اشتبك مئات من المتظاهرين اليمنيين المناهضين للحكومة ومئات الموالين لها بالحجارة والعصي في العاصمة صنعاء يوم الثلاثاء في أضطرابات سياسية أذكتها الانتفاضة الشعبية في مصر. وقال مراسل رويترز ان نحو ألف متظاهر خرجوا الى شارع مؤد الى القصر الرئاسي واعترضتهم قوات الأمن. وعندما تفرقوا في الشوارع الجانبية واجههم مئات من الموالين للحكومة وتراشق الجانبان بالحجارة. وأُصيب أربعة محتجين أحدهم نائب ومن بينهم اثنان جرحا في رأسيهما. وتمكنت الشرطة سريعا من وقف الاشتباكات. وردد المتظاهرون هتافات من بينها "الشعب يريد اسقاط النظام" وأخرى تطالب برحيل الحكومة التي وصفوها بالفاسدة. وهتف بعض المحتجين مطالبين باستقالة الرئيس علي عبد الله صالح ورفع كثيرون لافتات كتب عليها "ارحل". ودفع الخوف من تنامي الاضطرابات صالح الى تقديم بعض التنازلات مثل تعهده بعدم الترشح لفترة رئاسة أخرى بعد انتهاء فترته الحالية عام 2013 ودعوة المعارضة الى حوار للمصالحة. ووافقت المعارضة على التفاوض مع صالح. لكن محللين قالوا ان الاحتجاجات ربما تصل الى نقطة تحول رغم أنهم عبروا عن شكهم في احتمال أن يشهد اليمن انتفاضة سريعة على غرار ما شهدته مصر. وأضافوا أن أي تغيير سيكون أبطأ وقد يصحبه مزيد من إراقة الدماء. وقال جريجوري جونسن المحلل المتخصص في الشؤون اليمنية بجامعة برينستون "اليمن وخصوصا الرئيس صالح يدخل مرحلة حساسة للغاية تستمر عدة أسابيع." واضاف أن استقالة الرئيس المصري الى جانب ظهور احتجاجات في اليمن لا ينسقها ائتلاف المعارضة الرسمية تشير الى "نقطة أزمة". ويشكو المتظاهرون اليمنيون من القمع وتردي الظروف الاقتصادية اذ أن نحو 40 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم نحو 23 مليون نسمة يعيشون بأقل من دولارين في اليوم ويعاني ثلث السكان من جوع مزمن. وانتقدت جماعات مدافعة عن حقوق الانسان مؤيدي الرئيس اليمني والشرطة لتعديهم على المتظاهرين بالضرب بالهراوات ومسدسات الصعق الكهربي. ورافقت ثلاث سيارات اسعاف المحتجين منذ بدء المسيرة يوم الثلاثاء في علامة على أن اندلاع العنف أصبح متوقعا الآن. وتعرض نائب من المشاركين في الاحتجاجات للضرب على ايدي بعض الموالين للحكومة. وقال النائب أحمد سيف حاشد لرويترز انه يعتقد أن الحزب الحاكم استأجر رجالا لدعمه وان بعضهم كانوا يحملون خناجر. وقال ان أغلبهم ليسوا أعضاء في الحزب الحاكم بل بلطجية مأجورين. وذكر ان بعضهم حاولوا طعنه في ظهره مضيفا ان هجماتهم على المحتجين ما زالت مستمرة وانهم يريدون احتلال الاماكن التي يستخدمها المتظاهرون. وكان بضع مئات من الرجال في انتظار المحتجين لدى تجمعهم عند جامعة صنعاء نقطة انطلاق المسيرات المناهضة للحكومة. ولوح البعض بصور صالح وكان أغلبهم يحملون هراوات. وهتف الموالون للرئيس متهمين المحتجين بالجبناء والعملاء للامريكيين وقالوا ان الشعب يريد أن يبدأ الحوار. واتخذت الشرطة إجراءات صارمة ضد الطرفين لمنع وقوع اشتباكات وامتنعت عموما عن مهاجمة المحتجين. لكن قوات الأمن ضربت صحفيين واعتقلتهم كما فرقت الشرطة مستخدمة العصي مسيرة كانت متجهة الى القصر الرئاسي يوم الاحد. ويجابه اليمن اضطرابات شعبية ويقاتل متشددي تنظيم القاعدة كما يكافح تمردا انفصاليا في الجنوب ويسعى جاهدا لتعزيز وقف هش لاطلاق النار مع متمردين شيعة في الشمال. (شارك في التغطية محمد صدام) من محمد الغباري وخالد عبد الله