أربيل (العراق) (رويترز) - لقي رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان ترحيبا يوم الثلاثاء بصفته أول زعيم تركي يزور الاقليم الكردي بالعراق في جولة تحمل أهمية كبيرة بسبب تاريخ تركيا من الصراع مع الاقلية الكردية. وتم رفع العلم التركي على الصواري في اربيل عاصمة الاقليم الكردي. وحضر أردوغان مراسم بمناسبة افتتاح مطار جديد في اربيل شيدته مثل العديد من المشروعات الاخرى في الاقليم المزدهر شركة انشاءات تركية. وقال في كلمة بالمطار أشار خلالها الى جهوده في اصلاح العلاقات مع الاقلية الكردية في جنوب شرق تركيا "لنا علاقات تاريخية مع العراق ومع هذه المنطقة الجميلة." وقال "لقد بدأنا ارساء الاساس للاخوة بين شعبي تركيا الذي كان الاساس للتنمية الاقتصادية." وأضاف "أنهينا سياسة قديمة لتركيا اعتادت التنكر لانسانية الشعب." واتسمت السياسة الخارجية التركية منذ فترة طويلة بالشكوك العميقة في الاقليم الكردي العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي والذي نشأ في التسعينات بعد حرب الخليج الاولى. وشنت القوات التركية عمليات على اراضيها ضد المتمردين الاكراد الاتراك. وأشاد مسعود برزاني رئيس الاقليم الكردي العراقي بزيارة أردوغان ووصفها بأنها حدث تاريخي. وقال "تركيا الان لها وضع متميز في المنطقة وهذا بسبب سياساتكم الحكيمة. نأمل ان تستمر هذه التطورات بعد الانتخابات التركية القادمة في خدمة السلام وخدمة شعب المنطقة." وتحملت تركيا عقودا من الصراع الانفصالي مع الاقلية الكردية. وتوسعت حكومة أردوغان التي تواجه انتخابات في يونيو حزيران في منح الاكراد في تركيا حقوقا سياسية وثقافية في محاولة للمساعدة في انهاء الصراع. ونتيجة لذلك لقي أردوغان انتقادات من المحافظين بسبب التنازلات التي قدمها وعلى الجانب الاخر من المتمردين الاكراد اتهموه بانه لم يقطع شوطا طويلا. وقال متحدث باسم حزب العمال الكردستاني يوم الثلاثاء ان أردوغان يحتاج الى اظهار حسن النية بالافراج عن السجناء السياسيين الاكراد في تركيا وتغيير قانون الانتخابات للسماح بمزيد من التمثيل الكردي في البرلمان. وقال المتحدث أحمد دنيس لرويترز "أردوغان يقدم وعودا قبل كل انتخابات ولا يفي بها على الاطلاق." وأضاف "السياسة مازالت كما هي." واتهمت تركيا في الماضي زعماء اكراد العراق بعدم عمل ما يكفي لاغلاق قواعد الانفصاليين الاكراد الذين يعملون على الجانب العراقي من الحدود. لكن هذه النزاعات خفت حدتها في السنوات الاخيرة مع انشاء هيئة مخابرات امريكية تركية مشتركة لمكافحة الانفصاليين. وتتمتع المحافظات الثلاث التي تشكل الاقليم الكردي في العراق بحكم شبه مستقل يتم تمويله من نصيب في صادرات نفط عراقية. كما حضر أردوغان مراسم بمناسبة افتتاح أول بنكين كرديين في أربيل.