قالت مواقع للمعارضة على الانترنت يوم الاحد ان السلطات الايرانية صعدت ضغوطها على أنصارها المؤيدين للديمقراطية واعتقلت 18 ناشطا منهم قبل مظاهرة مقررة في محاولة لمنع تجدد الاحتجاجات المناهضة للحكومة. ورفضت سلطات الدولة طلبا تقدم به الزعيمان المعارضان مير حسين موسوي ومهدي كروبي لتنظيم مسيرة في 14 فبراير شباط للتضامن مع الشعبين المصري والتونسي اللذين أسقطا رئيسيهما في انتفاضات شعبية. لكن مواقع للمعارضة جددت الدعوة للمظاهرة في تحد للضغوط التي مورست على المعارضة مثل وضع كروبي رهن الاقامة الجبرية منذ يوم الاربعاء. وقال موقع كلمة الموالي لموسوي على الانترنت "الضغط المتزايد على كروبي وموسوي... يكشف ضعف وخوف الحكام من أكثر تحركات الايرانيين سلمية ومدنية وسياسية." بينما قال موقع ساهام نيوز الموالي لكروبي ان "موجة جديدة من الاعتقالات بدأت مع اقترابنا من مظاهرة يوم الاثنين". ونشر الموقع قائمة بأسماء 18 ناشطا ألقي القبض عليهم. وقال مدعي طهران عباس جعفري دولت أبادي ان "الاعتقالات الاخيرة تمت لاسباب تتعلق بالامن." ويقول قادة المعارضة ان الانتفاضات المنادية بالديمقراطية في مصر وتونس صورة من المظاهرات التي اجتاحت ايران في 2009 لا الثورة الاسلامية التي اندلعت في 1979 وأطاحت بالشاه كما قالت السلطات. واكد معظم جماعات المعارضة المصرية ومن بينها جماعة الاخوان المسلمين المحظورة على الطبيعة المدنية لاحتجاجاتها. واندلعت الاضطرابات في ايران بعد اعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في يونيو حزيران 2009 في انتخابات تقول المعارضة انها زورت. وتنفي السلطات الايرانية ذلك. وقمعت قوات الحرس الثوري الاحتجاجات التي كانت الاسوأ التي تشهدها ايران منذ قيام الجمهورية الاسلامية. وأعقبت الاضطرابات عمليات اعتقال واسعة ومحاكمات أدت الى اعدام شخصين. وما زال عشرات المعتقلين في السجون حتى اليوم. وحظيت دعوة المعارضة بزخم كبير على شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت مثل فيسبوك حيث انضم أكثر من 48 ألف شخص الى صفحة على الموقع تدعو الى المشاركة في المظاهرة. وقالت بعض الكتابات على الجدران وفي محطات الحافلات وأكشاك الصحف في طهران "موعدنا في ميدان أزادي (الحرية) يوم الاثنين." وحذر الحرس الثوري المعارضة اكثر من مرة من خلق "ازمة امنية" جديدة. وقال موقع كلمة ان العديد من الطلبة الناشطين والجماعات السياسية ستنضم للمظاهرة. لكن محللين يقولون انه لم يتضح بعد ما اذا كان انصار المعارضة سيشاركون بأعداد كبيرة في المظاهرة. وقال المحلل السياسي رحمت ميراغاي "كثير من الايرانيين لا يعتبرون موسوي وكروبي زعماء المعارضة... كما ان اي مواجهة مع النظام ستكون باهظة التكاليف." وأدت اخر احتجاجات نظمتها المعارضة في ديسمبر كانون الاول 2009 الى اشتباكات مع قوات الامن. وقتل ثمانية متظاهرين. واتخذت الحكومة اجراءات استثنائية في الايام القليلة الماضية فقد نشرت قوات أمن في الميادين الرئيسية في طهران ووضعت نقاط تفتيش في مناطق متعددة في العاصمة. وصورت السلطات تحركات المعارضة على انها مؤامرة يحركها الغرب تهدف الى تقويض المؤسسة الاسلامية وهو اتهام ينفيه زعماء المعارضة. ويقول زعماء المعارضة ان الحركة المؤيدة للديمقراطية مازالت حية في ايران ويؤكدون ان المظاهرة اختبار لكل من الحكومة الايرانية ومعارضيها.