أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان الخميس انه لن يجتمع مع زعماء حزب مؤيد للأكراد وهو الحزب الديمقراطي الاجتماعي والذى يحظى بتمثيل في البرلمان التركي الا اذا وافقوا على الاقرار بان مقاتلي حزب العمال الكردستاني "ارهابيون". ويشن الحزب الديمقراطي الاجتماعي حملة من اجل مزيد من الحريات والحكم الذاتي للاقلية العرقية الكردية الكبيرة في تركيا ، لكن يعتقد ايضا ان له علاقات وثيقة بمقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي يقاتل القوات التركية منذ أكثر من عقدين. وقال اردوجان في تصريحات اذاعها التلفزيون "كرئيس لوزراء الجمهورية التركية لن اجتمع مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي يجلس تحت سقف البرلمان ما دام لا يقر بأن حزب العمال الكردستاني الانفصالي منظمة ارهابية." وتصنف تركيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني باعتباره منظمة ارهابية. وقدمت واشنطن معلومات مخابرات حيوية للقوات التركية خلال عملياتها البرية التي شنتها في الاونة الاخيرة على شمال العراق لسحق متمردي حزب العمال الكردستاني هناك. ويرفض الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي يمثله 20 نائبا في البرلمان التركي دوما ادانة حزب العمال الكردستاني لكنه يقول انه يريد حلا ديمقراطيا سلميا للقضية الكردية في تركيا. واجرى زعماء الحزب الديمقراطي الاجتماعي محادثات في الايام الماضية مع الرئيس التركي عبد الله جول ونائب رئيس الوزراء التركي جميل جيجك ورئيس البرلمان كوكسال توبتان. وحثوا بخاصة الرئيس جول على ان يلعب دورا نشطا في القضية الكردية. لكن اردوجان اتهم الحزب الديمقراطي الاجتماعي بالترويج لقومية عرقية وقال ان الحزب لا يستطيع ادعاء تمثيل اكراد تركيا الذين يقدر عددهم بنحو 12 مليونا او المنطقة الجنوبيةالشرقية التي يقيم فيها كثير منهم. وحصل حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه اردوجان في الانتخابات البرلمانية العام الماضي على دعم كثير من الناخبين في جنوب شرق البلاد سئموا الصراع المتعلق بحزب العمال الكردستاني ويريدون نصيبا من مستويات المعيشة الآخذة في الارتفاع في تركيا. ويأمل حزب العدالة والتنمية ان ينتزع السيطرة على مدن رئيسية مثل ديار بكر من الحزب الديمقراطي الاجتماعي في انتخابات المحليات المقررة عام 2009. وقال اردوجان هذا الاسبوع ان حكومته ستستثمر ما يصل الى 12 مليار دولار في جنوب شرق تركيا خلال فترة خمس سنوات في مسعى لتقويض الدعم لحزب العمال الكردستاني. وسوف تسمح الحكومة ايضا بأن تذيع قناه تلفزيونية تابعة للدولة برامجها باللغة الكردية. كما ان الاتحاد الاوروبي الذي تأمل تركيا في الانضمام اليه ، يحث أنقرة منذ فترة طويلة على ازالة القيود بشأن الثقافة واللغة الكردية. وتلقي أنقرة باللوم على حزب العمال الكردستاني في سقوط نحو 40 ألف قتيل منذ بدأ صراعه المسلح عام 1984 لاقامة وطن للاكراد في جنوب شرق البلاد. ويقول الجيش التركي انه قتل 240 من متمردي حزب العمال الكردستاني اثناء الهجوم البري الذي استغرق ثمانية ايام في الاونة الاخيرة في شمال العراق كما فقد الجيش 27 من افراده. ( رويترز )