اندلعت معارك عنيفة هذا الاسبوع بين القوات الحكومية والعديد من مجموعات التمرد في دارفور في غرب السودان، كما اعلنت مصادر في الاممالمتحدة السبت. وقال مصدر في قوة الاممالمتحدة لحفظ السلام في دارفور (يوناميد) ان المعارك اندلعت الثلاثاء "بين القوات الحكومية وفصائل متمردة بين منطقتي تابيت وشانغيل توبايا" على بعد حوالى 70 كلم جنوب غرب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. واضاف المصدر ان مروحيات وطائرات من طراز انطونوف حلقت في سماء المنطقة، في حين سمع دوي انفجارات طيلة النهار. وقالت يوناميد في بيان ان "المواجهات العنيفة التي تجري بشكل متقطع في هذه المنطقة منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر وتتخللها هجمات ضد المدنيين، اوقعت قتلى وجرحى وخلفت دمارا وادت الى نزوح الاف الاشخاص وانسحاب عمال الاغاثة الانسانية"، من دون ان تحدد عدد ضحايا المعارك. وكان دبلوماسيون من اكثر من عشر دول دعوا الجمعة الى التوصل الى اتفاق سلام في دارفور بصورة "عاجلة"، وذلك في ظل مراوحة المفاوضات الجارية في الدوحة مكانها. ومفاوضات السلام متوقفة منذ ان استدعت الحكومة السودانية وفدها الى الدوحة في نهاية كانون الاول/ديسمبر بسبب غياب التقدم واستئناف النزاعات بين الجيش والمتمردين في هذه المنطقة غرب السودان. واعلنت حركة العدل والمساواة، المجموعة المتمردة الاكثر تسلحا في دارفور، السبت ان الخرطوم ارسلت مجددا وفدها التفاوضي الى الدوحة لاستئناف مفاوضات السلام، ولكن غياب فصائل متمردة كبيرة اخرى عن هذه المفاوضات لا يدع مجالا لكثير من الامل في حصول اختراق في المفاوضات. والحرب في دارفور التي بدأت منذ 2003 تسببت بمقتل اكثر من 300 الف شخص بحسب تقديرات الاممالمتحدة - عشرة الاف بحسب الخرطوم - وبنزوح 2,7 مليون اخرين. ومنذ كانون الاول/ديسمبر، اضطر 43 الف شخص الى مغادرة منازلهم بسبب معارك مستمرة بين المتمردين والجيش السوداني، بحسب تقديرات للامم المتحدة.