القاهرة (رويترز) - قالت الحكومة المصرية يوم الاثنين ان تفاصيل نشرت عن التعديل المزمع فيها سابقة لاوانها وقائمة على تكهنات من بينها أن معارضين للرئيس المصري السابق حسني مبارك سيكلفون بحقائب فيها. وكانت وسائل اعلام نشرت قائمة بتعديلات شملت عدة حقائب وزارية لكن الحقائب الرئيسية وهي الدفاع والخارجية والداخلية والعدل والمالية ظلت دون مرشحين. وقالت جماعة الاخوان المسلمين أكثر الجماعات السياسية تنظيما في مصر والتي منعت من تأسيس حزب سياسي في عهد مبارك انها لم توجه لها الدعوة لتنضم للحكومة ورفضت التعديل قائلة ان كل وزراء مبارك يجب أن يرحلوا. وقالت وكالة أنباء الشرق الاوسط ان رئيس الوزراء أحمد شفيق واصل "مشاوراته اليوم لاختيار عدد من الوزراء الجدد في التعديل الوزاري." ونقلت قول المتحدث باسم الحكومة مجدي راضي "ما نشر حول التعديل الوزاري يأتي في اطار التكهنات وسيعلن التعديل الوزاري رسميا قريبا." ولم يتسن على الفور الاتصال براضي لمزيد من التعليق. ونشرت التقارير الخاصة بالتعديل في وسائل الاعلام الرسمية وليس من الواضح السبب الذي جعل الحكومة تبدو في موقف تراجع عن اختياراتها لكن السلطات تكابد من أجل احتواء الغضب الشعبي على بقاء من يصفونهم ببقايا حرس مبارك القديم في الحكم. وكان مبارك شكل حكومة جديدة بعد قليل من اندلاع احتجاجات 25 يناير كانون الثاني في محاولة لتهدئة الغضب على حكمه الذي امتد 30 عاما لكن الغضب أخذ يتزايد حتى رحيله في 11 فبراير شباط. وقال العضو القيادي في جماعة الاخوان عصام العريان "لم يعرض أحد علينا (أي مناصب) ولو عرضوا لن نقبل. نحن نطالب بما يريده الشعب بالغاء الحكومة لانها من النظام السابق." ومضى قائلا لرويترز "نريد حكومة جديدة من التكنوقراط لا صلة لها بالعهد القديم." وقالت التقارير ان التعديل الوزاري المزمع سيضم الى الحكومة بعض الوجوه الجديدة منهم ثلاثة من أحزاب سياسية معترف بها وهو تغيير مذهل في مصر فقبل أربعة أسابيع فقط كانت جماعات المعارضة متشرذمة وضعيفة جراء عقود من القمع. وذكرت وسائل اعلام حكومية أنه تم تعيين يحيى الجمل نائبا لرئيس الوزراء وهو فقيه دستوري وأستاذ للقانون كما أنه قيادي في ائتلاف جماعات المعارضة الذي يتصدره الناشط محمد البرادعي والذي يعرف باسم الجمعية الوطنية للتغيير. وقالت التقارير ان منير فخري عبد النور سكرتير عام حزب الوفد وهو حزب ليبرالي سيعين وزيرا للسياحة. وكان الوفد قاطع جولة الاعادة من الانتخابات البرلمانية التي أجريت في نوفمبر تشرين الثاني لانه قال مثل كثيرين في المعارضة انه تم التلاعب في الجولة الاولى منها. غير أن الكثيرين من معارضي مبارك كانوا قالوا ان حزب الوفد كان مقربا من حكومته في كثير من الاحيان. وذكرت صحيفة الجمهورية أن جودة عبد الخالق من حزب التجمع سيعين وزيرا للتضامن الاجتماعي. وتم الغاء منصب وزير الاعلام. وكان وزير الاعلام السابق أنس الفقي أثار غضب المحتجين لان الاعلام الحكومي قلل من شأنهم أو تجاهلهم في معظم أيام الثورة الشعبية في البلاد التي امتدت 18 يوما. وقال التلفزيون الحكومي ان المحلل السياسي عمرو حمزاوي الذي كان عضوا في ما أطلق عليها لجنة الحكماء التي حاولت التوسط للوصول الى حل خلال الانتفاضة أصبح وزيرا للشباب. وقالت التقارير انه تم تعيين محمد الصاوي الذي يدير مركزا ثقافيا شعبيا بالقاهرة وزيرا للثقافة وان النائبة بمجلس الشعب المحلول جورجيت قليني عينت وزيرة للهجرة. وأضافت التقارير أنه تم اختيار أحمد جمال الدين وزيرا للتعليم والتعليم العالي والدكتور عمرو عزت سلامة وزيرا للبحث العلمي.