القوات الحكومية. وقال انه من المهم التفرقة بين اللاجئين الفارين بسبب الاضطرابات الذين يحق لهم طلب اللجوء وفق القانون الدولي وبين المهاجرين بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة. وقال جوتيريس انه لا يتذكر تعرض المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لمثل هذا "الضغط الهائل" في اي وقت مضى. وقال رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان أكثر من 439 الفا فروا من القتال بين القوات الحكومية والمعارضين في ليبيا وعبروا الحدود الى تونس ومصر وهما دولتان تعانيان بسبب الفترة الانتقالة نحو الديمقراطية وتواجهان تحديات اقتصادية كبيرة. وقال ان الكثير من هؤلاء عمال تونسيون ومصريون او مهاجرون من اسيا ودول جنوب الصحراء الافريقية جرى اجلاؤهم منذ اندلاع الازمة لكن الليبيين حظوا بالترحاب ايضا. واضاف ان لا يزال هناك نحو 6000 شخص يعبرون الى الدولتين يوميا.